حكم اتهام الناس بالباطل والافتراء على الأبرياء

حكم اتهام الناس بالباطل يمكنك اليوم التعرف عليه، كثيرا ما يشك الناس في بعضهم ويجعلون هذا الشك مبررا للكثير من الأفعال الغير أخلاقية مثل التجسس والقذف ورمي التهم والإلحاق الضرر بالناس والممتلكات فهل يعتبر الشك مبررا لكل تلك الأفعال وهل يمكن أن يكون الشك ذريعة في الحكم على الآخرين سنعرف كل هذا اليوم من خلال موقع القمة.

حكم اتهام الناس بالباطل

أجمع أهل العلم على أن الافتراء على الأبرياء جريمة يعتبر صاحبها ظالما إن لم يجلب دليلا أو بينة على ما قال ولذلك للأدلة التالية:

  • قوله تعالى: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ} [النور-15].
  • قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} [الأحزاب-58].
  • قوله تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} [النحل-105].
  • كل الآيات السابقة تدل شكل واضح على حرمة الافتراء كذبا على الناس بدون بينة او دليل.

حكم سوء الظن

بعد أن عرفت حكم اتهام الناس بالباطل، إليك حكم سوء الظن والشك الغير مبرر وقد اتفق العلماء على أن سوء الظن خطيئة منهي عنها شرعا ما لم يكن يدل عليه دليل أو تتعلق به قرينة ولذلك للأدلة التالية:

  • قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} [الحجرات-12].
  • قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات-6].
  • قوله تعالى: {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} [النور-16].
  • كل الآيات السابقة دالة على أن سوء الظن خطيئة يعاقب عليها الله سبحانه وتعالى.

اقرأ أيضًا: حكم صيام اليوم الثاني من عيد الفطر عند المالكية

حكم الكذب والتدليس

بعد تعرفك على حكم اتهام الناس بالباطل، إليك حكم الكذب في الشريعة الإسلامية وهو حرام شرعا باتفاق كل الفقهاء والعلماء وذلك للأدلة الآتية:

  • حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “وإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا“.
  • حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فإنَّه مَن كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَلِجِ النَّارَ“.
  • حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ“.
  • كل هذه الأحاديث دالة على حرمة الكذب وفيها تأكيد على أن مصير الكاذب على جهنم.

حالات يكون الكذب فيها مباحا

بعد التعرف على حكم اتهام الناس بالباطل، إليك الحالات التي يباح للإنسان الكذب فيها ولا يجوز له الكذب في غيرها وهي كالتالي:

  • في حالة الحرب لأن الحرب تعتمد على الخدعة وتقتضي إيهام العدو بما ليس حقيقا للتمكن من الانتصار عليه.
  • في حالة الصلح بين المتخاصمين حيث يستدعي الصلح تبرير الأعمال التي قام بها كل طرف وتجميل صورته في عين الطرف الآخر.
  • في الحياة الزوجية بين الزوج وزوجته إذ إن الصراحة المطلقة أحيانا تورث المصائب وقد يؤدي إلى الطلاق فلابد من بعض الكذب حتى تستمر الحياة بشكل طبيعي ويظهر هذا الكذب في المجاملات وغيرها من أساليب استمالة القلب والعقل.
  • وهذا كله لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “أنَّهَا سَمِعَتْ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: ليسَ الكَذَّابُ الذي يُصْلِحُ بيْنَ النَّاسِ، فَيَنْمِي خَيْرًا، أوْ يقولُ خَيْرًا“.

اقرأ أيضًا: حكم إزالة الشعر أثناء الصيام في نهار رمضان

أقوال السلف والصحابة في الكذب

لقد ذكر الكذب والافتراء في السنة بأبشع الصفات وكان للصحابة والصالحين أيضا دور في تنفير الناس منه بأقوالهم عنه والتي منها:

  • قال سيدنا عمر بن الخطاب: “لأن يضعني الصدق- وقلَّما يضع- أحبُّ إليَّ من أن يرفعني الكذب، وقلَّما يفعل“.
  • وقال سيدنا عبد الله بن مسعود: “أعظم الخطايا الكذب، ومن يعفَّ يعفُ الله عنه“.
  • وقال سيدنا عبد الله بن عباس: “الكذب فجور، والنَّمِيمَة سحرٌ، فمن كذب فقد فجر، ومن نمَّ فقد سحر“.

الكذب والافتراء وسوء الظن من الأخلاق التي نهى الله ورسوله عنها نهيا مطلقا لأنها تورث الفساد والنزاع والشقاق بين العباد والبلاد وتسبب في الحروب والدمار والخراب ولذلك حري بكل مسلم يتقي ربه ألا يقربها.

Scroll to Top