تجربتي مع دعاء الاستخارة وسحرها قلب حياتي رأسًا على عقب؛ حيث كنت أحتار في الكثير من الأمور والحمد لله أني استخرت الله فيها، ولذلك أود من خلال موقع القمة مشاركتكم هذه التجربة الغنية بالمعجزات، أملًا في أن تُساعدكم على اختيار ما يُناسبكم وما هو خيرٌ لكم بإذن الله.
تجربتي مع دعاء الاستخارة
يقوم العبد بتلاوة دعاء الاستخارة، وهو دعاء يقوم العبد بتلاوته مع الصلاة أو بدونها وفي أي وقت، حيث يحتار الإنسان في أموره اليومية، فيلجأ إلى الاستخارة لكي يختار الله له إليه أفضل الأشياء ويبعده عن كل ما يضره.
تجربتي مع دعاء الاستخارة بدأت عندما تقدم لي عريس مناسب استخرت الله في الزواج منه حينها، وقد كنت أشعر بالحيرة الشديدة والغصة في قلبي، بالرغم من أن هذا الشخص على خلق ودين ومناسب من كافة نواحي الحياة.
إلا أنني كنت مترددة في الموافقة بشدة، وحينما كانت عائلتي تسألني ما السبب، لم يكن عندي جواب واضح، وهذا ما كان يؤلمني ويخيفني من الإقدام على مثل هذا القرار الصعب.
قمت فصليت ركعتين غير الفريضة ودعوت الله بدعاء الاستخارة المعروف وتركت الأمر لله، وسبحان الله في الصباح سمعت خبر رفض العريس الزواج مني بدون إبداء أيِّ أسباب، فكان هذا الخبر بمثابة الفرح الشديدة بالنسبة لي فقد خلصني الله من معاناتي وترددي وحمدت الله يومها كثيرًا.
اقرأ أيضًا: دعاء قضاء الحاجة للزواج من شخص معين مستجاب بإذن الله
دعاء الاستخارة
عن جابر رضى الله عنه قال:
َكان رسول الله يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل:
اللهم إني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فأنت تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسمى حاجته) خير له في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فيسّره لي وبارك لي فيه…
…وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسمي حاجته) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عني واصرفني عنه، ثم أقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به [صحيح البخاري].
كيفية صلاة الاستخارة
إذا كنت تريد استخارة المولى عز وجل في أمر ما فعليك باتباع الخطوات الآتية لصلاة الاستخارة:
- قم بالوضوء مثل وضوء الصلاة.
- لا بد من النية لصلاة الاستخارة، وذلك قبل البدء في الصلاة.
- قم بصلاة ركعتين، على أن تقرأ بسورة “قل يا أيها الكافرون” في الركعة الأولى بعد الفاتحة، وتقرأ سورة الإخلاص بعد الفاتحة في الركعة الثانية، كما في السنة.
- ثم تسلم في آخر الصلاة.
- بعد السلام من صلاتك، قم برفع يديك بكل خشوع وتضرع إلى الله وقم باستحضار عظمته وقدرته وابدأ بالدعاء.
- في بداية الدعاء تقوم بحمد الله وتثني عليه بالدعاء ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، والأفضل أن تصلي الصلاة الإبراهيمية وهي:
(اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد). - تم تقوم بقراءة دعاء الاستخارة.
- عندما تصل إلى قول: “اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر” فهنا تسمي الشيء المراد الدعاء به، مثل أن تقول “اللهم إن كنت تعلم أن زواجي من فلان أو سفري إلى بلد كذا أو عملي في شركة كذا أو غيره”، وتكمل باقي الدعاء.
- تقولها مرتان، مرة بالخير ومرة بالشر إلى آخر الدعاء.
ثم تصلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما بالمرة الأولى الصلاة الإبراهيمية التي نقولها في التشهد.
فضل صلاة الاستخارة
من تجربتي مع دعاء الاستخارة ويقيني بأنه كان مثل السحر الذي يهدئ من حيرتي وروعي، قررت البحث عن فضائل صلاة الاستخارة وهي كالآتي:
- تحقيق اليقين والطمأنينة في قلوب العباد، وتأكيد شعور الرضا بقضاء الله وقدره، فيحميهم الله من الهم والحزن الذي قد يحصل بسبب اختيارهم.
- الأخذ بالأسباب والحصول على توفيق الله للمسلم، فمن يصدق الله في السؤال يعطيه الله حاجته.
- اللجوء إلي الله، والتوكُّل عليه، وتفويض الأمر إليه، وذلك حتى لا يتعلُّق القلب بشيء سوى الله عز وجل، مما يعمل على تأكيد توحيد الله في القلب.
- الحصول على الخير ودفع الشر؛ لأن الخيرة ستكون فيما اختاره الله للعبد، ليس في اختيار العبد لنفسه، فالله عز وجل هو والعالم بأحوال العباد، وما يصلح لهم، فهو البصير بالعباد، المُطلع عليهم.
- الخروج من الشك إلى الطمأنينة وراحة البال، ومن الحيرة إلى الاستقرار، وذلك لأنّ العبد قد فوّض أمره إلى الله عز وجل، وتوكّل عليه، والله هو الذي بيده ملكوت كلّ شيءٍ.
- القرب من الله، والحصول على الأجر منه، حيث إنّ صلاة الاستخارة تتكوّن من صلاةٍ ودعاءٍ، وفي الاثنين خير وعبادة.
- التجاء العبد إلى الله، وتعلّقه به، وتوكّله عليه في كلّ أمور الحياة، ويقينٌ من العبد بالله وحده، حيث يستخيره في كل أموره.
اقرأ أيضًا: دعاء صلاة الحاجة لتيسير الزواج مجرب ومستجاب بإذن الله
علامات عدم قبول الاستخارة
يمكن أن يشعر الشخص بالميل تجاه هذا الأمر ويحس براحة القلب والطمأنينة وأنه يريد هذا الأمر بشدة سواء كان دراسة أو زواج أو وظيفة.
أما إذا شعر الإنسان بانقباض في القلب ولم يسترح للأمر وأصبح لا يحبه ولا يميل إليه بعد رغبته في الأمر، هنا غالبًا لا يوجد خيرًا له في ذلك الأمر، فلا بد من البعد عن مثل هذه الأمور.
علمتني تجربتي مع دعاء الاستخارة أنه بعد انتهائي من صلاة الاستخارة، تركت الأمر لله وتوكلت عليه وسعيت في طلبي ولم أهتم بالأحلام أو الضيق الذي أصابني، ولا ألتفت إلى هذه الأمور بشيء وأحاول أن أسعى في أمري إلى آخر ما أصل إليه.