ما هو حكم إخراج زكاة الفطر نقدا عند المالكية؟ وما هي الأدلة على هذا الحكم؟ تعد زكاة الفطر من الأمور التي أمرنا بها الله والرسول صلى الله عليه وسلم، بما أنه لم يتبقَ سوى أيام معدودات على عيد الفطر المبارك تكثر الأسئلة حول إخراج زكاة الفطر، لذلك من خلال موقع القمة سنوضح حكم إخراج زكاة الفطر على هيئة نقود عند المالكية.
حكم إخراج زكاة الفطر نقدا عند المالكية
إن حكم إخراج زكاة الفطر نقدا عند المالكية هو أنه لا يجوز ولا بد من إخراجها طعامًا، كما اتفقت المذاهب الثلاثة: المالكية والشافعية والحنابلة على أنه لا يجوز للمسلم أن يخرج زكاة الفطر نقودًا بدلًا من الطعام لأن ذلك أمر مخالف لما أمرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ جاءت العديد من الأدلة في السنة النبوية الشريفة التي تؤكد أن زكاة الفطر تخرج طعامًا وليس نقودًا
لكن اختلفت معهم الحنفية التي ترى أنه يجوز إخراج زكاة الفطر نقودًا بدلًا من الطعام، كما أن زكاة الفطر لا تجزأ ولقد ذهب إلى هذا الرأي مذهب الجمهور في الشافعية والمالكية والحنابلة، وقام باختياره ابن حزم.
اقرأ أيضًا: هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً؟ وما حكم إعطاء الزكاة للابنة؟
أدلة عدم جواز إخراج زكاة الفطر نقدا عند المالكية
بعد أن تعرفنا على حكم إخراج زكاة الفطر نقدا عند المالكية تجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من الأدلة التي تشير إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بإخراج زكاة الفطر نقدًا، وتتمثل تلك الأدلة في السنة النبوية الشريفة نوضحها كما يلي:
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ كُنَّا نُعْطِيهَا في زَمَانِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَاعًا مِن طَعَامٍ، أوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ، فَلَمَّا جَاءَ مُعَاوِيَةُ وجَاءَتِ السَّمْرَاءُ، قالَ: أُرَى مُدًّا مِن هذا يَعْدِلُ مُدَّيْنِ” [صحيح البخاري]، ومن الحديث الشريف دلالة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر في أنواع الطعام، ومن قام بعدل القيمة، فقد ترك المفروض.
- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: “فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ” [صحيح أبي داود]، من الحديث الشريف دلالة واضحة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بالزكاة لتكون طعمة للمساكين، لذلك لا بد من أن تكون طعامًا وليس نقودًا.
- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ“ [صحيح البخاري]، إذ إن إخراج زكاة الفطر من غير الطعام أمر مخالف لما أمرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو ما يجعلها غير مقبولة.
فضل زكاة الفطر
تعد زكاة الفطر من أجمل العبادات التي منَّ الله سبحانه وتعالى بها علينا، وذلك لأنه جعلها كفارة لما قد يقع من الصائم من أجر في شهر رمضان، ومشروعية زكاة الفطر حكمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى تتمثل في:
- هي طُهرة وكفارة للصائم من اللغو والرفث.
- طعمة للمساكين، حتى يستغنوا بها عن السؤال يوم العيد، وليتمكنوا من مشاركة الأغنياء في فرحة العيد.
- هي زكاة للبدن، لذلك وجبت على الصغير الذي لا يصوم والمجنون وكل من عليه قضاء قبل قضائه.
- شكر الله على نعمه.
- الحصول على الأجر والثواب العظيم لمستحقيها في وقتها المحدد وهو قبل الصلاة.
- ترفع عن المسلم خلل الصيام في شهر رمضان.
- تزيد من سرور المسلمين في يوم العيد.
الدليل على ذلك من السنة النبوية الشريفة عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال:
“فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ” [صحيح أبي داود].
شروط وجوب زكاة الفطر
إن زكاة الفطر من الأمور التي فرضها الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على المسلمين، ولقد جاء ذلك في السنة النبوية عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال:
“فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ” [صحيح البخاري].
جاء الحديث الشريف يوضح لنا من الذي فرض عليه زكاة الفطر، ليكون دلالة واضحة على أن زكاة الفطر هي فرض عين على كل مسلم ومسلمة، سواء كان حر أو كان عبد، ذكرًا كان أو أنثى.
لم يفرق بين الكبير والصغير، فهي فرض على كل من يفيض لديه قوت يومه وليلته عن نفسه وعمن يعولهم، وذلك لأن السبب في هذه الزكاة الصوم وليس المال.
مقدار زكاة الفطر
قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتحديد مقدار زكاة الفطر على أن تكون صاعًا، والصاع هو خمسة أرطال وثلث تقريبًا، وهو ما يساوي ثلاثة كيلو جرام تقريبًا، وتكون زكاة الفطر من التمر أو الشعير، وتكون في الغالب من قوت البلد عمومًا، مثل الأرز أو الدقيق وغيرها.
اقرأ أيضًا: نسيت إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد فما الحكم؟ وما شروط وجوب زكاة الفطر؟
وقت زكاة الفطر عند المالكية
إن وقت زكاة الفطر عند المالكية متوافق مع ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال:
“… وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ” [صحيح البخاري].
أي أن وقت زكاة الفطر هي بعد صلاة الفجر وقبل خروج الناس إلى صلاة العيد، وأكد الرسول أن هذا هو أفضل وقت لإخراجها، كما يشرع خروجها من أول غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان.
كما يشرع تعجيل إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، على أن يكون آخر موعد لخروجها هو صلاة العيد وفقًا لما جاء في الحديث الشريف، لذلك إذا تم إخراجها بعد صلاة العيد كانت في حكم الصدقة، ولم تقع زكاة فطر.
إن زكاة الفطر من أفضل النعم التي منَّ الله سبحانه وتعالى علينا بها، وهي فرض على كل من يفيض لديه قوت يومه، ويجب على المسلمين إخراجها قبل صلاة العيد حتى ينالوا الأجر والثواب العظيم.