دعاء صلاة التراويح اللهم اهدنا فيمن هديت يعد من أفضل وأجمل الأدعية التي كثيرًا ما يرددها المسلمين أثناء الركعة الأخيرة من صلاة التراويح، وترددت أسئلة كثيرة حول سبب شيوع وانتشار بل وسيادة هذا الدعاء، ومن بين هذه الأسئلة هل هو من الأدعية الموصي بها والمتوارثة من السنة النبوية أم لا، وسوف نجيب عن هذه الأسئلة بالكامل من خلال موقع القمة.
دعاء صلاة التراويح اللهم اهدنا فيمن هديت
يتساءل الكثير من المسلمين حول صحة دعاء صلاة التراويح اللهم اهدنا فيمن هديت، والإجابة بإيجاز هي أن هذا الدعاء صحيح ومن السنة النبوية الشريفة ولقد أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم أمته.
هذا الدُعاء يسمى أيضًا بدعاء القنوت ولا يشترط أن يردد في صلاة التراويح فقط، بل يكون في صلاة الوتر وفي القيام وغيرها، وتأتي صيغته على النحو التالي:
“عن الحسنِ بنِ عليٍّ بن أبي طالب رضيَ الله عنْهما، قال: علَّمني رسولُ صلَّى عليْهِ وسلَّمَ كلماتٍ أقولُهنَّ في الوترِ، – قالَ ابنُ جوَّاسٍ: في قنوتِ الوترِ اللَّهمَّ اهدِني فيمن هديت، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ، وبارِك لي فيما أعطيتَ، وقني شرَّ ما قضيتَ، إنَّكَ تقضي ولا يقضى عليْكَ، وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ، ولا يعزُّ من عاديتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليتَ“.
حدثه الألباني، المصدر: صحيح أبي داوود.
اقرأ أيضًا: دعاء الإفطار اللهم لك صمت وعلى رزقك افطرت
شرح دعاء اهدنا فيمن هديت
لحديثي العهد على الإسلام وللأشخاص الذين لم يفهموا دعاء صلاة التراويح اللهم اهدنا فيمن هديت، سنعرض فيما يلي شرحًا مفصلَا لكل كلمة في هذا الدعاء:
- ” اللهم اهدني ” تعني ثبتني على الهداية وزدني من أسبابها للوصول إلى أعلى مكانة في النهاية.
- ” فيمن هديت ” تعني ضمن من هديتهم من الأولياء والأنبياء.
- ” عافني فيمن عافيت ” تعني من أسوأ الأدواء والأخلاق والأهواء.
- ” تولني فيمن توليت ” تعني تولى أمري ولا تدعني لنفسي واجعلني ضمن من تفضلت عليهم.
- ” بارك فيما أعطيت ” تعني أكثر لي من الخير بما ينفعني وفيما وهبتني من المال والعلم والصحة والعمر.
- ” قني ” تعني احفظني، ” وشر ما قضيت ” تعني أي من شر ما قدرت لي من قضاء وقدر فسلم لكي العقل والدين.
- ” تقضي ” تعني تحكم بما تريد وما أردت.
- ” لا يقضى عليك ” تعني أنه لا معقب لحكم الله ولا يتوجب عليه شيء.
- ” إنه لا يذل ” تعني أنه لا يمكن لمن كرمته أن يذل لا بالعبرة ولا بالصورة.
- ” من واليت ” تعني الموالاة ضد الأعداء.
- ” لا يعز من عاديت ” تلك الجملة “ ليست عامة في النسخ، وإنما وجدت في بعضها، نعم روى البيهقي وكذا الطبراني من عدة طرق: ولا يعز من عاديت“.
- ” تباركت ” تعني تكاثر خيرك في الدارين.
- ” تعاليت ” أي جل شأنك.
- قال المباركفوري في تحفة الأحوذي أن شرح عبارة “ولا يعز من عاديت” يعني: “أي لا يعز في الآخرة أو مطلقا، وإن أعطي من نعيم الدنيا وملكها ما أعطي لكونه لم يمتثل أوامرك ولم يجتنب نواهيك“.
اقرأ أيضًا: دعاء صلاة التراويح من الحرم المكي طول شهر رمضان
صلاة التراويح
صلاة التراويح هي واحدة من شعائر الإسلام التي يقيمها المسلمون خلال شهر رمضان المبارك، ولقد أجمع علماء وفقهاء الدين الإسلامي على أنها سنة مؤكدة ووردت العديد من الأدلة والبراهين من السنة على ذلك.
تم تشريع صلاة التراويح في أواخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان الأمر في البداية جماعة، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصلها إلا ثلاث مرات فقط بالناس، وبحلول اليوم الرابع لم يخرج إليهم فسأله بعض أصحابه عن السبب في ذلك، ونتعرف على هذا الأمر بصورةٍ أكبر في الحديث الشريف التالي:
“عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ ذاتَ لَيْلَةٍ مِن جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى في المَسْجِدِ، فَصَلَّى رِجالٌ بصَلاتِهِ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فاجْتَمع أكْثَرُ منهمْ، فَصَلَّوْا معهُ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أهْلُ المَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ….
….فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَصَلَّوْا بصَلاتِهِ، فَلَمَّا كانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ المَسْجِدُ عن أهْلِهِ حتَّى خَرَجَ لِصَلاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى الفَجْرَ أقْبَلَ علَى النَّاسِ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنَّه لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكانُكُمْ، لَكِنِّي خَشِيتُ أنْ تُفْرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْها”.
حدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري.
بذلك يمكن التأكد من أن صلاة التراويح لم تشرع في شهر رمضان إلا خلال الأعوام الأخيرة من الهجرة، فصلاها النبي وأصحابه لأيام وبعدها جرت السنة على أن يصليها المسلمون منفردون وسار الأمر على نفس النهج حتى بعد وفاة النبي.
إن دعاء اللهم اهدنا فيمن هديت من الأدعية الجميلة التي لا يجب أن يفتر لساننا عن ترديده، فكل دعاء أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم فيه الخير والبركة والعافية من شر كل بلاء.