تجربتي مع ترميم الثدي كانت صعبة ومرهقة على الصعيد النفسي قبل الجسدي، لأنني كنت أشعر بتوتر شديد وعدم رضا عن شكل جسمي بعد استئصال الورم من الثدي، وقد كنت أشعر بالخوف الشديد من هذه الجراحة وما يمكن أن يحدث لي بعدها، خصوصًا أنني لم أكن على دراية كافية بالخيارات المتاحة أمامي، ولذلك من خلال موقع القمة سأقوم بعرض تجربتي بكافة جوانبها مع تجارب أخرى ألهمتني.
تجربتي مع ترميم الثدي
لا أنكر أنني تفاجئت حين علمت بحقيقة مرضي، لأنني لم أتصور يومًا أنني سأقضي عيد ميلادي في أروقة المستشفى وغرف الطوارئ، ولكني كنت مؤمنة بأن الله لا يريد لي سوءًا وإلا لم أكن لاكتشف الأمر في هذه المرحلة حيث ما زال هناك علاج وأمل، ولكن حين عرفت من الطبيب أن مرحلة الكيماوي قد انتهت وحان الموعد المنتظر شعرت برهبة وضيق شديد، لم يقبل عقلي تصور فكرة أن أحرم من أهم معالم أنوثتي.
بدأت أفكر في فرصي في الزواج بعد جراحة استئصال الثدي، وكيف سأتمكن من إرضاع أطفالي إن تمكنت من الإنجاب يومًا، لذا سارت في جسدي حمى البحث والاستقصاء عن حل لهذه الأزمة فكيف لي أن أعيش دون جزء من جسدي يشكل هويتي كامرأة، وهنا عرفت إحدى أهم الجراحات التجميلية وهي جراحة ترميم الثدي، والتي تعد طوق النجاة لي وللكثيرات مثلي.
وقمت بالذهاب لطبيب تجميل بعد أن سألت على الإنترنت، وكونت فكرة عامة عن الموضوع واطلعت على حكايات عدد من الفتيات اللاتي مررن بنفس تجربتي، وتمكنّ من تخطيها من خلال الجراحة، أو من خلال الثدي الاصطناعي وحمالات الصدر المتخصصة والعلاج النفسي لتقبل الوضع والتعايش معه، وفيما يلي أوضح لكم عصارة خبرتي في هذا الموضوع.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع عملية تكبير الثدي
العوامل المؤثرة على قرار القيام بالجراحة الترميمية للثدي
استكمالًا للحديث عن تجربتي مع ترميم الثدي لا بد من توضيح أن كل ما كان يشغل فكري هو استعادة شكل جسمي لممارسة حياتي، كما كنت في السابق ولم أكن مدركة لأي شيء سوى ذلك ولكن الطبيب شرح لي أن هناك أنواع من الجراحات الترميمية، وأنني يمكنني أن أختار بينهم، ولكن هذا يعتمد على عدة أمور، وهي كما يلي:
- كمية الأنسجة المستأصلة من الثدي.
- شكل الثديين.
- إن كنت قد تعرضت للعلاج الإشعاعي أو إن كانت خطة العلاج الوقائي تضمن الإشعاع.
- بعض الظروف الصحية التي قد تزيد تعقيد عملية الشفاء.
أنسب توقيت للقيام بالجراحة الترميمية للثدي
لحسن حظي أنني ذهبت لطبيب جيد خلال تجربتي مع ترميم الثدي إذ كان متفهم لما أمر به، ولذلك كان صبورًا جدًا معي، وشرح لي كل ما يتعلق بعمليات ترميم الثدي، وأجاب عن كل أسئلتي دون ملل أو كلل، فوضح لي أن التوقيت من العوامل المهمة في هذه الجراحة، ويحدد الطبيب هذا التوقيت بالاعتماد على الوضع الصحي والسجل الطبي، ولكنه أكد لي أنه سيضع رغبتي في عين الاعتبار، إذ إن الترميم يحدث على شكلين هما كما يلي:
1- الترميم الفوري
يتم في نفس وقت الاستئصال وهذا هو الأسلوب المفضل لمعظم السيدات والجراحين، لأنه يكون أقل تكلفة من الناحية المادية ومدة التعافي من الجراحة، كما أن هذا النوع يضمن نتائج أفضل من الجانب التجميلي، خصوصًا لأن الأنسجة والجلد لم تقم بالانكماش وفقدان الشكل الطبيعي له بعد الاستئصال.
