حكم الشك في عدد الركعات بعد الانتهاء من الصلاة يبحث عنها الكثير من المسلمين، حيث أوضح الفقهاء والعلماء حكم الشك في عدد الركعات، وللصلاة أركان أساسية يلزم على المصلى الالتزام بها، وهناك بعض المبطلات التي تبطل الصلاة ومكروهات أيضًا، وسوف نوضح تفاصيل أكثر عن هذا الموضوع من خلال موقع القمة.
حكم الشك في عدد الركعات بعد الانتهاء من الصلاة
ولقد ذكر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن سجود السهو تكون عبارة عن سجدتين متواليتين، وهي: بعد التشهد الأخير وقبل السلام من الصلاة.
حيث أوضح الأزهر في فتوى له، أنه إذا اختلط عليه عدد الركعات ولم يدرك كم صلى؟!، فإن ذلك يبني على الأقل ويتم صلاته ويسجد للسهو، بمعنى أنه لو شك هل صلّى ثلاثًا أم أربعًا يعتمد ذلك على أنه صلى ثلاثًا ومن ثم يأتي برابعة ويسجد للسهو، والصلاة تكون صحيحة.
لقد استشهد مركز الأزهر بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نسي وأكمل صلاته ومن ثم سجد سجدتي السهو، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إحْدَى صَلَاتَيْ الْعَشِيِّ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، فَقَامَ إلَى خَشَبَةٍ مَعْرُوضَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَاتَّكَأَ عَلَيْهَا كَأَنَّهُ غَضْبَانُ، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، وَوَضَعَ خَدَّهُ الْأَيْمَنَ عَلَى ظَهْرِ كَفِّهِ الْيُسْرَى، وَخَرَجْت السَّرَعَانُ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، فَقَالُوا: قُصِرَتْ الصَّلَاةُ؟ وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَهَابَا أَنْ يُكَلِّمَاهُ، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: ذُو الْيَدَيْنِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنِسيتَ أَمْ قُصِرَتْ الصَّلَاةُ؟ فَقَالَ: لَمْ أَنْسَ وَلَمْ تُقْصَرْ، فَقَالَ: أَكَمَا يَقُولُ ذو الْيَدَيْنِ؟ فَقَالُوا: نَعَمْ، فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى مَا تَرَكَ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ وَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَكَبَّرَ، ثُمَّ كَبَّرَ وَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَكَبَّرَ فَرُبَّمَا سَأَلُوهُ، ثُمَّ سَلَّمَ”.
حكم الشك في عدد ركعات الصلاة مع الإمام
قال الشيخ أحمد ممدوح، وهو أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إنه في حال شك المُصلي في عدد الركعات التي أداها، فعليه أن يبنـي علـى اليقين وهو الأقل.
حيث أضاف ممدوح في إجابته عن سؤال ورد إليه تقول صاحبته «ماذا أفعل عند الاختلاف مع الإمام في عدد الركعات هل أكمل الصلاة أم أعيدها؟»، حينها إذا شك المصلي أثناء صلاته فلم يدرك كم صلى ثلاثا أم أربـعا؟ فيجب عليه أن يبنـي علـى اليقين وهو الأقل أي الثلاثة مثلا ثم يأتي بالرابعة إن كانت الصلاة رباعية ثم يقوم بسجد سجدتين للسهو، هذا إذا لـم يكن عنـده ظـن غالـب فإن كـان عنده ظن غالب بني على غالب ظنه وإن كان الأكثر عددًا.
كما أوضح عبد السميع، قائلًا: أن الفقهاء يفرقون بين من اعتاد على السهو وبين من لم يعتاد عليه، فمن يسهو كثيرًا في صلاته ويشك وهو في الركعة الثانية أم الثالثة ففي هذه الحالة يفتيه فقهاء المالكية بأن يبني على الأكثر، بمعنى أنه حين يشك بأن هذه السجدة هي الأولى أم الثانية فعليه أن تكون الثانية ومن ثم يأتي بالركعة التي تكون بعدها ثم يقوم بالتشهد إن كانت الركعة الثانية أو الرابعة.
