تجربتي مع سرطان الغدد اللمفاوية التشخيص والعلاج النهائي.. هل تضخم الغدد اللمفاوية يعني سرطان؟

تجربتي مع سرطان الغدد اللمفاوية كانت من أصعب التجارب النفسية والعضوية التي حدثت لي طوال حياتي، ففي لحظة واحدة تنقلب كل الأمور رأسًا على عقب، فلا أدري ما الذي من المفترض أن يحدث ولا ما هو مصيري في النهاية.. لكن ولأن في قلب كل منحة محنة ربانية، ولأنه ما زال في العمر بقية، وددت أن أحكي تجربتي من خلال موقع القمة حتى تكون درسًا للجميع.

تجربتي مع سرطان الغدد اللمفاوية

السرطان كلمة مخيفة جدًا من جميع الجوانب، حتى وقعها على الأذن ليس بالشيء اللطيف، لا أحد يسمع عن هذا المرض ولو من مجرد رؤية إعلان له على التلفاز إلا وتنتابه حالة من القشعريرة والحزن على المرضى، وبالطبع الخوف على نفسه.

أجل؛ كنت واحدة من هؤلاء الذين كانت علاقتهم بالسرطان مجرد داعية بموته فيمن تمكّن من أجسادهم وأن يُحررهم الله من أسرّه المؤلم، لكنني لم أكن أدري أنني على بُعد خطوات بسيطة من تبادل الأدوار وأنني سأكون واحدة ممن سيُدعى لهم بالشفاء العاجل.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع سرطان العمود الفقري

أعراض سرطان الغدد اللمفاوية

آلام شديدة في منطقة المعدة، إجهاد بدني دون فعل أي مجهود حتى، إصابات بالحمى والسعال، تعرق ليلي حتى في عز البرد، كانت تلك الأعراض وغيرها التي بدأت بالشعور بها في تجربتي مع سرطان الغدد اللمفاوية.

التي بالطبع لم أبدِ لها أي اهتمامًا لأني ظننتها مرضًا عاديًا سيذهب سريعًا بعد تناول بعض المسكنات، لكنها لم تفعل شيء في تلك المرة.

بل إن الأمر بدأ يزداد لدرجة مقلقة وذلك حين بدأت ملاحظة تورمٍ في منطقة الرقبة لم أعرف ماهية هذا التورم؛ ولكن ما أعلمه جيدًا أن خوفًا ما تسلل إلى قلبي في تلك اللحظة، وما هي إلا دقائق وكنت جالسة أمام الطبيب.

تشخيص سرطان الغدد اللمفاوية

ذهبت مُسرعى إلى الطبيب وأنا مُحمّلة بأفكار مُخيفة ومُتحمّلة لآلامٍ شديدة، ظهر ذلك في تلعثمي وأنا أشرح له سبب زيارتي له، فحاول أن يهدأ من روعي قليلًا وبدأ هو بطرح الأسئلة وطلب مني أن اُجيب عليها بتريث.

سألني ما الذي تشعرين به بالتحديد، ومنذ متى وتلك الأعراض ملازمة لك، هل كانت بنفس الحدة أم أنها تزداد مع الوقت، في أي جزءٍ من جسدكِ بالتحديد يوجد الألم، هل خسرتي وزنك في الفترة الأخيرة دون عمل حمية غذائية.

أخبريني سيدتي هل لكِ علم بإصابة أيٍ من أفراد أسرتك ولو بدرجات بعيدة بأي نوع من السرطان؟ ماذا سرطان! توقفت عند هذا السؤال مُستنكرة أو ربما رافضة لما سيقوله، صمتّ لكثيرٍ من الوقت لا أدري كم هو، والطبيب ينتظر مني إجابة التي جاءت بالنفي.

