تجربتي مع الوسواس القهري الجنسي كانت واحدة من أصعب التجارب التي مررت بها بحياتي، ويرجع ذلك إلى شبه انعدام الإرادة مع فقدان السيطرة الكامل الحادث بالحياة على كافة المستويات، وعدم القدرة على الأخذ بزمام الأمور مرة أخرى على الرغم من العواقب الوخيمة الحادثة، ومن خلال موقع القمة سأشارككم تجربتي المريرة وكيف خرجت منها.
تجربتي مع الوسواس القهري الجنسي
لم أكن أعلم شيئًا عمّا يُسمى بالوسواس القهري في الأساس إلا أنني كُنت مُصابًا بذلك الاضطراب على أي حال، ولم أكن لأعلم عنه شيئًا إلا حينما جنحت إلى العديد من السلوكيات المُدمرة للنفس مع عدم القدرة على التوقف بتاتًا حتى أصبحت الأفكار الوسواسية مُتكررة وتقود بدورها إلى سلوكيات خاطئة.
اكتشفت ذلك حينما علمت أنني غير قادر على قضاء يومًا واحدًا من دون اللجوء إلى الاستمناء الأمر الذي دفعني في مراحل لاحقة إلى ممارسة الجنس عبر الإنترنت، ومن هنا عرفت دردشة الفيديو وغيرها من الطرق التي جعلتني أدخل في أكثر من علاقة وأنا غير مُعنيًا في الأساس بذلك الشخص بل مدفوعًا بالرغبة والاضطراب الجنسي.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع وسواس النظافة
أعراض الوسواس القهري الجنسي
باستطراد سرد تجربتي مع الوسواس القهري الجنسي فكانت الأعراض أكثر حدة وتفاقمًا وسببًا جوهريًا للشروع في البحث عن حلول وخاصةً بعدما كانت تجتاحني رغبة عارمة في ممارسة الجنس في الأماكن العامة والدفع مقابل ممارسة الجنس، وذلك عمل على تفاقم الأعراض الآتية:
- الشعور الدائم والراسخ بالذنب والخزي مما أفعله.
- كما كانت تمتلكني رغبة عارمة في التبطيل والتوقف عن تلك السلوكيات دون جدوى فسقطتُ في الأعراض الإدمانية.
- الشعور بالاكتئاب الحاد والضيق مع توالي الأفكار الانتحارية طوال اليوم.
- الاستمرار في الفعل المُدمر على الرغم مما كانت تلحقه من عواقب ومشكلات مُتفاقمة.
- تزامن الشعور بالخجل والانعزال عن كافة العلاقات الاجتماعية وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين.
- إلغاء كافة الأنشطة والمواعيد والانسحاب لتلك السلوكيات.
- الشعور الدائم بالتعب والإجهاد الشديد مع زيادة حدة الشعور بالفراغ العاطفي.
- قلة الثقة بالنفس وعدم المقدرة في الأساس على إقامة أي من العلاقات السليمة السوية الخالية من الشهوات الجنسية.
- فشل كافة المحاولات في الإقلاع عن تلك السلوكيات مع استمرار الهوس بالأفكار الجنسية إلى أن تصبح حرفيًا محور الحياة.
اقرأ أيضًا: تجربتي في التخلص من الخجل
علاج الوسواس القهري
بالوصول إلى القاع الفعلي تكون بعدها الحياة غير مُحتملة بالمرة، والتي تدفع بالإنسان لفعل أي شيء مهما كان للخروج من تلك الدائرة، عليها بدأت تجربتي مع الوسواس القهري الجنسي بشكل فعلي واتخذ العلاج عدة مراحل مختلفة كما يلي:
- الذهاب إلى الطبيب النفسي للتحقق من التشخيص.
- معرفة ماهية الأسباب الجوهرية التي دفعتني إلى ذلك الطريق، وجعلت سلوكياتي تتخذ ذلك المنحنى.
- اكتشاف النفس مرة أخرى ومُطالعة ماهية الإساءات النفسية والجسدية والجنسية الشديدة التي تم التعرض لها في المراحل الأولى من الحياة.
- الخضوع إلى وسائل العلاج الدوائي تحت إشراف الطبيب سواء أكان مضاد اكتئاب أو أدوية الوسواس القهري، وما إلى ذلك من التدخلات الدوائية.
- الالتزام بحضور جلسات العلاج المعرفي السلوكي والتي أحدثت تأثيرات إيجابية فعالة بحياتي على كافة المستويات، وذلك بالعمل على تعديل السلوكيات وإعادة التأهيل النفسي مرة أخرى.
- قبول الانتكاسات ومواصلة درب المحاولة والمقاومة مرة أخرى.
- اللجوء إلى دوائر الأمان للحصول على الدعم للصمود أمام ذلك الاضطراب اللعين.
غير شاعر بالخزي الآن وأنا أسرد تجربتي مع الوسواس القهري الجنسي بل إنني أكثر فخرًا بما وصلت إليه وتمكّنت فعليًا من إحداثه بتحولات رهيبة بحياتي ثانيةً على كافة المستويات.