هل يجوز نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد؟ وعلى من تجوز الزكاة؟

هل يجوز نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد؟ وهل يجوز إعطاء زكاة الفطر لأهل الزوجة؟ يحتاج بعض المسلمين الذين يعيشون في الخارج للعمل أن يعرفوا بعض الفتاوى التي تمس نقاط هامة وأساسية في الحياة اليومية، إذ إن أداء زكاة الفطر فريضة، وأمر لازم على كل مسلم حر، لذلك من خلال موقع القمة سنقوم بمشاركة أغلب الفتاوى التي تخص هذا الأمر.

هل يجوز نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد

يهتم كل مسلم بمعرفة الأحكام والفتاوى التي تتعلق زكاة الفطر، وذلك لأن أداء هذه الزكاة فريضة على كل المسلمين الأطفال والكبار النساء والرجال، كما جاء في الحديث الشريف:

فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ” [المصدر صحيح البخاري – الراوي: عبد الله بن عمر].

لذلك فإن الكثير من الأشخاص يسألون عن حكم توزيع الزكاة في مكان غير الذي يعيش به في حال كان يعمل في دولة أوروبية، ويريد أن يقدم الزكاة لمن في وطنه من معتزين ومحتاجين.

وقد أجاب الشيخ ابن الباز أن الأفضل إخراج الزكاة في البلد الذي فيه المال، إن كان بها محاويج، فلا يحتاج إلى السفر أو يقدم الزكاة في البلدان المتجاورة التي لا تبعد مسافة القصر، إذ تعد بمثابة البلد الواحدة.

لكن إن كانت هناك حاجة لتوزيع الزكاة في بلد بعيدة، لغرض تقديم المعونة لمجاهدين في سبيل الله أو ناس في حالة شديدة من الفقر وشدة الحاجة، فإنه لا بأس من النقل بسبب الحاجة الشرعية.

علاوة على ذلك فإنه يجوز في حال كان الشخص لديه سعة من الرزق أن يقوم بتجزئة المال، وتقسيمه بين الفريقين للجمع بين المصالح وبكل حال، فإن الأفضل تقديمها للمحتاجين المقربين باعتبار أن الأقربون أولى بالمعروف، ولكن إن كانت هناك مصلحة شرعية مثل تقديمه لطلبة العلم أو من هم أشد حاجة في البلدان الأخرى، فإنه لا حرج في ذلك.

اقرأ أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر يوم ٢٨ رمضان؟ وما هو مقدار زكاة الفطر عند الشافعية؟

نقل الزكاة عند المالكية

عند الإجابة عن هل يجوز نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد أم لا تظهر الحاجة للتعرف على آراء الأئِمَّةٌ ليطمئن قلب الإنسان إلى فعل الصواب، وقد اختلاف العلماء في هذه المسألة.

إذ إن المالكية لا يجيزون نقلها إلى بلد إلا في حال كان هناك حاجة شديدة، لأنه يأخذها ويدفعها للمحتاجين سواء كانوا يخرجون في سبيل الله أو لطلب علم.

بينما الحنابلة لا يجيزون نقلها إلى بلد يبعد مسافة القصر، ويؤكدون على ضرورة أن تصرف في البلد الذي وجبت فيه وما يجاوره دون مسافة قصر، والشافعية يرون أنه لا يجوز نقل الزكاة من بلد فيه مستحقون إلى بلد آخر، وفي حال لم يوجد مستحقون نقلت إلى بلد فيه مستحقون يحتاجون بشدة للدعم.

اقرأ أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر عن الميت؟ وهل يجوز إخراج الزكاة نقدًا؟

خمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم

في إطار الرد على إجابة سؤال هل يجوز نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد، فإن العلماء والمشايخ قد حددوا بعض الفئات التي لا يصح أن يدفع لها زكاة الفطر، وتتمثل هذه الفئات فيما يلي:

  • الكفار باستثناء المؤلفة قلوبهم إذ أجمع جمهور العلماء على أن زكاة المال لا تعطى لأهل الذمة.
  • آل النبي عليه الصلاة والسلام من بني هاشم ومواليهم وذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يقبل صدقة.
  • الأغنياء المكتسبون إذ ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لا تحل الصدقة على الشخص المقتدر ماليًا.
  • المرأة الفقيرة تحت الغني المنفق لأن على زوجها أن يقوم بالإنفاق عليها وكذلك عليه أن يدفع عنها الزكاة.
  • من تلزم نفقته من الأقارب فإنه لا يحق للمسلم أن يقوم بمنح الصدقة لأبيه أو والدته أو أجداده لأن النفقة على هؤلاء واجبة شرعًا.

من المهم التعرف على كافة الأحكام والفتاوى المتعلقة بزكاة الفطر كي لا يتعرض المرء إلى الوقوع في الإثم دون أن يدري، وذلك لأن زكاة الفطر فرض واجب على كل مسلم، ومن أبرز الأحكام التوصل إلى معرفة هل يجوز نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد أم لا.

Scroll to Top