تجربتي مع التخلص من الخوف كانت مرهقة وطويلة جدًا، لكن على الرغم من ذلك فإن كل تلك الصعاب قد تلاشت في اللحظة التي بدأت فيها فك قيود الخوف الوهمية التي طالما عرقلت خطواتي، ولأنني أعلم أنني لم ولن أكون الوحيدة أحببت مشاركة تجربتي معكم من خلال موقع القمة.
تجربتي مع التخلص من الخوف
فتاة في ريعان شبابها تخطيت العشرين بسبع خطوات فقط هذا يعني أنني أصبحت كبيرة وناضجة بل مسؤولة أيضًا، لكن هذا ما كان يجب أن يكون وهذا ما تمنيته من أعماق قلبي، لكن واقعي لم يكن أبدًا بتلك السهولة ولم يسرِ بشكلٍ طبيعي ككثيرٍ من أقراني.
فطالما كان هناك حاجزًا يمنعني عن ممارسة أبسط أمور حياتي بصورة عادية، حاجزًا لم يره أحد أبدًا ولن يفعلوا، كان الخوف هو الوحش الذي يرافقني في كل خطوة؛ حينما أدرس، حينما أتعرف على أناس جدد، عندما أقرر التنزه، أو أبحث عن وظيفة في كل شيء كنت أراه.
أريد فقط أن أوضّح أمرًا ما دومًا ما شكّل لبسًا عند أي أحد كان يسمع مشكلتي، وهو أن الخوف الذي كنت أشعر به كان يشبه ظلي لا يتركني أبدًا، ولم يكن القلق العادي أو التوتر الذي يشعر به جميع الناس ثم يتخلصوا منه بأي طريقة، فأنا لم أكن أقدر على الفكاك.
نعود إلى الأمر الذي جعلني أقرر أن ابدأ تجربتي مع التخلص من الخوف وهو الخوف أيضًا أتتخيلون، لكنه كان خوفًا آخر تلك المرة، حينما انتبهت إلى أن العمر يمر من أمامي وأنا ما زلت الطفلة ذات السابعة التي تخشى عبور الطريق دون أباها أو أمها.
عندما وجدت صديقاتي وفتيات عائلتي ينجحن، ويتقدمن، ويتزوجن وينجبن وأنا أشاهدهن بحيرة قاتلة، كيف يفعلن كل هذا ولم يشعرن لحظة بالخوف الذي أشعر أنا به.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع الوسواس القهري
علاج الخوف الشديد
في تلك اللحظة التي أخبرتكم بها سابقًا، أيقنت أن التأخير عن إيجاد حلٍ أكثر من ذلك ما هو إلا إهمال مني وتواكل، لذلك قررت أن أخوض تجربتي مع التخلص من الخوف وأن أكسر ذلك الحاجز للمرة الأولى في حياتي.
كان الطريق الذي قررت أن أسلكه هو العلاج النفسي، فكما أخبرتكم أن الأمر لم أكن أعلم له سببًا فهو شيء داخلي لا أراه بل أسمعه فقط، لذلك وجود معالجًا نفسيًا يستطيع أن ينبش عن السبب ويصل إلى العلاج هو الحل الأمثل بكل تأكيد.
عندما خطوت أولى خطواتي داخل عيادة الطبيب النفسي اجتاحتني نوبة خوف جديدة، ماذا لو فشلت، ماذا لو كان هذا قدري الذي لن أستطيع الخلاص منه وما الذي سيتمكن من فعله الطبيب ولم أفعله أنا طوال 27 عامًا.
كثير من الأمور المحبطة التي قررت أن أرمي بها أمام الطبيب بمجرد أن جلست أمامه وحتى قبل أنا أخبره باسمي، ذلك حتى يعلم إلى أي درجة أنا واصلة، ولقد علم بالفعل وبدأ معي رحلة العلاج الطويلة.
حيث إنه بعد سلسلة من الحديث بيننا، أخبرني أنني سنقوم بعلاج المشكلة من أكثر من جانب، ويجب الاهتمام بكلٍ منهما وعدم التقصير حتى نحصل على نتيجة سريعة، والتي ستكون كما يلي:
1- علاج الخوف فكريًا
بدأت تجربتي مع التخلص من الخوف في إدخال بصيص الأمل إلى قلبي بعد أن أهلكته العتمة، عندما عمل الطبيب على بواطن عقلي، فلقد أخبرني أن الخوف يوجد بداخله وهو الذي يُشكّل القيد الذي تشعرين به طوال الوقت.
