حكم فرض غرامة بسبب تأخير دفع الأموال المستحقة يمكنك اليوم الاطلاع عليه، تفرض بعض البنوك غرامة تأخير على المدينين للبنوك حين يتأخرون في السداد وهي عادة في الكثير من البنوك اليوم وبالتالي يقوم أكثر عملاء تلك البنوك بدفع تلك الغرامة ولذلك من خلال موقع القمة نفهم حكم تلك الغرامة وهل يجوز سدادها.
حكم فرض غرامة بسبب تأخير دفع الأموال المستحقة
أتفق كل أهل العلم على أن الدائن لا يجوز له أن يزيد قيمة الدين على المدين إذا تأخر في السداد تحت أي بند وأي مسمى ولذلك للآتي:
- لأن هذا ربا صريح وكان هذا عرف العرب في الجاهلية قبل مجيء الإسلام فلما جاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم وحرم الله الربا منعت تلك القروض من بعدها
- ولقول الله عزو جل: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة-280].
أدلة تحريم الربا
بعد أن عرفت حكم فرض غرامة بسبب تأخير دفع الأموال المستحقة، إليك الأدلة الشرعية على حرمة الربا وهي كالتالي:
- قوله تعالى {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة-275].
- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة-278].
- قوله تعالى: {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} [البقرة-279].
- حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “اجْتَنِبوا السَّبعَ الموبِقاتِ؟ قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما هُنَّ؟ قال: الشِّركُ باللهِ، والسِّحرُ، وقَتْلُ النَّفسِ الَّتي حرَّمَ اللهُ إلَّا بالحَقِّ، وأكْلُ الرِّبا، وأكْلُ مالِ اليَتيمِ، والتَّولِّي يومَ الزَّحفِ، وقَذفُ المُحصَناتِ المؤمِناتِ الغافِلاتِ“.
- حديث عن جابر بن عبد الله انه قال: “لعَنَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ آكِلَ الرِّبا، ومُؤْكِلَه، وكاتِبَه، وشاهِدَيْه، وقال: هُم سَواءٌ“.
- وقد أجمع كل أهل العلم على حرمة الربا ومنهم ابن المنذر وابن حزم وابن رشد والنووي وابن قدامة والكثير من علماء الشريعة وأعلامها.
اقرأ أيضًا: ما حكم من يصوم وهو مريض
أدلة بطلان عقد الربا
بعد أن اطلعت على حكم فرض غرامة بسبب تأخير دفع الأموال المستحقة، إليك أهم الأدلة التي ثبت بطلان عقد الربا من الأساس ومنها:
- حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “ألَا كلُّ شَيءٍ مِن أمْرِ الجاهِليَّةِ تحْتَ قَدمَيَّ مَوْضوعٌ… ورِبا الجاهِليَّةِ مَوْضوعٌ، وأوَّلُ رِبًا أضَعُ رِبانا، رِبا عبَّاسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ؛ فإنَّه مَوْضوعٌ كلُّه“.
- ويوجد حديث آخر عن ابي سعيد رضي الله عنه انه قال: “أُتيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بتَمرٍ، فقال: ما هذا التَّمرُ من تَمرِنا، فقال الرَّجلُ: يا رسولَ اللهِ، بِعْنا تَمْرَنا صاعَينِ بصاعٍ مِن هذا، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا الرِّبا، فرُدُّوه، ثمَّ بِيعوا تَمرَنا، واشْتَروا لنا مِن هذا“.
أنواع الربا في الإسلام
بعد معرفتك بحكم فرض غرامة بسبب تأخير دفع الأموال المستحقة، إليك أنواع الربا التي حرمها الله سبحانه وتعالى ومنها ما يلي:
- ربا القرض: والمعروف بربا الجاهلية وهو أن يشترط الدائن على المدين ما يزيد على أصل قيمة الدين عند السداد كأن يعطيه ألفا ويطلب منه ان يردها الفا ومئة.
- ربا الفضل: والمعروف بربا المقايضة وهو زيادة في أحد العوضين في النوع الواحد متحد الجنس كبيع صاع تمر بصاعين.
- ربا النسيئة: وهو تأخير القبض في المعاملات الربوية مع رفع القيمة.
اقرأ أيضًا: ما حكم الحجامة في رمضان
أضرار التعامل بالربا
بعد استيعاب حكم فرض غرامة بسبب تأخير دفع الأموال المستحقة، إليك الأضرار التي تقع على الفرد والمجتمع بسبب التعامل بالربا وهي كالتالي:
- الخلل في توزيع الدخل والثروات بين الأفراد في المجتمع الواحد.
- يتسبب الربى في التضخم وهو رفع انخفاض قيمة العملة المحلية وارتفاع الأسعار لأن القروض الربوية تزيد من تكلفة إنتاج السلع مما يؤدي بالمنتج لرفع قيمة السلعة وقد كان الربا هي أحد أهم أسباب الأزمة الاقتصادية في العقد الفائت.
- يضر الربى بالفقراء والمساكين بسبب مضاعفتة لقيمة الديون المستحقة منهم مما يؤدي لعجزهم عن سدادها.
- مما يؤدي إلى تعطيل الأعمال والتجارات التي لا تقوم حياة الناس إلا بها.
- تكدس الأموال في يد الطبقة الغنية التي يمكنها ان تقرض فقط مما يؤدي على كساد الاقتصاد.
الربا من أعظم الكبائر عند الله لما فيه من ظلم وأكل لأموال الناس بالباطل وهو محرم بجميع صورة وأشكاله وطرقه سواء كانت رسمية أم غير رسمية وعلى المسلم تحري الحلال في كل معاملاته.