عدد ركعات صلاة التراويح في رمضان

ما هو عدد ركعات صلاة التراويح في رمضان؟ وهل يجوز صلاة التراويح في المنزل؟ أقبل علينا شهر رمضان المبارك وهلّ علينا بنفحات الخير والبركة، وتعد صلاة التراويح هي أجمل ما يميز شهر رمضان الكريم، وهناك الكثير من التساؤلات حول عدد الركعات في صلاة التراويح، ومن خلال موقع القمة سنتعرف إلى كل ما يخص صلاة التراويح.

عدد ركعات صلاة التراويح في رمضان

مع دخول شهر رمضان المبارك تكثر العبادات ويجتهد المسلمون في أداء العبادات، ومن أجمل العبادات التي يتميز بها شهر رمضان المبارك هي صلاة التراويح التي تصلى بعد صلاة العشاء، وهناك العديد من التساؤلات حول عدد ركعات صلاة التراويح في رمضان.[1]

للإجابة عن هذا السؤال تجدر الإشارة إلى أنه لم يذكر في السنة النبوية الشريفة عدد محدد من ركعات صلاة التراويح في رمضان، ولكن ثبت عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو إلى التوسع في صلاة الليل ولم يحدد ركعات محددة.

ولقد جاء في السنة النبوية أن صلاة التراويح أو قيام الليل يصلي مثنى مثنى ويسلم المسلم بعد كل ركعتين، والدليل على ذلك جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه:

سَأَلَ رَجُلٌ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو علَى المِنْبَرِ: ما تَرَى في صَلَاةِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى واحِدَةً، فأوْتَرَتْ له ما صَلَّى. وإنَّه كانَ يقولُ: اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ وِتْرًا؛ فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَ بهِ” [صحيح البخاري].

قول الرسول صلى الله عليه وسلم أن صلاة الليل مثنى مثنى تعني أن يسلم المسلم بعد كل ركعتين، ثم يختم صلاته بركعة واحدة وهي الوتر، وهو ما كان يقوم به الرسول صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضًا: لماذا سميت صلاة الشفع بهذا الاسم

عدد ركعات صلاة التراويح في رمضان في السنة النبوية

في إطار الحديث عن عدد ركعات صلاة التراويح في رمضان تجدر الإشارة إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي الليل في شهر رمضان كما يصلي في الأيام العادية، ولقد جاء الدليل على ذلك من السنة النبوية.[2]

عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه حينما سأل السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها كيف كانت صلاةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في رمضانَ؟ فقالت:

“ما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يزيدُ في رمضانَ ولا في غيرِه، على إحدَى عشرةَ ركعةً، يُصلِّي أربعًا، فلا تسألُ عن حُسنِهنَّ وطولِهنَّ، ثمَّ يُصلِّي أربعًا، فلا تسأَلْ عن حُسنِهنَّ وطولِهنَّ، ثمَّ يُصلِّي ثلاثًا [صحيح الترمذي].

في الحديث الشريف أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي التراويح ثمان ركعات من الغير الوتر، وقول السيدة عائشة يُصلِّي أربعًا لا ينافي قول الرسول صلى الله عليه وسلم أن صلاة الليل مَثْنَى مَثْنَى.

أما عن قول السيدة عائشة “ثمَّ يُصلِّي ثلاثًا” فهي تقصد أنه يصلي ركعتين شفع ثم يوتر بركعة واحدة، وبهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي ثمانية ركعات في صلاة التراويح ثم يتبعهم بثلاث ركعات للشفع والوتر.

اقرأ أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التراويح مع الشفع والوتر

فضل صلاة التراويح في رمضان

إن صلاة التراويح سنة مستحبة باتفاق الفقهاء والعلماء، وهي صورة من صور قيام الليل، وهناك العديد من الأدلة في السنة النبوية الشريفة التي تدل على فضل صلاة التراويح وفضل قيام الليل، فمن الجدير بالذكر أن قيام شهر رمضان هي أعظم العبادات التي يقوم بها العبد للتقرب إلى الله عز وجل في هذا الشهر المبارك.

