حكم تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد من الأحكام الواجب على المسلم الالتزام بها حال كان يرغب بتأدية الزكاة بالشكل الصحيح لها دون أن يُذهب عن نفسه أجرها أو يُقلل منه شيئًا، وعبر موقع القمة سنعرض هذا الحكم بالشكل الصحيح له كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وباتفاق جموع العلماء.
حكم تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد
الكثير من الأشخاص يتعرضون إلى مشكلة سهو دفع زكاة الفطر في العيد، وهو ما يجعلهم عرضة لدفعها بعد صلاة العيد، وبعض الأشخاص الآخرين يقومون بدفعها عمدًا بعد صلاة العيد.[1]
الجدير بالذكر وبحسب الأحكام المقدمة بشكل مباشر بشأن زكاة عيد الفطر تبين أنه لا بُد من دفعها قبل صلاة العيد، ولا يجوز دفعها بعد صلاة العيد على الإطلاق، بل الموعد الصحيح لها بعد غروب شمس آخر أيام رمضان وحتى قبل تأدية صلاة العيد.
وعلى من يدفعها بعد الصلاة ناتج عن السهو لا مشكلة له في هذه الحالة ولا عليه من قضائها، وذلك لأن الأمر ناتج عن السهو، ولا يشترط على المسلم حساب نفسه على ما بدر عنه من سهو في هذه المسائل الدينية.
ولكن يجب العلم أنه أنواع الزكاة الأخرى التي يتم تقديمها للفقراء لا حاجة بها إلى الالتزام بوقت معين، وذلك على الرغم من ترجيح التبكير بدفعها، ولكن فيما يخص زكاة الفطر يفضل عدم التبكير أو التأخير عنها، ولا بُد من تأديتها بالوقت المُحدد لها.
اقرأ أيضًا: لمن تعطى زكاة الفطر من الأقارب؟ وما حكم دفع الزكاة للأقارب لابن باز؟
حكم تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد عمدا
هناك نوع آخر من الأشخاص لا نعلم غايته في التحريف بما أمر به الله سبحانه وتعالى، حيث يجب عليه الالتزام بكل ما أمر به الله ورسوله وعلى الرغم من ذلك يحرّف بأفعاله.
ومنهم الأشخاص الذين يخرجون زكاة الفطر بعد تأدية صلاة العيد عن عمد، وهم النوع الآخر الذي نوضح حكم الدين به من خلال عرض حكم تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد.
حيث يتوجب عليهم قضائها، وذلك لأن فعلهم بوعي كامل ورغبة تامة منهم ومخالفة واضحة لأمور الله سبحانه وتعالى، لذا ولتفادي الحاجة إلى القضاء فيما بعد يتوجب على جميع المسلمين الالتزام بمواعيد إخراج زكاة الفطر الصحيحة.
تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين
من بين أشهر الأحكام الواجب معرفتها على جميع من يؤدون زكاة الفطر والتي لا تقل في أهميتها عن التعرف على حكم تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد هو حكم تقديمها قبل العيد بيوم أو يومين.
حيث أشار العلماء إلى الأوقات التي يجوز بها إخراج زكاة الفطر، وهي الأوقات التي من بينها التبكير بإخراج الزكاة وذلك بيوم أو يومين فقط، فهو من الأحكام الجائزة والمشروعة للمسلمين والتي يتم من خلالها سداد احتياج الفقراء والمساكين بوقت مبكر.
كما أشارت دار الإفتاء في الإجابة عن استفسار أحدهم بشأن هذا الحكم إلى أنه يُستحب إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين، ولا يوجد مانع شرعي في ذلك.
ما الحكمة من إخراج زكاة الفطر
في ديننا الإسلامي نِعم كثيرة، ففي كل عمل طيب يقوم به الإنسان يأخذ الجزاء الحسن والأجر العظيم عليه الذي يرتقي به الإنسان ويعلو به شأنه في الدنيا والآخرة إلى المكانة التي لا تخطر على باله.
وقد أمرنا الله بإخراج زكاة الفطر، ولأنها أمر يهتم الجميع بمعرفة أحكامها الصحيحة، والتي منها حكم تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد، وعندما أمرنا بها الله كان له الحكمة والفضل في ذلك، وهو طهارة النفس.
فبإخراج زكاة الفطر يتطهر الصائم من اللغو والرفث، وبه يغتني المساكين عن الحاجة والسؤال بهذا اليوم الذي من المفترض أن تدخل به الفرحة على جميع القلوب بقدومه.
ففي إخراج زكاة الفطر يشعر المسلم بقيمته ومكانته العظيمة بمجتمعه، ودوره في التحسين من حال بعض الفقراء والمساكين، وعمله الطيب بالأخذ بيد المسكين من السؤال بهذا اليوم.
سيكون سببًا في إدخال الفرحة والسرور بقلب البعض، وهو ما سيُدخل الفرحة والسرور بقلبه أيضًا، ولكن يجب الالتزام بالموعد الصحيح لإخراجها وكذلك بالقدر الذي يجب إخراجها به، فهي زكاة طهارة النفس ويجب استغلالها بشكل صحيح.
اقرأ أيضًا: هل يجب إخراج زكاة الذهب في رمضان
لمن تعطى زكاة الفطر ومتى فرضت
بعض الأشخاص يتساءلون عما إذا كان يمكنهم إخراج زكاة الفطر للأهل والأصدقاء أو من يتولون أمرهم، وهو ما يدل على الجهل بالأشخاص الذين يحق لهم الحصول على هذه الزكاة، وفي توضيح حكم تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد، يمكننا توضيح الفئات المستحقة لها.
حيث يجب إخراجها لكل مسكين أو فقير ولا يجوز إخراجها لشخص من الأهل، أو الأشخاص الذين يعولهم غني، ويجب الالتزام بهذه الفئات لغناهم عن الحاجة.
أما عن الوقت الذي فرضت به زكاة الفطر فقد فرضت في السنة الثانية من الهجرة، وكذلك هي السنة التي تم بها فرض صيام شهر رمضان المبارك، وقد وُرد عن ابن عُمر رضي الله عنهما مقدار زكاة الفطر الواجب على المسلمين الالتزام بها، وكذلك الأشخاص الواجب عليهم أدائها.
حيث ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
“فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ” [المحدث: الألباني].
بتوضيح حكم تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد يتبين كل ما على المسلم الالتزام به من أجل تأدية هذه الزكاة بالشكل الصحيح لها وعلى الوجه الأمثل، ومن الواجب الالتزام بجميع معاييرها لأخذ ثوابها كاملًا دون الإنقاص منه.