تجربتي مع العلاج باليود المشع ساهمت بدورها في إحداث تحولات جذرية رهيبة بحياتي على كافة المستويات بعدما ظللت طويلًا أعاني من فرط نشاط الغدة الدرقية الأمر الذي تطلب نهايةً التدخّل الجراحي، وعليها كُنت أكثر حرصًا لمُشاركة تجربتي الخاصة عبر موقع القمة والتي قد تُفيد الآخرين في تجاربهم الخاصة، ومن ثم تسليط الضوء على بعض التجارب الأخرى.
تجربتي مع العلاج باليود المشع
لقد كُنت أعاني من فرط نشاط الغدة الدرقية لوقت طويل وقد تم التشخيص النهائي بمُلاحظة الطبيب للعديد من الأعراض التي أخذت تزداد حدتها من آن إلى آخر، حيث كُنت أجد صعوبة شديدة في القدرة على النوم إلى جانب عدم انتظام ضربات القلب الملحوظ وما حدث لي من فقدان سريع في الوزن وحدوث تضخم نسبي في الغدة الدرقية في صورة انتفاخ ظهر أسفل الفك.
استمرت الأعراض في التفاقم في الشعور بالترقق في الجلد مع الإجهاد الشديد المصحوب بالتقلبات المِزاجية المُتفاقمة، ذلك إلى جانب ارتجاف الأطراف مع التقلصات والانقباضات الشديدة في الأمعاء وما إلى ذلك من الأعراض التي كانت دليلًا واضحًا لتشخيص الطبيب.
حيث كان عمري فيما فوق الخمسين تطرق الطبيب في البداية إلى وصف لي بعض مثبطات عمل الغدة وبمرور الوقت لم يُلاحظ أي من التحسن بل أخذت الأعراض في التفاقم الشديد بالتحسس العالي تجاه الضوء والرؤية الضبابية مع بدء جحوظ العينين وانتفاخ الجفون مع ارتعاشها بشدة وغيرها من الأعراض.. الأمر الذي جعل الطبيب يتخذ قرار اللجوء للعلاج باليود المشع.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع اليود المشع
آلية عمل اليود المشع بالجسم
من هُنا بدأت تجربتي مع العلاج باليود المشع وشرح لي الطبيب ماهية المراحل التي سيتم اتباعها طبيًا في مشوار العلاج من فرط نشاط الغدة الدرقية، حيث:
- يتم استخدام اليود المشع في صورة جرعات دوائية صغيرة تؤخذ بشكل طبيعي عن طريق الفم.
- يدخل اليود إلى الجسم وصولًا بذلك إلى مجرى الدم ومن ثم يرتكز بشكل أساسي بداخل الغدة الدرقية التي تقوم بامتصاصه سريعًا.
- ينجم عن ذلك زيادة تركيز عنصر اليود بشدة داخل الغدة ومن ثم تبدأ فعالية اليود المشع في القضاء على خلايا الغدة بشكل نهائي.
- إلى جانب ذلك يعمل اليود المشع داخل الغدة بالتركيز على الخلايا السرطانية في حال تواجدها والعمل على قتلها وتدميرها بالمثل.
- لذا حسب وصف الطبيب امتنعت تمامًا عن تناول أي من المأكولات والمشروبات لفترة تتراوح من ساعة إلى ساعتين لحين امتصاص الجسم لعنصر اليود.
الآثار الجانبية للعلاج باليود المشع
لقد مررت بتجربتي مع العلاج باليود المشع بالعديد من المراحل والتي كانت سلبية جدًا في البداية حيث إنه بمجرد الحصول على جرعة اليود المشع ظهرت عليّ العديد من الآثار الجانبية، ومنها الآتي:
- الشعور المُتزايد بالتعب والإعياء الشديد والإجهاد الذي جعلني غير قادرة على مُغادرة الفراش في الأساس.
- حدوث العديد من التغيرات المعوية التي نجم عنها حدوث الإسهال الشديد مع الغثيان.
- بالإضافة إلى التغيرات المؤقتة الحادثة على مستوى الحواس وخاصةً حاسة الشم والتذوق.
- زيادة حدة الآلام في محيط الرقبة.
- غالبًا ما يحدث نشاط زائد غير اعتيادي للغدة الدرقية.
