هل يجوز للمسافر ان يفطر في نهار رمضان مع الدليل؟ وما هي مسافة السفر المُبِيحة للإفطار؟ تلك أسئلة نجدها تتكرر على الأسماع كل عام عند حلول شهر رمضان المبارك؛ لذلك يعرض لكم موقع القمة إجابتها في هذا المقال، وكل ما يتعلق بموضوع السفر خلال شهر رمضان.
هل يجوز للمسافر ان يفطر في نهار رمضان مع الدليل
نعم يجوز للمسافر في نهار رمضان أن يفطر، ولكن بشرط أن يفطر بعد شروعه في السفر، أي بعد تحرك الوسيلة الذي يسافر بها، وإذا أراد أن يصوم اليوم فهو خير، والدليل على جواز إفطار المسافر الصائم ما رواه مسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان فصام حتى بلغ كراع الغميم فصام الناس، ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شرب.
وما روي عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما، قال: سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فصام حتى بلغ عسفان، ثم دعا بإناء فيه شراب فشربه نهاراً ليراه الناس ثم أفطر حتى دخل مكة، قال ابن عباس رضي الله عنهما: فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفطر، فمن شاء صام ومن شاء أفطر.
المسافة المبيحة للإفطار
إن السفر المُثبِت للرخص مرتبط بالمسافة التي يقطعها المسافر في الذهاب فقط، وليس بجمع الذهاب والإياب معًا، وهي مقدرة بثلاثة وثمانين كيلو مترًا، وتحسب من خارج المدينة الذي يبدأ منها السفر، ويرى كثير من أهل العلم أن الصوم أفضل للمسافر الذي يقوى على الصيام.
اقرأ أيضًا: حكم الإفطار في صيام القضاء
حكم الأيام الذي افطرها المسافر
أجمع العلماء أن المسافر إذا أفطر وجب عليه قضاء الأيام التي أفطرها، والدليل قوله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {فَمَن كَانَ مِنكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، [البقرة: 184]، فقوله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} دليل على وجوب القضاء عليه إذا أفطر في هذه الحالة.
متى يحرم على المسافر الفطر
بعد معرفة إجابة سؤال هل يجوز للمسافر ان يفطر في نهار رمضان مع الدليل، نوضح أن فقهاء المسلمين قد ذكروا أن الفطر يباح للمسافر الذي يسافر مسافة قصر، وكان سفره مباحًا، أما من سافر مسافة لا تبلغ القصر، أو كان سفره سفر معصية، فلا يباح له الفطر، وكذلك الأمر لمن سافر ليتخذ السفر ذريعة للفطر فيحرم عليه السفر والفطر.
حكم إفطار المسافر في رمضان إذا وصل مكان إقامته قبل الفجر
إذا وصل المسافر مكان إقامته أو مكان ينوي الإقامة فيه أربعة أيام فأكثر، فإن سفره ينقطع، وبالتالي لا يحق له أخذ رخص السفر مثل الفطر والقصر، حيث جاء في الموسوعة الفقهية: إذا عاد المسافر إلى بلده ودخل وطنه، وهو محل إقامته، ولو كان دخوله بشيء نسيه، يجب عليه الصوم، كما لو قدم ليلا.
وجاء في المغني لابن قدامة: المشهور عن أحمد ـ رحمه الله ـ أن المدة التي تلزم المسافر الإتمام بنية الإقامة فيها هي ما كان أكثر من إحدى وعشرين صلاة، رواه الأثرم والمروذي وغيرهما، وعنه أنه إذا نوى إقامة أربعة أيام أتم وإن نوى دونها قصر، وهذا قول مالك والشافعي وأبي ثور.
اقرأ أيضًا: حكم الصيام بدون سحور
حكم الانتقال لبلد وقت الصوم فيه أقصر
المقصود من الصيام هو حصول الصوم؛ لذا فلا حرج من صيام يوم قصير بدلًا عن يوم طويل، فهذا المقصد جائز، لكن الممنوع من سافر ليترخص برخص السفر ويفطر، فقد جاء في شرح الإقناع: ويجوز أن يقضي يوم شتاء عن يوم صيف وعكسه.
دين الإسلام هو دين اليسر والسماحة في أحكامه وتشريعاته، وذلك يظهر في التخفيف والرخص في بعض الأحكام عند احتمال حصول المشقة، ومن هذه الرخص رخصة الإفطار للصائم المسافر.