القدر الواجب في زكاة الفطر عن كل فرد صاع واحد

ما هو القدر الواجب في زكاة الفطر عن كل فرد صاع واحد؟ وما هو رأي المذاهب في إخراج زكاة الفطر من كل صاع بالكيلو؟ تعد الزكاة من أهم أركان الإسلام الخمسة وهي الركن الثالث من الأركان التي فرضها الله على العبد المسلم والتي يجب أن تكون وفق العديد من الشروط التي سنعرضها من خلال موقع القمة.

القدر الواجب في زكاة الفطر عن كل فرد صاع واحد

زكاة الفطر من أهم الأمور التي يجب أن يخرجها المسلم القادر بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، والزكاة في اللغة العربية تعني النماء والزيادة والبركة، وتسمى زكاة الفطر بصدقة الفطر حيث إن المسلم يقوم بالتصدق على الفقراء والمحتاجين بالعديد من الأشياء المختلفة والتي تكون بحكمة معينة وأوزان محددة، وجاءت على النحو التالي:

1- القول الأول في زكاة الفطر بالصاع

ذهب جمهور العلماء من الشافعية، والمالكية، والحنابلة إلى أن مقدار زكاة الفطر من القمح والزبيب وذلك بعد أن استدلوا بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- قال: “كُنَّا نُخْرِجُ إذْ كانَ فِينَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ، عن كُلِّ صَغِيرٍ، وَكَبِيرٍ، حُرٍّ، أَوْ مَمْلُوكٍ، صَاعًا مِن طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِن أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ فَلَمْ نَزَلْ نُخْرِجُهُ حتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ حَاجًّا، أَوْ مُعْتَمِرًا فَكَلَّمَ النَّاسَ علَى المِنْبَرِ، فَكانَ فِيما كَلَّمَ به النَّاسَ أَنْ قالَ: إنِّي أَرَى أنَّ مُدَّيْنِ مِن سَمْرَاءِ الشَّامِ، تَعْدِلُ صَاعًا مِن تَمْرٍ فأخَذَ النَّاسُ بذلكَ. قالَ أَبُو سَعِيدٍ: فأمَّا أَنَا فلا أَزَالُ أُخْرِجُهُ كما كُنْتُ أُخْرِجُهُ، أَبَدًا ما عِشْتُ”.[1]

اقرأ أيضًا: كيف اخراج زكاة الفطر؟ وما هي شروط إخراج زكاة الفطر؟

2- القول الثاني في مقدار زكاة الفطر بالصاع

على الجانب الآخر جاء رأي الحنفية إلى القول بأن زكاة الفطْر تقدر بصاع واحد من الزبيب، ونصف صاع من القمح،  حيث إن الصاع 8 أرطال، أما الرطل يكون عبارة عن  3800 جرام قياسًا على صاع عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه.[2]

القدر الواجب في زكاة الفطر عن كل فرد بالكيلو

في إطار حديثنا عن القدر الواجب في زكاة الفطر عن كل فرد صاع واحد، لا بد من الحديث عن أن هناك العديد من الأمور التي تحدث فيها العلماء حول إخراج الزكاة بالكيلو من الأمور التي نص عليها كل من القرآن والسنة النبوية، والتي تتضح في الآتي:

1- رأي المالكية

جاء رأي جمهور المالكية إلى وجوب إخراج صاع للقادر عليه، وإن كان جزءًا من صاع، فعليه أن يقوم بإخراجه دون حرج، ويخرج صاعًا عن كل فرد، كما يجب إخراج صدقة الفطر من غالب قوت البلد من العديد من الأصناف التي تتمثل في : القمح، والشعير، والسلت، والذُّرة، والدخن، والأرز، والتمر، والزبيب، والأقط.

بينما لا يجب إخراجها من غير الأصناف التسعة التي تم ذكرها ، كإخراج الفول، والعدس، إلا إذا تعارف الناس على الاقتِيات به، وتركوا الأصناف التسعة المعروفة والتي ذكرت في السنة النبوية.

2- رأي الحنفية

جاء في رأي جمهور الحنفية أن صدقة الفطر يجب إخراجها من 4 أصناف هي الحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب، ويكون المقدار من القمح نصف صاع، ومن التمر والشعير والزبيب صاعًا كاملًا، ويكون إخراج أي صنف منها عن الفرد الواحد، كما أنهم أجازوا إخراج الزكاة الواجبة بصورة نقدية، وهو الأفضل عندهم، لأنه أكثر نفعًا للفقير والمحتاج وذلك لكي يشتري ما يحتاج.

