حكم توكيل الجمعيات الخيرية في اخراج زكاة الفطر

ما حكم توكيل الجمعيات الخيرية في اخراج زكاة الفطر؟ وما حكم دفع الأب لزكاة الفطر عن أولاده الصغار؟ إن معرفة أحكام الصيام من الأمور المهمة التي يجب على كل شخص أن يعرفها، حيث إنه من الضروري على كل مسلم أن يكون على دراية بأحكام الصيام، ومن خلال موقع القمة سنتعرف إلى أبرز الأحكام التي تتعلق بزكاة الفطر.

حكم توكيل الجمعيات الخيرية في اخراج زكاة الفطر

يجوز توكيل الجمعيات الخيرية في اخراج زكاة الفطر ما دام أن المتبرع لديه النية في أن يخرجها كزكاة فطر، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم

: “ِإنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى” ولقول ابن قدامة رحمه الله: ولا يجوز إخراج الزكاة إلا بنية“.

الجدير بالذكر أنه يجوز تقديم النية على الأداء في زكاة الفطر مثله مثل بقية العبادات، وذلك لأن هذه المدة تجوز النيابة فيها، فإذا قام الشخص بدفع الزكاة إلى وكيله ونوى هو دون أن ينوي الوكيل، فيجوز له ما لم تتقدم نيته على الدفع بزمن طويل، ولكن في حالة إذا تقدمت على الدفع بزمن طويل فلم يجز فعل ذلك إلا أن يكون نوى عند الدفع إلى الوكيل، ومن ثمَّ قام الوكيل بالدفع إلى المستحق.

اقرأ أيضًا: لمن تعطى زكاة الفطر من الأقارب؟ وما حكم دفع الزكاة للأقارب لابن باز؟

حكم دفع الأب لزكاة الفطر عن أولاده الصغار

في سياق عرض حكم توكيل الجمعيات الخيرية في اخراج زكاة الفطر، نجد أن زكاة الأولاد الصغار الذين لا أموال لهم تجب على الأب إذا أمكنه ذلك، وهذا بالاستناد إلى قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

قامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ خَطيبًا، فأمرَ بصدَقةِ الفطرِ، صاعِ تمرٍ، أو صاعِ شعيرٍ، عن كلِّ رأسٍ – زادَ عليٌّ في حديثِهِ: أو صاعِ برٍّ، أو قَمحٍ بينَ اثنينِ، ثمَّ اتَّفقا – عنِ الصَّغيرِ والكبيرِ، والحرِّ والعَبدِ” صحيح أبي داود، رواه ثعلبة بن صعير.

جاء حول هذا الأمر من الآثار قول نافع:

كان ابنُ عُمَرَ يُعطي عن الصَّغيرِ والكَبيرِ، حتى إنْ كان يُعطي عن بَنِيَّ“، كما نقل الإجماع على ذلك وهم ابنُ المُنْذِر، وابنُ عَبدِ البَرِّ، وابنُ رُشْدٍ، وابنُ قُدامةَ.

حكم إخراج زكاة الفطر عن الزوجة

بعد أن تعرفنا على حكم توكيل الجمعيات الخيرية في اخراج زكاة الفطر، نجد أن أهل العلم اختلفوا فيما يخص لزوم إخراج صدقة الفطر عن الزوجة، وجاء في هذه المسألة قولين وهما:

  • القول الأول: أن يلزم على الرجل أن يخرج زكاة الفطر عن الزوجة إذا كان قادرًا على ذلك، وهذا هو مذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة السبب في هذا يعود إلى أن النكاح سبب من الأسباب التي تجب فيه النفقة، وتكون وجبت به الفطرة مثله مثل ملك اليمين والقرابة على عكس زكاة المال التي لا تتحمل بالملك والقرابة.
  • القول الثاني: لا يلزم على الرجل أن يخرج صدقة الفطر عن امرأته، وعلى المرأة أن تقوم بدفع زكاة الفطر لنفسها، وهذا هو مذهب الحنفية والظاهرية، وعلى هذا الأساس قال سفيان الثوري وقام باختياره ابنُ المُنْذِر، وابنُ عُثيمين، والقَرَضاوي.

اقرأ أيضًا: هل يجوز إخراج زكاة المال طعام أو ملابس

هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدا بدلًا من الحبوب

لا يجوز إخراج زكاة الفطر بصورة نقدية بدلًا من النقود أشار جمهور المالكية والشافعية والحنابلة إلى عدم جواز إخراج زكاة الفطر نقودًا، وهذا لتفسير الحديث السابق بأن النبي صلى الله عليه وسلم فرض الصدقة في أنواع الطعام فمن عدل إلى القيمة فقد ترك المفروض، كما أشاروا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم فرض صدقة الفطر طعمة للمساكين وأشار إلى أن تكون طعامًا لا نقودًا.

أوجه الدلالة في عدم جواز إخراج زكاة الفطر نقدا بدلًا من الحبوب هو أن زكاة الفطر مفروضة من جنس معين ولا يجوز إخراجها من غير هذا الجنس، وإلى أن إخراج زكاة الفطر من غير الطعام هو مخالف لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ويكون غير مقبول فعله.

حكم توكيل الجمعيات الخيرية في اخراج زكاة الفطر جائز، طالما أن تلك الجمعيات موثوقة أنها ستقوم بإخراج زكاة الفطر في وقتها وتخرجها في صورة قوت كما وصى الرسول صلى الله عليه وسلم.

Scroll to Top