هل تخرج الارملة زكاة الفطر؟ وما هو حكم وجوب زكاة الفطر؟ تعد هذه الأسئلة من أهم الأسئلة التي يطرحها المسلمون خلال هذه الفترة لاقتراب نهاية شهر رمضان المبارك وقرب حلول عيد الفطر، فجميعنا يعلم أن زكاة الفطر ترتبط ارتباطًا وثيقًا بشهر رمضان وأنها واجبة على كل مسلم، وموقع القمة يبين ما إذا تم إعفاء الأرملة أم لا.
هل تخرج الارملة زكاة الفطر
الإجابة عن سؤال هل تخرج الارملة زكاة الفطر هي نعم، وذلك لأن الزكاة واجبة على كل مسلم ومسلمة ولا يجب إغفالها أو الامتناع عن إخراجها، وفي حال أصبحت المرأة لا تجد من يعولها ويخرج الزكاة عنها يجب أن تخرجها عن نفسها.
والأمر سيان عن أولادها الذين تعولهم، لأنها أصبحت هي ربة المنزل والمسؤولة عن الإنفاق وإخراج الزكاة عن جميع أفراد الأسرة بالكامل بعد موت الزوج.
اقرأ أيضًا: مقدار زكاة الفطر في قطر دفع زكاة الفطر اون لاين قطر
ما هي زكاة الفطر
يمكننا تعريف زكاة الفطر على أنها الزكاة التي تكون بسبب الإفطار خلال شهر رمضان المبارك ويطلق عليها اسم زكاة الرؤوس والرقاب والأبدان، وتسمى كذلك بصدقة الفطر لأن لفظة الصدقة تطلق على الزكاة التي تجب على المسلم.
ولقد ورد ذكرها في العديد من المواضع في الكتاب والسنة فتسمى مثلًا بزكاة الفطرة لأن الفطرة هي خلقة النفس وكأنها زكاة للنفس، ولقد فرضت زكاة الفطر على المسلمين في العام الثاني للهجرة في نفس العام الذي فرض فيه الصيام.
حكم زكاة الفطر
لقد أجمع علماء الإسلام على أن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم واستدلوا للتأكيد على صحة قولهم هذا بما ورد في الحديث التالي:
“عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاة”.
حدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري.
إلا أن المالكية ذهبوا إلى رأي آخر لها، قائلين إن زكاة الفطر سنة بعد أن كانت مفروضة، وما حدث أنها نسخت فقط بوجود زكاة الأموال واستدلوا للتأكيد على صحة قولهم بما جاء في هذا الحديث الشريف:
“عن قيس بن سعد رضيَ الله عنه قال: كنَّا نصومُ عاشوراءَ، ونؤدِّي زَكاةَ الفطرِ، فلمَّا نزلَ رمَضانُ، ونزلتِ الزَّكاةُ، لم نُؤمَر بِهِ ولم نُنهَ عنهُ، وَكُنَّا نفعلُهُ”.
حدثه الألباني، المصدر: صحيح النسائي.
شروط وجوب زكاة الفطر
توجد لزكاة الفطر في الإسلام بعض الشروط التي إذا استوفت أصبحت واجبة على كل مسلم، ولقد تحددت هذه الشروط فيما يلي:
1- الدين الإسلامي
التدين بالإسلام هو أول وأهم شرط لوجوب زكاة الفطر، فهي واجبة على كل مسلم رجلًا أو امرأة حر أم عمد صغير أو كبير، والدليل على ذلك ما ورد في هذا الحديث النبوي الشريف:
“عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ”.
حدث البخاري، المصدر: صحيح البخاري.
2- المقدرة المادية
يقصد بالقدرة المالية أن يملك المسلم ما يكفيه من قوته وقوت من يعولهم وزيادة على يوم العيد وليلته، ويشترط أيضًا أن تتوفر لديه الحاجات الأساسية.
3- دخول الوقت
زكاة الفطر تجب على كل مسلم بدءًا من شروق شمس أول يوم من أيام شهر رمضان المبارك، وصولًا إلى غروب شمس آخر يوم من الشهر الفضيل وطلوع فجر اليوم الأول من أيام عيد الفطر.
4- إخلاص النية
زكاة الفطر تعد واحدة من العبادات في الإسلام ومن شروط صحة ووجوب العبادة إخلاص النية لله، والنية محلها القلب قبل تأدية الزكاة ولا تصح بعده ولا يمكن أيضًا تبديلها أو تغييرها، والدليل على ذلك ما ورد في هذا الحديث الشريف:
“عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: الأعْمَالُ بالنِّيَّةِ، ولِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ، ومَن كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إلَيْهِ”.
حدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري.
ما هو مقدار زكاة الفطر
إن زكاة الفطر تقدر بصاع من طعام البلد الذي يأكله أهله، فمن الممكن أن يكون الصاع تمرًا أو شعيرًا أو غيرهما، والصاع يقدر بعدد 4 أمداد والمد هو ما يملأ كفي يد الإنسان بالحجم المتوسط المعتدل، والصاع أيضًا يقدر بوزن 2 كيلو جرام تقريبًا.
أنواع زكاة الفطر
لقد تعددت واختلفت آراء العلماء حول أنواع الأطعمة التي يمكن أن يؤديها المسلم عن زكاة الفطر، ولقد انقسمت آراؤهم إلى ما يلي:
1- رأي الحنفية
رأت الحنفية أن زكاة الفطر التي يخرجها المسلم تتلخص في أربعة أنواع فقط من الأطعمة، وهي القمح والتمر والزبيب والشعير.
2- رأي الشافعية والمالكية
المالكية والشافعية أشاروا إلى وجوب زكاة الفطر يكون من غالب قوت أهل البلد، ولقد حددوها في أصناف لا تصح الزكاة من غيرها وهي الشعير والقمح ونبات الدخن والتمر والزبيب واللبن اليابس.
اقرأ أيضًا: حكم إخراج زكاة الفطر نقدا عند المالكية
3- رأي الحنابلة
ذهب الحنابلة إلى أن زكاة الفطر واجبة مما نصت عليه أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وتكون من الشعير والقمح والتمر والزبيب واللبن اليابس، وفي حال عدم توفر أحدها فإن زكاة الفطر تؤدى من الحبوب والثمار التي تتخذ قوتًا وطعامًا سائدًا في أهل البلد.
الإجابة عن سؤال هل تخرج الارملة زكاة الفطر أم لا تُبين لنا مدى اليسر والسعة التي أتاحها الله للمسلمين فيما يتعلق بأمر الزكاة، حيث لم يثقل بها كاهل المسلمين من الجنسين وجعلها بقيمة بسيطة بحيث يقدر عليها الجميع.