3- رأي الحنابلة

جاء رأي التابعين لمذهب الحنابلة أنه يجب على كل فرد صاع من (قمح)، أو شعير، أو تمر، أو زبيب، أو أقط، كما يجوز إخراج دقيق القمح إن كان وزنه يعادل وزن الحب منه، فإن لم يتوفر أحد هذه الأصناف، يجوز إخراج ما يقوم مقامها من كل ما يصلح قوت، كالذُّرَة، أو الأرز، أو العدس.

4- رأي الشافعية

قال مذهب الشافعية أن القدر الواجب عن كل شخص صاع مما اعتاد عليه المسلمون من قُوت، وقد تدرج أصحاب هذا المذهب في أفضل الأقوات للزكاة على الترتيب الذي يمثل القمح، يليه السلت وهو الشعير النبوي، ثم تأتي الذُّرة، ثم الأرز، فالحمص، بعد ذلك يأتي العدس، ويليهم الفول، بعد ذلك التمر، ثم الزبيب، ثم الأقط، بعد ذلك اللبن، وآخرها الجبن.

شروط إخراج زكاة الفطر

أشرنا في السابق إلى القدر الواجب في زكاة الفطر عن كل فرد صاع واحد، حيث تجدر الإشارة إلى أن زكاة الفطر لها العديد من الشروط التي يجب الالتزام بها، والتي تتضح في النقاط التالية:

  • الإسلام: فزكاة الفطر واجبة على كلّ مسلم قادر، رجلا كان أم أنثى، كبير أم صغير.
  • الغنى والقدرة المالية: وهو أن يكون عنده يوم العيد وليلته صاع زائد عن قوته وقوت عائلته.
  • دخول وقت الوجوب: ويكون بغروب الشمس من آخر يوم من أيام شهر رمضان.

فوائد زكاة الفطر

مع الحديث عن القدر الواجب في زكاة الفطر عن كل فرد صاع واحد، يجب الحديث عن أن زكاة الفطر لها الكثير من الفوائد التي تعود على الفرد المسلم وعلى المجتمع الذي يعيش فيه، وتتمثل هذه الفوائد في النقاط التالية:

  • زكاة عن النفوس والأبدان، والتقرب لله عز وجل.
  • تطهير المسلم من اللغو والرفث أي الفحش من الكلام.
  • إطعام الفقراء والمساكين.
  • تعويد المسلم على الجود.
  • استجلاب البركة.
  • البعد عن الشح والبخل.
  • يمحو الله بها الذنوب.
  • إدخال الفرحة على جميع بيوت المسلمين في يوم العيد.
  • الحصول على الأجر والثواب.
  • شكر الله على نعمه وإتمام الصيام.
  • سعة في الأموال وبركتها.
  • الحد من الجرائم في المجتمع كالسرقة والقتل.

اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي أخرج زكاة الفطر نقدا

الجهات التي تصرف عليها الزكاة

في نهاية الحديث عن القدر الواجب في زكاة الفطر عن كل فرد صاع واحد، يجب الحديث عن أن هناك العديد من الجهات التي تصرف فيها زكاة الفطر والتي ذكرت في القرآن الكريم، وهي:

  • الفقير: وهو الذي يعد أشد حالا من المسكين.
  • المسكين: الذي يملك ما يقع موقعًا من كفايته ولا يكفيه، بأن احتاج إلى عشرة وعنده سبعة أو ثمانية.
  • عامل الزكاة: هو الذي يتولى القيام بالعمل على الزكاة، بحسب نوع العمل، مثل: الجابي أو الساعي في جمع مال الزكاة.
  • المؤلفة قلوبهم: من أسلم ونيته ضعيفة أوله شرف يتوقع بإعطائه إسلام غيره والمذهب.
  • فك الرقاب: في عتق العبد المملوك.
  • الغارمين: من عليه دين، وفي الحديث: لا تحل المسألة إلا للذي غرم مفظع أي ذي: حاجة لازمة من غرامة مثقلة.
  • في سبيل الله: الطريق وما وضح منه، وسبيل الله طريق الهدى الذي دعا إليه، والإنفاق في سبيل الله.
  • ابن السبيل: منشىء سفر أو مجتاز، وشرطه الحاجة وعدم المعصية.

تعد الزكاة هي تطهير وتنقية لأخلاق وأموال المسلم البالغ، فهي فرض واجب عليه في حالة إذا كان قادرًا عليها، كما أنها تكون وفق العديد من الشروط.

Scroll to Top