حكم تاخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد بدون عذر من الأحكام التي ترتبط بزكاة الفطر، وذلك قبل حلول أيام عيد الفطر المبارك تفاديًا للوقوع في أي مشكلة من المشكلات التي تُبطل ثواب العمل الذي تم تأديته، وعبر موقع القمة سنعرض كافة ما يتعلق بزكاة الفطر وما إذا كان يجوز تأخيرها أو لا بمختلف الأحكام.
حكم تاخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد بدون عذر
اختلف الكثير من الأشخاص بأحكام زكاة الفطر منوهين في هذا الاختلاف إلى بعض العادات الخاطئة المتبعة من قِبل المُسلمين في تأدية هذه الزكاة.[1]
فحكمها واضح وبيّن أمام الجميع ولا اختلاف به، وهو جواز تقديمها بيوم أو اثنين من يوم الفطر، وذلك لما وُرد عن عبد الله بن عُمر ـ رضي الله عنه ـ قال: “وكانَ ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا، وكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بيَومٍ أوْ يَومَيْنِ” [الراوي: عبد الله بن عمر، المحدث: البخاري].
ومن هُنا يتبين وجوب تأدية زكاة الفطر في موعدها أو المبادرة بها؛ لأنها من سُنن النبي صلى الله عليه وسلم والذي أمرنا بأن تؤدى قبل خروج الناس إلى صلاة العيد، حيث يُلبي بها الفقير احتياجه.
ولا يجوز تأخيرها إلى بعد الصلاة دون عُذر، وإذا قد فعل أي شخص ذلك فعليه التوبة إلى الله سبحانه وتعالى وإخراجها على الفور، والجدير بالذكر أنه في حكم تأخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد بدون عذر مال البعض نحو التحريم مثل ابن الجوزي، ومال البعض نحو الكراهة وآخرين اتفقوا على عدم الجواز مثل ابن باز.
حكم تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين
كذلك من الأحكام التي فصل بها العلماء بحسب ما ينص عليه الدين والسُنة هو الحكم بأمر إخراج زكاة الفطر قبل الموعد المُحدد لها بيوم أو يومين، وهو من الأمور المسموح بها والمستحبة.
حيث يُلبي بها الفقير مطلبه، وتكون مفيدة له، فالهدف الأساسي منها إدخال الفرحة العارمة بقلوب الجميع سواءً كانوا محتاجين أو غير ذلك، وهو ما يتحقق في حال منحهم الزكاة بالوقت المناسب لها.
وفائدتها لا تتعلق بالفقير فحسب بل تعود على من يخرجها أيضًا حيث يشعر بالراحة والسكينة والهدوء النفسي للثواب الذي أخذه، فهي تعمل على تطهير النفس من كل سوء، ويجب على كل مسلم إخراجها لكسب هذا الثواب العظيم والاستمتاع بفضلها الذي مَنَّ به الله علينا.
اقرأ أيضًا: قيمة ومقدار زكاة الفطر نقدا بالدرهم الاماراتي
هل يصح إخراج زكاة الفطر بعد الخروج إلى صلاة العيد
من بعض التساؤلات التي تدور بعقول الكثير من الأشخاص بشأن زكاة الفطر هو ما إذا كان مُتاح تأخير إخراجها إلى وقت الخروج إلى صلاة العيد، وقد أشار العلماء في ذلك إلى أن من ينسى إخراجها ويقوم بذلك في هذا الوقت فلا حرج عليه ولا عليه سوى أن يؤديها حال تذكرها.
أما من يفعل ذلك متعمدًا فلا يجوز له ويجب عليه إخراجها قبل صلاة العيد، وذلك بحسب ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم جميع المسلمين وهو تأدية زكاة الفطر قبل الصلاة، وهو باتفاق جميع العلماء.
هل يجوز إخراج المال عن زكاة الفطر
من أبرز الاستفسارات التي ترد عن المسلمين في إخراج زكاة الفطر، والذي لا يقل في أهميته عن حكم تاخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد بدون عذر هو الاستفسار عن جواز إخراجها مال بدلًا من الطعام.
وقد ورد في ذلك الحكم الذي يكفي جميع المسلمين من الوقوع بخطأ إخراج الزكاة بشكل خاطئ، حيث لا يجوز إخراجها مالًا، بل يجب أن تكون طعامًا، وقول إخراج النقود ضعيف ولم يتفق عليه الكثير من العلماء.
بل اتفق أهل العلم على إخراج الزكاة طعامًا صاعًا من قوت البلد، وهو الواجب الالتزام به من قِبل الجميع، ولا يجوز لأي شخص الاجتهاد في هذا بالانحراف عنه أو الميل نحو إخراجها في شكل نقود بدلًا من الطعام.
فضل زكاة الفطر
في إخراج زكاة الفطر الكثير من الأفضال التي يتمتع بها المسلم ويختتم بها شهر رمضان المبارك، وفي توضيح حكم تاخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد بدون عذر نجيب موضحين شرعت زكاة الفطر لحكم عظيمة منها:
- هي تطهير للصائم من جميع الذنوب التي ارتكبها بالشكل الذي يليق به كمسلم وكصائم، وأتم شهر رمضان المبارك.
- من حافظ على إخراج الزكاة أمن من خوف الآخرة.
- لها أجر وثواب عظيم عند الله سبحانه وتعالى.
- بها يطهر المسلم نفسه وماله ويزكي عن نفسه.
- يحل بالمسلم رحمة الله، وذلك لما جاء في قوله تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) [سورة الأعراف: الآية 6].
- في التوحيد والإيمان بالله والصلاة وتأدية الزكاة طريق سهل ويسير على المسلم إلى الجنة.
- في أداء الزكاة طريق لفلاح كل شخص.
- بالإنفاق في سبيل الله الحصول على الكرم الواسع من الله سبحانه وتعالى.
اقرأ أيضًا: هل يجوز اخراج الزكاة يوم 29 رمضان؟ ومتى يحرم إخراج زكاة الفطر؟
وقت إخراج زكاة الفطر إسلام ويب
من أجل حسم الجدل في حكم تأخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد بدون عذر، سنوضح الوقت الصحيح لإخراج زكاة الفطر بحسب ما أتى به الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يوم العيد بعد إتمام صلاة الفجر وقبل أن يخرج المسلم إلى المصلى، وهو الحكم المتفق عليه من الجميع.
زكاة الفطر من أفضل أنواع الزكاة التي يمكن أن يخرجها المسلم في نهاية شهر رمضان المبارك، فهي الزكاة التي يغسل بها ما في نفسه ويطهرها، وبها يعمر شعور الراحة النفس والقلب.