هل يجوز إخراج زكاة الفطر في العشر الأوائل من رمضان؟ وما هي شروط وجوب زكاة الفطر؟

هل يجوز إخراج زكاة الفطر في العشر الأوائل من رمضان؟ وما هي شروط وجوب زكاة الفطر؟ تعتبر زكاة الفطر من أهم الفرائض عند المسلمين ومن أركان الإسلام الخمسة، ويجب أن تؤدى في الموعد المحدد لها، ويجب أن يكون كل مسلم على دراية بكل ما يتعلق بها من معلومات، وموقع القمة يوضح كافة الإجابات عما تم طرحه من أسئلة.

هل يجوز إخراج زكاة الفطر في العشر الأوائل من رمضان

إن الإجابة عن سؤال هل يجوز إخراج زكاة الفطر في العشر الأوائل من رمضان هي نعم يجوز، حيث يجوز للمسلم أن يخرج قيمة زكاة الفترة المستحقة عليه ابتداءً من طلوع فجر اليوم الأول من أيام شهر رمضان المبارك.

وحتى غروب شمس اليوم الأخير منه وطلوع شمس أول أيام عيد الفطر، ولقد تعددت الآراء فيما بين بعض العلماء وأئمة المذاهب الأربعة حول ما يخص وقت وجوب إخراج زكاة الفطر، وفيما يلي نعرض أهم هذه الآراء:

1- رأي الشافعية والحنابلة

قال أصحاب المذهب الشافعي والحنبلي بأن زكاة الفطر واجبة عند غروب شمس آخر يوم من أيام شهر رمضان المبارك أي ليلة العيد، واستدلوا للتأكيد على رأيهم بما ورد في هذا الحديث الشريف:

“عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ”.

حدثه الألباني، المصدر: صحيح أبي داوود.

اقرأ أيضًا: كيفية دفع زكاة الفطر اون لاين سلطنة عمان حاسبة زكاة الفطر أونلاين

2- رأي المالكية والحنفية

ذهب كل من المالكية والحنفية إلى أن زكاة الفطر واجبة عند طلع فجر يوم العيد، وذلك باعتبار أن الفطر يبدأ في هذا اليوم ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن إغناء الفقراء يكون يوم العيد الذي يتحقق بطلوع الفجر.

ما هي زكاة الفطر

زكاة الفطر هي الزكاة التي تكون بسبب الإفطار في شهر رمضان ويطلق عليها أسماء كثيرة، مثل زكاة الرؤوس وزكاة الرقاب والأبدان ولقد ورد ذكرها في القرآن والسنة بعدة مواضع، وتسمى أيضًا بزكاة الفطرة.

أي الخلقة فهي زكاة للنفس وتطهيرًا لها، ولقد تم فرض الزكاة كواحدة من أركان الإسلام الخمسة في العام الثاني للهجرة النبوية أي في نفس العام الذي فرض فيه صيام شهر رمضان.

ما هي شروط وجوب زكاة الفطر

إن زكاة الفطر لكي تكون واجبة على المسلم يجب أن تستوفى فيها شروط الوجوب التي نص عليها الإسلام، ولقد جاءت شروط الوجوب كالآتي:

1- التدين بالإسلام

أول شرط من وجوب زكاة الفطر يتمثل في أن يكون الشخص يدين بالإسلام، فإن زكاة الفطر تجب على كل مسلم رجًلا كان أو امرأة حرًا أو عبدًا، والدليل على ذلك ما ورد في هذا الحديث الشريف:

“عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ”.

حدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري.

2- المقدرة المالية

المقصود بالمقدرة المالية هي أن يكون لدى المسلم ما يكفيه من قوت يومه وقوت أهله وزيادة أيضًا على يوم العيد وليلته بالإضافة إلى ضرورة توفير الحاجات الأساسية.

3- دخول الوقت

تصبح زكاة الفطر واجبة على كل مسلم بغروب شمس آخر أيام شهر رمضان المبارك، وتصح بدءًا من طلوع شمس اليوم الأول منه.

4- إخلاص النية

زكاة الفطر شأنها كشأن جميع العبادات الأخرى في الإسلام والتي ينطبق عليها شرط إخلاص النية لكي تصح وتقبل، والنية مكانها في القلب ويجب أن تكون حاضرة فيه قبل تأدية الزكاة ولا تصح بعده، ولا يمكن تغييرها أو تبديلها، والدليل على ذلك ما ورد في هذا الحديث الشريف:

“عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأعْمَالُ بالنِّيَّةِ، ولِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ، ومَن كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إلَيْهِ”.

حدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري.

اقرأ أيضًا: هل يجوز اخراج الزكاة يوم 29 رمضان؟ ومتى يحرم إخراج زكاة الفطر؟

ما هي أنواع طعام زكاة الفطر

في إطار معرفة هل يجوز إخراج زكاة الفطر في العشر الأوائل من رمضان، يجب أن نعرف أيضًا أنواع الطعام التي حدد الإسلام أن زكاة الفطر يجب أن تخرج بها، ولقد انقسمت الآراء حول ذلك إلى ما يلي:

  • رأي الحنفية: ذهبت الحنفية إلى أن زكاة الفطر لا تؤدى إلا بأربعة أنواع فقط من الأطعمة وهي الزبيب والقمح والتمر والشعير.
  • رأي الشافعية والمالكية: رأت المالكية والشافعية أن زكاة الفطر يجب أن تكون من نفس نوع قوت أغلب أهل البلد ولقد حددوها في أصناف معينة، وهي القمح والشعير بنوع محدد منه وهو السلت، ونبات الدخن والتمر واللبن اليابس والزبيب والتمر.
  • رأي الحنابلة: قال الحنابلة بأن وجوب إخراج زكاة الفطر بالأطعمة قد ورد ذكره في الأحاديث النبوية الشريفة وتحددت فيها الأنواع، وهي الشعير والقمح والتمر واللبن اليابس والزبيب، وفي حال عدم توفر أحد هذه الأنواع فإن زكاة الفطر يجب أن تخرج من الثمار والحبوب التي يتخذها غالبية أهل البلد طعامًا لهم.

بمعرفة هل يجوز إخراج زكاة الفطر في العشر الأوائل من رمضان أم لا يجدر بنا الإشارة إلى أمر هام، ألا وهو أن الزكاة على الأطفال واجبة ولكن يخرجها ولي الأمر من مالهم بغرض تزكيته.

Scroll to Top