خطبة ثالث جمعة في رمضان 1444 مكتوبة

خطبة ثالث جمعة في رمضان مكتوبة من الأمور المهمة التي يقوم الإمام أو الخطيب بتحضيرها في هذه الأيام لإلقائها خلال خطبة يوم الجمعة القادمة التي ستكون هي ثالث الجمعات في شهر رمضان المبارك، وسوف نعرض اليوم من خلال موقع القمة خطبة جمعة مميزة جدًا للجمعة الثالثة في شهر رمضان تتناول موضوعًا مهمًا بالنسبة إلى كل مسلم ومسلمة.

خطبة ثالث جمعة في رمضان مكتوبة

في كل يوم جمعة خلال شهر رمضان المبارك يحرص الخطباء وأئمة المساجد على أن يكون في الخطبة حثًا على صالح الأعمال خلال الشهر الفضيل، ولأننا على أعتاب الجمعة الثالثة من شهر رمضان 2024 سنعرض خطبة ثالث جمعة في رمضان مكتوبة، وموضوعها موسم شهر رمضان:

1- مقدمة الخطبة

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا عِبَادَ اللهِ: لَـمَّـا عَلِمَ اللهُ تعالى ضَعْفَنَا أَمَامَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ، وَعَلِمَ تَقْصِيرَنَا وَتَفْرِيطَنَا، جَعَلَ لَنَا في أَيَّامِ دَهْرِنَا مَوَاسِمَ طَاعَاتٍ وَقُرُبَاتٍ، وَجَعَلَ فِيهَا نَفَحَاتٍ رَبَّانِيَّةً.

لَقَدْ خَصَّ اللهُ تعالى أُمَّةَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِهَذِهِ النَّفَحَاتِ في تِلْكَ المَوَاسِمِ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِيَرْفَعَ دَرَجَاتِهَا، وَتَفُوزَ بِأَعْلَى الجَنَّاتِ جَنَّاتِ الخُلْدِ، لِأَنَّ اللهَ تعالى جَعَلَ أَعْمَارَ أُمَّةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَقْـصَرَ الأَعْمَارِ، فَعَوَّضَهَا عَنْ ذَلِكَ تِلْكَ المَوَاسِمَ وَالنَّفَحَاتِ.

اقرأ أيضًا: دعاء اليوم الرابع عشر من شهر رمضان دعاء يوم 14 رمضان للمغفرة

2- موضوع الخطبة: موسم شهر رمضان

يَا عِبَادَ اللهِ: مِنْ هَذِهِ المَوَاسِمِ وَالمَحَطَّاتِ الإِيمَانِيَّةِ التي تُقَوِّي المُؤْمِنَ في إِيمَانِهِ، وَتَزِيدُهُ قُرْبَاً مِنْ حَضْرَةِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ، فَهُوَ فُرْصَةٌ ذَهَبِيَّةٌ يَحْرُمُ تَضْيِيعُهَا، هُوَ فُرْصَةٌ للتَّسَابُقِ فِيهِ بِالخَيْرَاتِ، لِنَيْلِ أَعْلَى الدَّرَجَاتِ وَالفَوْزِ بِالجَنَّةِ التي عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ.

روى النسائي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، للهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ».

يَا عِبَادَ اللهِ: المَحْرُومُ مَنْ حُرِمَ رَحْمَةَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَالخَاسِرُ مَنْ لَمْ يَسْتَعِدَّ لَاسْتِقْبَالِ شَهْرِ رَمَضَانَ الذي فِيهِ المِنَحُ مِنَ اللهِ تعالى، وَالمُتَحَسِّرُ مَنْ حُرِمَ شَهْرَ رَمَضَانَ شَهْرَ القُرْآنِ ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾. وَالنَّادِمُ مَنْ حُرِمَ خَيْرَ لَيْلَةِ القَدْرِ التي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ.