الدليل على ذلك جاء في السنة النبوية الشريفة عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ[صحيح البخاري].

ولقد اتفق علماء المسلمين على استحباب صلاة التراويح، ولكنهم اختلفوا في أن الأفضل صلاتها منفردًا في بيته أم في جماعة في المسجد؟

أتفق كل من الشافعي وأصحابه وأبو حنيفة وبعض المالكية أن الأفضل صلاة التراويح في جماعة كما كان يفعل عمر بن الخطاب والصحابة رضي الله عنهم جميعًا، وهو ما استمر المسلمون في فعله منذ العام الأول من الهجرة.

واستدلوا على ذلك بما جاء في السنة النبوية عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“… من قامَ معَ الإمامِ حتَّى ينصرِفَ كتبَ اللَّهُ لَهُ قيامَ ليلةٍ …” [صحيح النسائي].

هل يجوز أن تصلى صلاة التراويح من البيت

إن صلاة التراويح هي أجمل العبادات التي تميز شهر رمضان عن دونه من الشهور وهي لا تقتصر على الرجال بل هي على المسلمين كافة، ومن الجدير بالذكر أن الإسلام دين يسر وسماحة وليس عسر ولقد أتاح الله سبحانه وتعالى الصلاة للمرأة في بيتها وجعلها مستحبة عن الذهاب إلى المسجد وهي عكس الرجل في ذلك.

هناك دليل على ذلك من السنة النبوية الشريفة جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

صلاةُ المرأةِ في بيتِها أفضلُ من صلاتِها في حجرتِها وصلاتُها في مَخدعِها أفضلُ من صلاتِها في بيتِها[صحيح أبي داود].

المعنى من الحديث الشريف أن صلاة المرأة كلما كانت أخفى زاد فضلها وثوابها لأن هذا آمن لها من الفتنة.

جاء عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: أن الأفضل للمرأة أن تصلي في بيتها، حتى وإن كان هناك مسجد تقام فيه صلاة التراويح، وإذا صلت في بيتها فلا بأس أن تصلي جماعة في أهل البيت من النساء، وفي هذه الحال إذا كانت المرأة لا تحفظ من القرآن إلا قليلًا فلها أن تقرأ من المصحف.

اقرأ أيضًا: الفرق بين التراويح وقيام الليل

عدد ركعات صلاة التراويح في رمضان للمرأة

إن عدد ركعات صلاة التراويح لا تختلف في شيء، فيجب علينا أن نتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أنه يمكن أن نزيد عن الركعات التي ذكرت في السنة النبوية.

ولكي تصلي المرأة التراويح فإن كل ما عليها هو أن تصلي في بيتها ما تيسر لها، وأن تراعي أمور السنة النبوية بقدر المستطاع، فإذا كانت المرأة حافظة لكتاب الله سبحانه وتعالى، ومن مقدرتها أن تصلي إحدى عشر ركعة كما كان يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أن تزيد عنهم بما تيسر الله لها.

يجب على المرأة في تلك الحالة أن تصليها مثنى مثنى وأن توتر في آخر الصلاة اقتداءً بسنة رسولنا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.

أما إذا لم يكن بمقدورها أن تطيل في الصلاة فبإمكانها أن تصلي عدد الركعات التي تقدر عليه ولكن بشرط أن تصليهم مثنى مثنى، ومن ثم توتر بركعة واحدة في آخر صلاتها.

إن صلاة التراويح من السنن المحببة التي نقوم بها اقتداءً بسنة نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، وفضل وثواب صلاة التراويح عظيم فهي تغسل الذنوب ويغفر الله ويرحمه، لذلك يجدر بنا المداومة على صلاتها في هذا الشهر المبارك حتى لا نحرم من الأجر والثواب.

Scroll to Top