أتعلمون أول ما أمرني به الطبيب أن أفعله هو الفشل، تعجبت في بداية الأمر لكنه أكدّ على طلبه وأخبرني إن كان الخوف بداخلي من الفشل فلما لا أفشل، بل ما الذي سيحدث عن وقوع الفشل، ربما لن تنتهي الدنيا لكن سيفرّ الخوف من داخلي هاربًا.
كما نصحني بأن أوسّع مداركي وأثقّف نفسي وأستمع إلى تجارب الآخرين في أي أمر أنا مقدمة عليه، حيث إن هذا الأمر يعمل على تقليل الخوف ولو قليلًا.
أما فيما يخص خوفي غير المبرر من الناس، فقال لما لا أقوم بعمل مسرحية صغيرة أمام المرآة، أتخيل فيها أي حوار يدور بيني وبين من أنا خائفة منه هكذا، وكأنني أجعل عقلي يعيش المشهد قبل حدوثه.
لكن عندما أخبرته عن خوفي من الأناس الجدد، كان ردّه جديدًا عليّ حيث قال لي وكيف تعرفين أن من أمامكِ ليس خائفًا هو الأخر، فتلك طبيعة البشر الخوف من المجهول، لكن ما دمتِ في حيز الأمان ولم تلاحظي أي أمرًا غير مطمئنًا على هذا الشخص فلا تسمحي للخوف أن يتملكك.
أما النصيحة الذهبية التي وجهها لي الطبيب والتي أشعرتني بالامتنان، عندما جعلني أتذكر المواقف التي أحسنت فيها صنعًا -ولو كانت تُعدّ على أصابع اليد الواحدة- وأخبرني ألا أنسى لنفسي أي لحظة قامت فيها بعمل شيء جيد.
لأن ذلك يساعدني على الوثوق فيها وعدم التقليل من قدراتها، وأنها نفسها ستكون قادرة على كسر حاجز الخوف ذات يوم والمرور من فوقه بكل قوة وشجاعة.
2- علاج الخوف بدنيًا
أما الخطوة الثانية التي اتبعها الطبيب وكانت من أسس تجربتي مع التخلص من الخوف، هو العلاج على المستوى البدني أو الجسماني، حيث إنه أخبرني أنني يجب أن أساعد جسدي حتى يساعدني، وأن دوره سيكون كبيرًا في العلاج السريع.
على سبيل المثال فإن الحفاظ على نظام صحي يحتوي على أهم العناصر التي يحتاجها الجسم، يؤدي إلى تقويته، وجعله أكثر انتباهًا وتركيزًا.
كما نصحني بممارسة العديد من التمارين الرياضية، وتمارين الاسترخاء خاصةً عند التعرّض إلى نوبة خوف في موقفٍ ما مثل تمرين التنفس العميق الذي بالفعل كان له أثرًا إيجابيًا عليّ.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع علاج الوسواس والخوف من الموت بالقرآن الكريم
نتيجة تجربتي مع التخلص من الخوف
حسنًا بعد أن اتبعت النصائح التي أخبرني بها الطبيب، والتي بالفعل أخذت وقتًا ليس قصيرًا بالمرة، اضطرني إلى عمل الكثير من الجلسات النفسية في عيادته، خاصةً حينما كنت أشعر باليأس وفقدان قدرتي على المحاولة أو حتى عندما انتكس.
بعد كل هذه المعاناة لا أعلم كيف وصلت إلى تلك المرحلة من تجربتي مع التخلص من الخوف وهي أنني نجحت بالفعل وبنسبة كبيرة جدًا، ربما أكون ما زلت في منتصف الطريق، لكن يكفيني أننا لم أعد في بدايته.
امتلكت الجرأة لأتعرّف على أناس جدد واكتشفت أنهم لا يتحولون إلى وحوش ضخمة تأكلني، أخيرًا قدّمت على وظيفة أحلامي التي عانيت قليلًا في البداية في مواجهتي لخوفي من الفشل وهذا ما جعلني أؤجل المقابلة أكثر من مرة.
لكني تذكرت نصيحة الطبيب وأخبرت نفسي أني حتى لو فشلت لا بأس سنحاول مرة أخرى، لكني وبحمد الله خابت ظنوني وتم قبولي ونجحت في منصبي.
عرضت تجربتي مع التخلص من الخوف حتى لا يفقد الأمل كل من يعاني من تلك المشكلة في إيجاد خلاصه، كل ما عليه هو السعي، والعمل على نفسه والصبر عليها حتى يصل إلى نتيجة مُرضية.