تجربتي مع المسمار النخاعي كانت جيدة، إذ إنني استطعت السير على قدمي خلال وقت قصير جدًا بعد أن نصحني الطبيب بالقيام بجراحة المسمار النخاعي، وأنا لم أكن أعلم أبدًا ما هذا الشيء.
لكني بحثت بعمق واطلعت على تجارب وقصص أشخاص آخرين ألهمتني للقيام بهذه الخطوة، ومن خلال موقع القمة سأقوم بشرح تجربتي لعلها تفيدكم.
تجربتي مع المسمار النخاعي
كنت في سنوات الجامعة من الشباب المتحمس دائمًا والمستعد للقيام بكل المخاطرات المتاحة دون تفكير أو تمحيص، وفي كل مرة كان الله يجنبني السلامة إلى أن أتى يوم دخلت تحدي تافه مع أحد الأصدقاء.
كانت نتيجته كسر شديد السوء في عظمة القصبة، شعرت بالرعب من فكرة عدم السير مجددًا على قدمي، أو استخدام عكاز لا قدر الله.
لكن اطمئن قلبي حين أخبرني الطبيب عن عملية المسمار النخاعي، والتي عرفت فيما بعد أنه عبارة عن جهاز يتم وضعه داخل القناة النخاعية للعظم المكسور.
حيث أول من قام باستخدام هذه الفكرة هو الجراح الألماني غيرهارد كونتشر، وذلك في عام 1939 م لعلاج كسور عظام الفخذ عند الجنود في الحرب العالمية الثانية.
أما الأمر الذي أثار إعجابي وحماستي، هو أنني وجدت خبر يشير إلى وجود أقدم مسمار داخل النخاع في القدم للمومياء المصري أوسر مونتو في قدمه اليسرى، وذلك مما يزيد عن 3500 عام.
أهمية استخدام المسمار النخاعي في علاج كسور العظام
في إطار الحديث عن تجربتي مع المسمار النخاعي من الضروري أن شرح لكم مدى أهمية هذه الجراحة، والتي لها العديد من الفوائد عرفتها بنفسي ولاحظتها خلال فترة العلاج وأيضًا من خلال الحديث مع أشخاص تعرضوا لحوادث كسور مشابهة، والتي تتمثل فيما يلي:
- يقوم بتعجيل التئام الكسور.
- يساعد في تخفيف حمولة الوزن على العظام من خلال دعمها بشكل كامل.
- يُحسّن من قدرة المريض على استخدام الطرف الذي تم تركيب المسمار به بسرعة.
- لا يسبب أي ضرر للأنسجة المحيطة بالعظم وحركة الدورة الدموية في منطقة الكسر كما أنه يعمل على تسريع عملية التئام الجروح.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع فيتامين د والوسواس القهري
الكسور التي يعالجها المسمار النخاعي
استكمالًا للحديث عن تجربتي مع المسمار النخاعي، فقد شرح لي الطبيب أن العملية تتم من خلال وضع مسمار طويل في نخاع العظم.
حمدت الله كثيرًا حين أخبرني الطبيب أن موضع الكسر يؤثر على إمكانية إجراء جراحة تركيب المسمار النخاعي، وذلك لأن التسمير نخاعي لا يصلح حينما تكون الكسور قريبة من سطح المفاصل
بالإضافة إلى أن حجم العظام يلزم أن يتلاءم مع حجم المسمار النخاعي، لذا فإن التسمير النخاعي يتم في أغلب الأحيان عند كسر العظام الطويلة مثل الساق أو الفخذ وما إلى ذلك.
كما توجد مسامير متباينة في السمك والطول ويقوم الطبيب بتحديد الأنسب من بينهم، ففي بعض الحالات مثل حالتي يقوم الطبيب باستخدام أكثر من طريقة لتثبيت الكسور، إذ قام طبيبي بتركيب شريحة مع المسامير.
سعر المسمار النخاعي
من واقع تجربتي مع المسمار النخاعي فلا يمكن تقدير تكلفته بشكل تام ونهائي، لأنه يختلف حسب كل حالة، وأيضًا تؤثر ماركة الشركة المصنعة والمواد المستخدمة في تصنيع المسمار على السعر.
إذ إنه في الطبيعي يتم تصنيع هذه المسامير من مواد لا تتفاعل مع الجسم، ولها خواص محددة تصلح للاستخدام الطبي مثل التيتانيوم والستانلس ستيل، ولكل منهم مميزات وعيوب، ولكن سعر التيتانيوم أغلى من الستانلس ستيل.
مع ضرورة الأخذ بالاعتبار تكاليف المستشفى سواءً كانت خاصة أو حكومية، والتي تتغير حسب التأمين الصحي، ومستوى خبرة الطبيب ومجموعة من العوامل الأخرى
متى يتم إزالة المسمار النخاعي
في ظل الحديث عن تجربتي مع المسمار النخاعي، فإنني في البداية كنت أشعر بالقلق من وجود جسم غريب في جسدي وكانت تأتيني تصورات أنه سيصدأ، ويسبب لي التسمم والغرغرينا.
رغم أن الطبيب أكد لي أكثر من مرة أن كل هذه أوهام في عقلي، لأن هذه المسامير صممت بطريقة لتبقى للأبد، وهي مصنوعة من مواد لها خواص كيميائية لا تتأثر وتتفاعل مثل المعادن الأخرى كالحديد والنحاس.
لكنه حين وجد أنني مصر على إزالته أخبرني في النهاية أنه لا يُزال إلا في حالات محددة مثل:
- الأطفال الذين مازالوا في طور النمو والرياضيين، وذلك بعد سنة على الأقل من تاريخ التعافي من الكسر والعودة للحياة الطبيعية.
- إن كان المريض يشعر بألم بسبب الشرائح والمسامير سواءً كانت بارزة أو مثبتة في موضع يضغط على عصب أو شريان ما أو يؤثر على الأربطة.
- أحيانًا يتم إزالة المسامير بسبب المضاعفات مثل أن الكسر لم يلتئم أو حدث تلوث للجسم، وفي هذه الحالة يتم التخطيط لجراحة لعلاج هذه المشكلة، وإن سيتم ترك بعض الشرائح للحفاظ على العظام.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع متلازمة كوشينغ.. هل متلازمة كوشينغ خطير؟
عيوب ومضاعفات المسمار النخاعي
الحمد لله أن تجربتي مع المسمار النخاعي لم تكن سيئة ولم أتعرض لأي أضرار لكن الطبيب وضّح لي بعض الأمور التي يمكن أن تحدث، كما أنني اطّلعت على بعض التجارب لأشخاص ساءت أحوالهم بسبب الإهمال.
أو حتى بسبب عدم أخذ فترة راحة كافية بعد الجراحة، مما سبب لهم آثار جانبية وأضرار خطيرة، مع العلم أن نسب المخاطرة في هذه العملية محدودة، إذ إن أضرارها تتمثل فيما يلي:
- التهاب صديدي بموضع الجرح.
- يحدث أحيانًا تأخر في سرعة التئام الكسر خصوصًا بين المدخنين.
يشعر البعض بالألم بعد عمليات المسمار النخاعي، ولكن هذه العملية آمنة ولا يحتاج الإنسان سوى استخدام عكازات والراحة التامة لمدة أسبوعين بحد أدنى، مع الالتزام بالتمارين لاستعادة القوة العضلية ومرونة حركة المفاصل.