خطبة الجمعة عن زكاة الفطر وآداب العيد مكتوبة من الأمور المهمة بالنسبة إلى جميع المسلمين لما أوشكنا على استقباله في الفترة المقبلة وهو عيد الفطر المبارك، حيث نعرف جميعًا أن زكاة الفطر من الفروض الواجبة على المسلمين في نهاية شهر رمضان ومع استقبال عيد الفطر، وسنعرض خطبة شاملة عنها من خلال موقع القمة، مسلطين الضوء على أهم آداب وسنن عيد الفطر المبارك.
خطبة الجمعة عن زكاة الفطر وآداب العيد مكتوبة
لقد اقتربنا كثيرًا من موعد عيد الفطر المبارك وبدأت المساجد في هذه الأيام بإلقاء خطبة الجمعة عن زكاة الفطر وآداب العيد مكتوبة، لتعريف المسلمين بشريعتهم في هذا الصدد وما ورد في دين الله عنها، وسنعرض فيما يلي خطبة مميزة تتناول كافة التفاصيل حول مشروعية زكاة الفطر:
1- مقدمة الخطبة
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَا عِبَادَ اللهِ: شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ شَهْرٌ يُرَبِّي الأُمَّةَ عَلَى مُتَابَعَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، يُرَبِّيهِمْ عَلَى الإِنْفَاقِ في سَبِيلِ اللهِ تَأَسِّيَاً بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
روى الشيخان عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ، حَتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ أَجْوَدَ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ».
اقرأ أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر على الأقارب؟ وهل يجوز ان اعطي امي زكاة الفطر؟
2- موضوع الخطبة: زكاة الفطر طُهرةٌ للصائم
يَا عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ حَرَّضَنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَلَى العَطَاءِ، وَخَاصَّةً في شَهْرِ رَمَضَانَ، وَخَاصَّةً فِيمَا يَتَعَلَّقُ في زَكَاةِ الفِطْرِ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِجَعْلِ المُجْتَمَعِ الإِسْلَامِيِّ مُجْتَمَعَاً مُتَمَاسِكَاً، وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ رِعَايَةِ الأَغْنِيَاءِ للفُقَرَاءِ، وَلِإِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَى قُلُوبِهِمْ، لِأَنَّ إِدْخَالَ السُّرُورَ عَلَى قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ مِنْ أَحَبِّ الأَعمَالِ إلى اللهِ تعالى.
3- فرضية زكاة الفطر
يَا عِبَادَ اللهِ: اعْلَمُوا بِأَنَّ زَكَاةَ الفِطْرِ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ، صِغَارَاً كَانُوا أَو كِبَارَاً، لِمَا روي عَنِ عبد الله بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعَاً مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعَاً مِنْ شَعِيرٍ عَلَى العَبْدِ وَالحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ.
4- موعد إخراج زكاة الفطر
يَا عِبَادَ اللهِ: أَدُّوا زَكَاةَ الفِطْرِ قَبْلَ صَلَاةِ العِيدِ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَغْنُوهُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ» رواه الدارقطني عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.
لَا تُؤَخِّرُوا زَكَاةَ الفطْرِ إلى مَا بَعْدَ العِيدِ بِدُونِ عُذْرٍ، فَمَنْ أَخَّرَهَا بِدُونِ عُذْرٍ كَانَ آثِمَاً، وَصَارَتْ دَيْنَاً في ذِمَّتِهِ وَجَبَ سَدَادُهَا للفُقَرَاءِ بَعْدَ العِيدِ، لِأَنَّهَا حَقٌّ للعَبْدِ، وَوَجَبَ عَلَيْهِ الاسْتِغْفَارُ وَالتَّوْبَةُ وَالنَّدَمُ، لِأَنَّهَا حَقُّ اللهِ تعالى، وَهَذَا عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ، مَا عَدَا الحَنَفِيَّةِ، حَيْثُ اعْتَبَرُوا وَقْتَ زَكَاةِ الفِطْرِ مُوَسَّعٌ، وَلَكِنْ يُسْتَحَبُّ أَدَاؤُهَا قَبْلَ صَلَاةِ العِيدِ.
5- خاتمة الخطبة
اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ وَالصَّدَقَاتِ وَجَمِيعَ الطَّاعَاتِ، وَتَجَاوَز عَنْ جَمِيعِ السَّيِّئَاتِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ آمين أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
ما هي آداب عيد الفطر
إن لعيد الفطر بعض الآداب التي يجب أن يتحرى كل مسلم ماهيتها وأن يلتزم بها نيلًا للثواب، وفيما يلي نتعرف إلى هذه الآداب:
1- الاغتسال والتطيب
ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان دائمًا ما يغتسل في يوم العيد ولقد سار على نفس النهج السلف من بعده وهذا من الأمور المستحبة التي لا يجب أن يغفلها المسلم، ويجب أن يكون الاغتسال قريبًا من وقت الصلاة، ويلبس المسلم أجمل وأنظف ثيابه ويتعطر ويخرج للصلاة.
2- الإكثار من التكبيرات
يجهر المسلمين بالتكبير في كل من عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك، ويكون التكبير في جميع الأوقات والأماكن ويكبر كل مسلم بمفرده، ويجب ألا تكبر النساء في وجود الرجال ويبدأ وقت التكبير من أول ليلته حتى تأدية صلاة العيد.
3- أداء عبادات يوم العيد
تم تشريع صلاة عيد الفطر في العام الأول للهجرة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصليها وثبتت مشروعيتها في القرآن والسنة، ومن السنن الخاصة بها أن يذهب إليها المسلم من طريق ويرجع لبيته من طريق آخر، ويجب أن تكون الصلاة في مصلى ولا يمنع أدائها في المسجد، ويخرج لأدائها الرجال والنساء والأطفال حتى المرأة الحائض ولكن لا تصليها.
4- التزاور والتهنئة
يجب أن يزور المسلمون بعضهم ويتبادلون التهنئة والفرحة والسعادة بحلول العيد، وكان الناس قبل الإسلام يحرصون على ذلك بالفعل وهي من العادات القديمة، ففي هذه الزيارات صلة للرحم وإحسان للفقراء.
5- تناول الطعام قبل الصلاة
من آداب وسنن عيد الفطر أن يأكل المسلم قبل خروجه لصلاة العيد، والدليل على ذلك ما ورد في هذا الحديث الشريف.
“عن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه قال: كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لا يخرج يومَ الفطرِ حتى يطعمَ، ولا يطعمُ يومَ الأضحى، حتى يصلي” [حدثه الألباني، المصدر: صحيح الترمذي].
اقرأ أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر دقيق ابيض؟ وما هو حكم زكاة الفطر ووقتها؟
6- إظهار الفرحة بالعيد
في إطار عرض خطبة الجمعة عن زكاة الفطر وآداب العيد مكتوبة تجدر الإشارة إلى أمر مهم، ألا وهو أن إظهار المسلم للفرحة والبشاشة والسرور بحلول العيد من الآداب والسنن عن النبي صلى الله عليه وسلم ويجب الحفاظ عليها.
إن خطبة الجمعة تكمن أهميتها في تعريفها المسلمين ما لا يعرفونه عن دينهم، أو تعيد إحيائه في أنفسهم مرة أخرى في ظل انتشار العادات والتقاليد السلبية حاليًا في المجتمع.