اقرأ أيضًا: حكم من دخن في نهار رمضان ناسيا
أركان الصلاة
للصلاة أركان أساسية لا تتم الصلاة إلا بها، ولا تصح بدونها، وسوف نوضح هذه الأركان في النقاط الآتية:
- النية، تعتبر ركن من أركان الصلاة عند الشافعية والعديد من المالكية.
- تكبير الإحرام، أي قول المصلي “الله أكبر”، قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: “إذَا قُمْتَ إلى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ”.
- القيام، حيث يجب على المصلي أداء الصلاة قائمًا، لقول الرسول -عليه الصلاة والسلام- لعمران بن حصين: “صَلِّ قَائِمًا”.
- القراءة، حيث تعتبر قراءة الفاتحة ركنٌ في الصلاة عند جمهور الفقهاء في كلّ ركعةٍ، واستدلّوا بقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: “لا صَلاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفاتِحَةِ الكِتابِ”.
- الركوع والطمأنينة فيه، ودليل ركنيّته قول الله -تعالى-: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا”.
- الجلوس بين السجدتين والطمأنينة فيه، ليله قول رسول الله: “ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا”.
- الجلوس الأخير والتشهّد، وذلك بقول المصلي في الركعة الأخيرة من صلاته: “التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، والصَّلَوَاتُ، والطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ”.
مكروهات الصلاة
للصلاة مكروهات، وسوف نوضحها في النقاط الآتية:
- رفع النظر إلى السماء.
- تكرار سورة الفاتحة في الركعة الأولى.
- افتراش الذراعين عند السجود.
- أن يلتفت أثناء صلاته لغير عذر، كعدم الخوف.
- الدخول في الصلاة حابساً بوله، كما يُكره ايضًا دخوله إلى الصلاة وهو يغالب عطشًا أو جوعاً، أو برداً، أو حرّاً مُفرطاً؛ لِما في ذلك من تفويتٍ للخشوع.
- ثني ثوبه.
- مسح لحيته أو جبهته.
- العبث في الصلاة مكروهٌ؛ كفرقعة الأصابع وتشبيكها، وكالتهوية بيديه والصلاة أمام ما يلهيه؛ كبابٍ مفتوحٍ، أو أن يصلّي أمام صورةٍ أو نارٍ.
- افتراش القدمين بعد الرفع من السجود.
- أن يخصّ المصلّي جبهته بما يسجد عليه.
اقرأ أيضًا: حكم سماع الأغاني بدون موسيقى
مبطلات الصلاة
هناك بعض الأفعال التي تبطل الصلاة، وسوف نتعرف على تلك المبطلات في النقاط الآتية:
- الكلام: تبطل الصلاة عند إصدار كلام من المصلى عمدًا، والدليل في ذلك هو قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: “إنَّ هذِه الصَّلَاةَ لا يَصْلُحُ فِيهَا شيءٌ مِن كَلَامِ النَّاسِ، إنَّما هو التَّسْبِيحُ والتَّكْبِيرُ وقِرَاءَةُ القُرْآنِ”.
- الشرب والأكل عمدًا: تبطل الصلاة عند الشرب والأكل عمدًا.
- الحدث: بدليل قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: “لا تُقْبَلُ صَلاةٌ بغيرِ طُهُورٍ”.
- الضحك والقهقهة: حيث اجمع العلماء على فساد الصلاة، وذلك بسبب القهقهة أو الضحك.
- المشي: المشي الكثير للمصلي يؤدى إلى إبطال الصلاة.
- العمل الكثير دون الضرورة: تبطل الصلاة عند الحركة الكثيرة للمصلى بدون عذر.
- التوجّه لغير القبلة: أجمع العلماء على أن الصلاة تبطل من التوجه إلى غير القبلة عمدًا.
- ترك ركنٍ من أركان الصلاة.
لا يجب على الساجد أن يرفع شيئًا من أعضائه السبعة، لأن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال: «أُمِرْنا أن نسجد على سبعة أعظم: على الجبهة -وأشار بيده إلى أنفه- والكفين، والركبتين، وأطراف القدمين».