- التهابات بالفم كذلك إلى جانب جفاف الفم.
الاحتياطات الواجب اتخاذها عقب العلاج باليود
بالإضافة على ذلك فلقد أخبرني الطبيب بتجربتي مع العلاج باليود المشع بمجموعة من الاحتياطات عقب أخذ جرعة اليود المشع والزمني بذلك على الالتزام بها حتى لا تزداد حدة الآثار الجانبية في التفاقم، ومن تلك الاحتياطات وجب الالتزام بالآتي:
- البُعد التام في فترة العلاج باليود المشع عن أي من الأطفال والحوامل كذلك.
- الامتناع التام عن ممارسة العلاقة الزوجية والفصل بالنوم في سرير منفرد طيلة فترة العلاج.
- كما وجب كذلك عزل الشخص الذي حصل توًا على جرعة اليود المشع، على أن يستمر العزل لفترة تصل إلى سبعة أيام أو عشرة عقب الحصول على الجرعة.
- الاهتمام بتغيير جميع الأغطية المفروشة على السرير والوسائد بشكل يومي.
- الفصل التام فيما بين الأدوات التي يستعملها المريض مع من الأدوات الأخرى بالمنزل.
- الحذر بشأن العرق والبول بشكل كبير لما بهما من عناصر مُشّعة خارجة مع الفضلات.
- بالإضافة إلى ضرورة شرب كميات كبيرة جدًا من السوائل حرصًا بذلك على طرد جميع العناصر المُشعة من داخل الجسم.
- من اللازم البعد عن ركوب أي من السيارات ووسائل المواصلات الأخرى لفترة تزيد عن ساعة.
- الحرص على الالتزام بكامل تعليمات الطبيب وخاصةً عدم تناول أي المصادر الغذائية الحاوية على عنصر اليود قبل التطرق للعلاج باليود المشع.
- من اللازم إخبار الطبيب في حال تعاطي أي من الأدوية الأخرى تجنبًا لحدوث تداخلات غير مرغوبة.
- محاولة الإقلال قدر الإمكان من تناول أي من منتجات الألبان والبيض والمأكولات البحرية وما إلى ذلك من الأطعمة المُدعمّة باليود.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع اليود المشع وهل كانت سهله أم لا
أضرار العلاج باليود المشع
على الرغم من أنني لن أعاين أي من الأضرار والمخاطر المُحتملة بتجربتي مع العلاج باليود المشع والتي لم تتجاوز الآثار الجانبية الطبيعية لذلك العلاج إلا أنه وجب التنويه على الأضرار والتي قمت بتلخيصها من تجارب الآخرين، ومنها نذكر الآتي:
- حدوث تغيرات غير اعتيادية في وزن الجسم وغالبًا ما يتسبب عنه زيادة ملحوظة في الوزن.
- حدوث قصور في نشاط الغدة الدرقية بشكل يضطر للجوء للعلاج الهرموني مدى الحياة.
- إحداث تأثيرات سلبية على القلب قد ينجم عنها في بعض الحالات فشل القلب.
- الامتناع التام عن الحمل أو التخطيط لحدوث ذلك على الأقل لمدة عام كامل عقب الخضوع لجرعات العلاج باليود المشع.
- التأثيرات السلبية الحادثة على صحة الجهاز العصبي ويظهر ذلك في شكل تشنجات متتالية.
- الإصابة المُتحملة بجفاف العين لتدخل اليود المشع في الإقلال من النسب الطبيعية لإنتاج الدموع.
- التعرض للإشعاع الذي قد يُلحق الأذى بالآخرين بشكل يدفع المريض للانعزال والعزل لفترات طويلة.
- قد يُحدث تأثيرات سلبية على إجمالي عدد الحيوانات المنوية عقب العلاج باليود المشع للرجال.
- هذا ويُحدث تأثيرات سلبية فائقة للمرضعات والتي وجب عليها الامتناع الفوري على إعطاء الحليب لجنينها.
اللجوء إلى العلاج باليود المشع أم لا يتوقف في النهاية على قرار الطبيب المُعالج والواجب الالتزام بكافة الاحتياطات والتعليمات التي يعطيها للمريض لتجنب تفاقم حدة الآثار الجانبية بظهور الأضرار والمضاعفات الخطيرة.