كيف أعرف إني أدركت ليلة القدر؟ وما هي كيفية إحياء شعائر تلك الليلة؟ إن ليلة القدر من الليالي المباركة التي لها أجر وثواب عظيم، ولذلك تكثر الأسئلة حول دلالات ليلة القدر، ولذلك من خلال موقع القمة يمكنك التعرف على كيفية الاستدلال على ليلة القدر ومعرفة أفضل الشعائر التي يجب أن يحييها المسلمون في تلك الليلة المباركة.
كيف أعرف إني أدركت ليلة القدر
إن ليلة القدر ليلة مباركة ويرغب المسلمون في أن يشهدوا تلك اللية ويلتمسوا فضلها وثوابها العظيم، ولذلك تكثر الإجابات عن سؤال كيف أعرف إني أدركت ليلة القدر، ومن أهم العلامات التي تدل على ليلة القدر ما يلي:[1]
تتسم ليلة القدر بكونها ليلة سمحة وطيبة، يملأها البركة والخير والسلام.
الجو في ليلة القدر يتسم بالاعتدال فلا يكون فيه حر شديد أو برد قارس.
تكون الرياح معتدلة فلا يكون هناك سحاب أو مطر.
قرص الشمس في فجر ليلة القدر يكون مائل إلى الحمرة أكثر من الصفار.
تكون الشمس في صبح ليلة القدر ضعيفة الضوء مما يكون من السهل النظر إليها دون أن تكسر البصر.
تطلع الشمس في صبح ليلة القدر صافية وليس لها شعاع.
يتميز ضوء الشمس في ليلة القدر بالصفاء فلا يرى للشمس أي أشعة ممتدة.
ضوء الشمس ينتشر في السماء بلا شعاع كما يضيء القمر بلا شعاع.
اقرأ أيضًا: معلومات عن ليلة القدر
الدلائل على ليلة القدر من السنة النبوية
هناك العديد من الدلائل والعلامات التي قد تشير إلى إجابة سؤال كيف أعرف إني أدركت ليلة القدر، فلقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسمسلمين المغفرة والثواب العظيم والرحمة من الله عز وجل لشريفة رف على اللم أن نتحرى ليلة القدر، ولقد ذكر لنا الكثير من الدلائل والعلامات التي تشير إلى تلك الليلة في السنة النبوية الشريفة.[2]
من الجدير بالذكر أن عدم إدراك تلك العلامات لا يدل على عدم وقوع الليلة فتلك العلامات من عند الله يخفيها على من يشاء، ومن الأدلة التي جاءت في السنة الشريفة ما يلي:
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ” [صحيح الجامع].
عن أبي بن كعب رضي الله عنه:
“ … أخبَرَنا رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّها تطلُعُ يومَئذٍ لا شُعاعَ لها“ [صحيح مسلم].
عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن دلالة ليلة القدر:
“ … وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ في صَبِيحَةِ يَومِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا ” [صحيح مسلم].
إحياء شعائر ليلة القدر
إن ليلة القدر ليلة عظيمة يلتمس فيها المسلمون المغفرة والثواب العظيم والرحمة من الله عز وجل، ولقد أوصانا رسول الله عز وجل أن نقيم شعائر ليلة القدر كما أوصانا أن نتحرى علاماتها، وهناك الكثير من الأعمال التي يجب أن نقوم بها اقتداءً برسولنا الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام.
من الجدير بالذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العبادة في العشر الأواخر من شهر رمضان أكثر من أوله فقد جاء عن عائشة رضي الله عنها:
“كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ” [صحيح مسلم].
كما جاء عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها:
“كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا دَخَلَ العَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ” [صحيح مسلم]
ومن الحديث الشريف دلالة على اجتهاد الرسول والتفرغ التام للعبادة في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك لنيل ثواب ليلة القدر.
فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من الصلاة وتلاوة القرآن وذكر الله وغيرها من العبادات والأعمال الصالحة في تلك الأيام التماسًا في ثواب وأجر ليلة المباركة، ومن العبادات التي يجب أن يشرع فيها المسلم لإحياء شعائر ليلة القدر ما يلي:
1- عقد النية
قبل أن يشرع المسلم في القيام بأي عمل لا بد من أن يعقد النية في أن يقوم بهذا العمل فقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى …” [مجموع الفتاوى].
لذلك يجب أن تكون أول خطوة في إحياء شعائر ليلة القدر هي عقد النية على ذلك حتى إذا حدث أي عذر قاهر، يجازيك الله على نيتك ولا يحرمك من الثواب والأجر العظيم.
اقرأ أيضًا: كلام عن ليلة القدر
2- الصلاة جماعة
إن الصلاة فرض على كل المسلمين في كل وقت ولكن لا بد من الحفاظ على الصلوات الخمس على أن تكون الصلاة في المنزل أو في المسجد، ولكن يستحب أن يصلي الرجل العشاء والفجر في المسجد لما في ذلك من أجر وثواب عظيم، ولقد جاء الدليل على ذلك من السنة النبوية الشريفة:
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه:
“سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ“ [صحيح مسلم].
3- قيام ليلة القدر
إن قيام ليلة القدر من الأعمال العظيمة والتي يجب أن يقوم بها المسلمون لابتغاء مرضاة الله ومغفرته ورحمته ولقد جاء الدليل على ذلك في السنة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سول الله صلى الله عليه:
“مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ“ [صحيح البخاري].
4- تلاوة القرآن
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من تلاوة القرآن الكريم في شهر رمضان الكريم، وكان يجتهد في تلك العبادات في العشر الأواخر ولقد جاء في السنة النبوية أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يراجع القرآن كل ليلة مع جبريل عليه السلام.
كما أن لتلاوة القرآن في تلك الليلة أجر وثواب عظيم لأن القرآن الكريم قد أنزل في تلك اللية المباركة والدليل على ذلك حين قال الله تعالى:
{إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [سورة القدر: 1].
5- كثرة الدعاء
إن الدعاء وذكر الله من أجمل العبادات التي يمكن أن يقوم المسلم بها في أي وقت وفي أي مكان، ومن أجمل الأدعية المستحبة، والتي أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نكثر منها ما يلي:
هو ما جاء عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها:
“قلتُ يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن عَلِمْتُ أيُّ لَيلةٍ لَيلةُ القَدرِ ما أقولُ فيها قالَ قولي اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ كَريمُ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي” [صحيح الترمذي].
6- العمل الصالح
قال الله تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [سورة القدر: 3]،
وتدل تلك الآية الكريمة على أجر وثواب العمل الصالح في ليلة القدر، فهو عند الله أفضل من العمل الصالح في ألف شهر.
اقرأ أيضًا: دعاء اللهم بلغنا ليلة القدر مكتوب
7- الاعتكاف
إن الاعتكاف من الأعمال الصالحة المستحبة في شهر رمضان الكريم خاصة في الليالي العشرة الأخيرة من رمضان، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في تلك الليالي، والدليل على ذلك جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“… من كان اعتكَفَ معي، فلْيعتكِفِ العَشرَ الأواخِرَ … “ [صحيح البخاري].
إن ليلة القدر ليلة مباركة وحكمة الله عز وجل في أن يخفي موعدها هو أن يجعل العباد يجتهدون في أداء الأعمال الصالحة رغبة في ابتغاء مرضاة الله والحصول على الرحمة والمغفرة والأجر والثواب العظيم في تلك الليلة المباركة.