طلب مني الطبيب أن يفحصني وقد كان، ثم أخبرني ببضع أمور سنقوم بها كجزء من عملية التشخيص، فأدركت حينها أنني على وشك خوض تجربتي مع سرطان الغدد اللمفاوية، والتي كانت كالتالي:

  • تحليل دم.
  • أخذ خزعة من الغدد اللمفاوية.
  • أخذ خزعة من نخاع العظام.
  • أشعة سينية على منطقة الصدر.
  • أشعة رنين مغناطيسي.
  • تصوير مقطعي بالإصدار البوزيتروني.
  • فحص جزئي.

العلاج النهائي للغدد اللمفاوية

بعد إجراء طرق التشخيص السابقة تأكد الطبيب مما شك فيه وهو أنني مصابة بسرطان الغدد اللمفاوية وليست مجرد أورام حميدة، وعلى الفور أخبرني بضرورة بدء طريق العلاج.

وأن الحمد لله أن الأمر تم اكتشافه مبكرًا مما يعطي أملًا أكبر في الشفاء، الذي يكون بإحدى الطرق التالية التي تتحدد على حسب الحالة الصحية للمريض:

1- العلاج الإشعاعي

أولى طرق العلاج التي أخبرني بها الطبيب خلال تجربتي مع سرطان الغدد اللمفاوية هي العلاج بالأشعة، والتي يقوم فيها بقتل الخلايا السرطانية بواسطة أشعة عالية الطاقة.

علمًا بأن هذا هو أسلوب العلاج الذي اعتمده الطبيب معي وبفضل الله وحده أدى إلى نتائج جيدة وتحسن ملحوظًا كما أخبرني.

2- العلاج الكيميائي

أما الحل الثاني الذي عرفته في تجربتي مع سرطان الغدد اللمفاوية هو العلاج الكيميائي، والذي يتم فيه تدمير الخلايا السرطانية بواسطة مواد كيميائية محددة لهذا الغرض.

3- العلاج المناعي

من اسم طريقة العلاج تلك يتضح أنها عبارة عن توجيه مناعة الجسم وتدعيمها حتى تقوم هي بحماية الجسم من السرطان، وهذا يتم عن طريق حقن الجسم بأجسام مضادة مُصنّعة مما تجعل الجهاز المناعي يقوم بمهاجمة وقتل الخلايا السرطانية المنتشرة في الجسم.

4- زراعة خلايا جذعية

تعتمد طريقة العلاج هذه بزرع خلايا جذعية داخل جسم المريض في الجزء المصاب بالسرطان، وذلك إما تكون الزراعة داخلية أي الجزء المزروع من جسم المريض نفسه، أو خارجية أي من جسم شخص متبرع.

5- العلاج بالجراحة

آخر الطرق التي أخبرني بها الطبيب أثناء تجربتي مع سرطان الغدد اللمفاوية هي الجراحة، أو بمعنى أدق استئصال العضو الذي أصابه السرطان في حال توغّل فيه، ولم تُجدِّ معه الطرق السابقة نفعًا.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع سرطان الثدي الالتهابي

أسباب سرطان الغدد اللمفاوية

تجربتي مع سرطان الغدد اللمفاوية على الرغم من كونها ما زالت حتى الآن لأنني ما زالت مستمرة على العلاج، إلا أنه شغل ذهني سؤالًا رغبت في طرحه على الطبيب منذ اليوم الأول، ما هو سبب سرطان الغدد اللمفاوية؟

حيث جاءت إجابته بأنه لا يوجد سبب بعينه يسبب الإصابة بسرطان الغدد اللمفاوية، لكنه بنسبة كبيرة يكون راجعًا إلى عوامل وراثية حيث يُولد الشخص وهو حاملٌ للجين الذي يجعله مستعدًا للإصابة في أي وقت.

تجربتي مع سرطان الغدد اللمفاوية من التجارب الصعبة بالتأكيد، لكن يظل الأمل بالشفاء موجودًا بإذن الله، كل ما علينا فعله هو الأخذ بالأسباب والسعي وراء طرق العلاج مهما طال أمدها، والأهم ألا نفقد بصيص الأمل لأنه هو الخطوة الأولى في نجاح هذا العلاج.

Scroll to Top