3- الموت يقطع طريق الحياة

كُنْ حَازِمَاً كُلَّ الحَزْمِ يَا عَبْدَ اللهِ في انْتِهَازِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَإِلَّا فَرَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ يُعَاقِبُ مَنْ فَتَحَ لَهُ بَابَاً مِنَ الخَيْرِ فَلَمْ يَنْتَهِزْهُ، لَيْسَ المَحْرُومُ مَنْ سَأَلَ فَلَمْ يُعْطَ، وَلَكِنَّ المَحْرُومَ مَنْ أُعْطِيَ فَلَمْ يَأْخُذْ، بِأَنْ يَحُولَ اللهُ تعالى بَيْنَ قَلْبِهِ وَإِرَادَتِهِ ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

4- خاتمة الخطبة

يَا عِبَادَ اللهِ: هَذَا هُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ قَدِ اقْتَرَبَ ظِلُّهُ، وَدَنَا وَقْتُهُ، شَهْرٌ فَضَّلَهُ اللهُ تعالى عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ، وَلَمْ يُوجَدْ لَهُ نَظِيرٌ في مَمَرِّ الدُّهُورِ، فَاسْتَقْبِلُوا هَذَا الشَّهرَ بِالتَّوْبَةِ الصَّادِقَةِ النَّصُوحِ.

فَيَا مَن يُرِيدُ الفَلَاحَ، اسْتَعِدَّ لِاسْتِقْبَالِ شَهْرِ رَمَضَانَ بِتَوْبَةٍ صَادِقَةٍ نَصُوحٍ، فَهُوَ مَوْسِمُ الاصْطِلَاحِ مَعَ اللهِ تعالى.

اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدَّاً جَمِيلَاً آمين، أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

نبذة عن شهر رمضان

في إطار عرض خطبة ثالث جمعة في رمضان مكتوبة سنتعرف بإيجاز إلى شهر رمضان المبارك، وهو الشهر التاسع من أشهر السنة الهجرية ويلي شهر شعبان ويتبعه شهر شوال، ولقد اصطفاه الله وخصصه عن سائر أشهر السنة وأمر المسلمين فيه بالصيام وجعله فرضًا على كل مسلم ومن أركان الإسلام الخمسة.

“عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ” [حدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري].

كما جعل الله قيام الليل فيه من أهم السنن ورتب على ذلك مغفرة ما تقدم من الذنوب، وأعظم نعم الله على الإنسان هي أن يبلغه شهر رمضان ليتقبله فيه قبولًا حسنًا، طالما كان عاقدًا العزم على التوبة والصيام والقيام لنيل الثواب.

فضل شهر رمضان

إن شهر رمضان هو أعظم شهور الله وفضله على كل مسلم عظيم، ومن أهم فضائل شهر رمضان:

  • تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتكبل فيه الشياطين.
  • أنزل الله فيه القرآن الكريم.
  • فيه ليلة القدر.
  • زيادة رزق البلاد والعباد.
  • من يفطر فيه صائمًا يعتق الله رقبته من النار.
  • جعل الله فيه رحمة وعتقًا من النار.
  • فيه الكثير من مواطن الدعاء.
  • تكفير ذنوب العبد مهما عظمت.
  • رفع درجات المسلم في الجنة.
  • رفع قدر الصيام.
  • فيه طريقًا للجنة.
  • شفاعة للصائم يوم القيامة.
  • من أسباب إجابة الدعاء.

الأعمال المستحبة في شهر رمضان

هناك أعمالًا مستحب أن يقوم بها المسلم خلال شهر رمضان المبارك لكي يخرج منه فائزًا بكل الخير في الدين والدنيا والآخرة، ومن أهم الأعمال المستحب القيام بها:

  • التوبة.
  • قراءة القرآن الكريم وتدبره.
  • الإكثار من الدعاء والذكر.
  • التصدق.
  • قيام الليل.
  • العمرة.
  • الاعتكاف.
  • تحري ليلة القدر.
  • تأخير السحور وتعجيل الإفطار.
  • إفطار الصائمين.

اقرأ أيضًا: دعاء ختم القران للميت في رمضان ما حكم ختم القرآن للميت؟

ما هي علامات قبول الأعمال في شهر رمضان

توجد علامات معينة تدل على أن المسلم قد تم قبول صالح عمله في شهر رمضان المبارك، ومن بين هذه العلامات:

  • عزم العبد على المداومة على الطاعة وعدم الرجوع للمعصية.
  • الخوف المستمر من عدم تقبل الأعمال الصالحة.
  • الإكثار من الدعاء بقبول العمل.
  • كثرة الاستغفار.
  • التوفيق من الله في كل الأعمال التي يؤديها العبد بعد أعماله الصالحة.
  • توالد الشعور بمحبة الطاعة وأهلها وكره المعصية وأهلها.

إن خطبة ثالث جمعة في رمضان مكتوبة تكمن أهميتها في حث كل مسلم ومسلمة على الإكثار من الطاعات فيه واغتنام كل ساعة من أيامه التي تمر بسرعة.

Scroll to Top