ما هو حكم من يطوف حول القبر ويستغيث به؟ وما هي كيفية الزيارة الشرعية للقبور؟ حيث يهتم العددي من المؤمنين بزيارة القبور التي تعتبر سنة ووصية من نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن لزيارة القبور آداب لا يجب أن يتم التغافل عنها، لذلك نتعرف من خلال موقع القمة على التفاصيل.
حكم من يطوف حول القبر ويستغيث به
من الجدير بالذكر أن الجهل لا يعتبر عذرًا في الأمور الدينية وخاصةً في مثل هذه الأمور العظيمة التي تعتبر أحد أصول الدين وأول شيء دعا بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل حتى الصوم والصلاة والزكاة وغيرها من أمور، مما يعني أن أصول الدين لا يعذر فيها بالجهل لمن بين المسلمين ويستمع إلى القرآن الكريم وإلى الأحاديث النبوية الشريفة.
لذلك فإن الاستغاثة بأصحاب القبور والنذر لهم أو دعاؤهم وطلبهم الشفاء والمدد فكل هذا يعتبر من أعظم الشرك بالله عز وجل، حيث يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [سورة المؤمنون: 117]، حيث سماهم بذلك كفارًا.
كما قال سبحانه وتعالى {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ . إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [سورة فاطر: 14-13]، حيث إن الله عز وجل قد سمى دعاءهم إياهم شركًا به.
بالإضافة إلى قوله عز وجل في كتابه الحكيم {فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [سورة الجن: 18]، ويقول عز وجل كذلك {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ} [سورة يونس: 106]، مع العلم بأن الظالمون هم المشركون.
حيث إذا أطلق الظلم فهو شرك، بالإضافة إلى قوله عز وجل {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [سورة لقمان: 13]، وهكذا هو الطواف بالقبور، فإذا طاف ليتقرب بذلك من صاحب القبر فهو مثل إذا دعا واستغاث به ويكون هذا شركًا كبيرًا.
الطواف بالقبور بغرض التقرب إلى الله
في إطار التعرف على حكم من يطوف حول القبر ويستغيث به، فلا بد من الاطلاع على الحكم إذا طاف الشخص وهو يحسب أن الطواف بالقبور هو مقربة من الله عز وجل كما يطوف الناس بالكعبة من أجل التقرب إلى الله عز وجل وليس التقرب من الشخص الميت، فهذا يعتبر من البدع ومن وسائل الشرك كذلك التي تعتبر محرمة وخطيرة، ولكن يكون الغالب على من طاف بالقبور أنه يتقرب إلى أهلها من خلال الطواف ويرغب في الثواب منهم والشفاعة من خلالهم وهذا يعتبر شرك أكبر.
اقرأ أيضًا: حكم الشك في عدد السجدات للموسوس
كيفية الزيارة الشرعية للقبور
بعد التعرف على حكم من يطوف حول القبر ويستغيث به والذي علمنا من خلاله بأن هذا يعتبر شرك كبير، فلا بد من التعرف على كيفية الزيارة الشرعية للقبور حيث إن زيارة القبور هي سنة مؤكدة من خلال فعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم لما في ذلك من تذكير بالموت وتذكير بالآخرة كذلك.
كما أن السنة أن يقفوم المؤمن بزيارتها بخشوع ورغبة في الآخرة، والقصط هو الاعتبار والذكر ورحمة للأموات والدعاء لهم نظرًا لقوله صلى الله عليه وسلم “زوروا القبورَ فإنها تُذكِّرُكم الآخرةَ، وفي بعضِها: وتُزهدُ في الدنيا” (مجموع فتاوى ابن باز)، كما أخرجه مسلم في صحيحه “زوروا القبور، فإنها تذكركم الآخرة“.
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزورها بين كل حين في آخر الليل، كما كان يسلم عليهم ويدعو لهم حيث يقول صلى الله عليه وسلم “السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا -إن شاء الله- بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، يغفر الله لنا ولكم” وكان هذا من فعله عليه أفضل الصلاة والسلام، لذلك فالشخص المؤمن يسن له أن يزور المقابر لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن المقصود من الزيارة هو الدعاء للمتوفيين بالمغفرة والرحمة، وتذكير للأنفس بالموت وبالآخرة والتأهب من أجل ذلك.
آداب زيارة القبور
من خلال التعرف على حكم من يطوف حول القبر ويستغيث به، فلا بد من التعرف على آداب زيارة القبور في الإسلام، حيث إنه من أهم آدابها أنه لا يصلى عند القبور، ولا يتم الجلوس عندها من أجل الدعاء والقراءة، ولكن كا ما يجب هو أن يسلم بخشوع ورغبةً في الآخرة وخوف كذلك من عذاب الله عز وجل، بالإضافة إلى أنه قصد علاج قلبه لكي لا يموت.
فإن الشخص عندما يتذكر الموت والقبور أصبح هذا استعدادًا له للآخرة وتليين لقلبة وتذكير بالموت، فيكون هذا من أحد أهم أسباب الاستعداد والذكر من الركوب إلى الدنيا، ولكن لا يجوز الصلاة عندها ولا يجوز الطواف بها ولا يجب أن يتم سؤال أهلها شيئًا فالصلاة عندها بدعة ومن وسائل الشرك، كما أن القراءة عندها بدعة كذلك ومن وسائل الشرك أيضًا، إلى جانب أن الجلوي عندها كذلك بدعة، أما الطواف فهو شرك كبير إذا كان الشخص يطوف للتقرب من أصحاب القبور كما ذكرنا من قبل.
اقرأ أيضًا: حكم من ترك الصيام بعد نيته من الليل لأنه لم يستيقظ إلا الفجر ولم يتسحر
ماذا يقال عند زيارة القبور
وردت بعض الكلمات التي ثبتت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند زيارة القبور حيث إنه يقول بعض الكلمات مثل “السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون”، كما أن لجنة الفتاوى التابعة إلى مجمع البحوث الإسلامية قالت أن زيارة القبور تعتبر سنة ووصية كذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بالإضافة إلى توضيحها أنه من آداب السنة الثابتة عند زيارة القبور أن يقول الزائر لأهل القبور “السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون”، كما أضافت أن وضع الزرع على القبر له أصل من خلال فعله صلى الله عليه وسلم حيث قال ابن عباس رضي الله عنه “خَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن بَعْضِ حِيطَانِ المَدِينَةِ، فَسَمِعَ صَوْتَ إنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ في قُبُورِهِمَا، فَقالَ: يُعَذَّبَانِ، وما يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ، وإنَّه لَكَبِيرٌ، كانَ أحَدُهُما لا يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ، وكانَ الآخَرُ يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ ثُمَّ دَعَا بجَرِيدَةٍ فَكَسَرَهَا بكِسْرَتَيْنِ أوْ ثِنْتَيْنِ، فَجَعَلَ كِسْرَةً في قَبْرِ هذا، وكِسْرَةً في قَبْرِ هذا، فَقالَ: لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عنْهما ما لَمْ يَيْبَسَا” (صحيح البخاري).
تعتبر زيارة القبور أحد أهم السنن والوصايا من نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، كما يجب اتباع آداب النبي محمد عند زيارة القبور وعدم القيام بما هو لا يصح مثل الطواف عند القبور الذي يعتبر شرك كبير بالله.