2- الترميم المتأخر
تلجأ بعض السيدات إلى الترميم المؤجل في حال لم يكن واعيات بالخيارات الخاصة ببناء الثدي وترميمه أو لم يكن يملكن من المال ما يكفي وتتم هذه الجراحة بعد شهر أو حتى سنوات من عملية الاستئصال للثدي سواء بشكل كامل أو جزئي.
تحتاج عمليات الترميم المتأخر وقت أطول ومجهود أكبر، لأن الطبيب يحتاج التعامل مع الندب الناتجة عن العملية القديمة، وكذلك نقص الجلد والأنسجة وضعف المرونة بالإضافة إلى التليف، والذي يضاعف هذه التحديات هو التعرض للعلاج الإشعاعي.
أنواع ترميم الثدي بعد استئصاله
من خلال تجربتي مع ترميم الثدي أتضح لي أن هناك عددًا من الطرق المتبعة في عمليات ترميم الثدي، وسأشرحها لكم كما فهمتها من طبيبي الخاص:
1- الترميم من خلال أنسجة الجسم
يتم سحب الجلد والدهون وأحيانًا العضلات من أجزاء الجسم لتشكيل الثدي ويطلق على هذا الأمر اسم الشريحة، وفي المعتاد يتم الحصول على هذه الأجزاء من منطقة البطن أو الظهر أو الأرداف، وأهم ما يميز هذا النوع من الترميم كونه يجعل الثدي طبيعي جدًا، ويشيخ مع الجسم ويعطي للبطن نفس تأثير عمليات الشد التجميلية، مما يجعلها أكثر نحافة ولا يحتاج الثدي بعد الترميم لأي متابعة أو رعاية خاصة.
2- الترميم من خلال الحشوات الصناعية
يتم الاعتماد على أنواع متعددة من الحشوات سواء سيليكون أو غيرها من الحشوات، ويعطي هذا الإجراء ملمس مقارب للنسيج الطبيعي للثدي، وتستمر هذه الحشوات لفترة تمتد من 10 إلى 15 عام، ولكن عيبه أنه لا يعطي نفس إحساس الثدي الطبيعي ويحتاج لعناية ومتابعة دورية، إذ إن الحشوات لا تتماهي مع التبدلات التي تطرأ على مظهر الجسم للسيدات.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع حبوب تكبير الثدي
مضاعفات جراحات ترميم الثدي
في إطار الحديث عن تجربتي مع ترميم الثدي، لا بد أن أذكر الآثار الجانبية لهذه العملية والتي تختفي رويدًا رويدًا بعد الجراحة بأسابيع مثل ألم في منطقة الثدي وتيبس الثدي، كما يجب أن تعرف النساء المقبلة على هذه الجراحة أن الإحساس بالثدي بعد الترميم يختلف عن الإحساس بالثدي الطبيعي، مما قد يسبب عدم راحة وإزعاج لبعض النساء.
كما أنني ملزمة بشرح المضاعفات، والتي كررها لي الطبيب عدة مرات باعتبار أنه لا توجد جراحة دون مخاطر، وتتمثل هذه المضاعفات المحتملة فيما يلي:
- التعرض لنزيف حاد.
- تجمع السوائل في منطقة الترقيع أو الزرع.
- الإصابة بالعدوى أو الالتهابات في منطقة الجرح.
- المعاناة من الندب والتي تختفي تدريجيًا لكن لا تزول بشكل نهائي.
مراحل التعافي من الجراحة الترميمية للثدي تأخذ من أسبوعين إلى 8 أسابيع، يتم تحديدها حسب نوع الترميم الذي خضعت له المرأة سواء زرع أو توسيع الأنسجة، بعدها يمكن للمرأة أن تعود لممارسة حياتها بشكل طبيعي.