متى يستجاب الدعاء بسرعة؟ وما آداب الدعاء الصحيحة؟ فإن الدعاء من أفضل وأحب العبادات التي تقرب الإنسان من ربه وتجعل روحه مطمئنة وهادئة، وذلك لأنه يستشعر ضعفه وقلة حيلته في الوقت ذاته يستوعب عظمة الخالق سبحانه وتعالى وقدرته على كشف الغمة وإزاحة الهموم، ومن خلال موقع القمة نعرض أوقات استجابة الدعاء.
متى يستجاب الدعاء بسرعة
إن الله سبحانه وتعالى حين خلق الإنسان أوجد له بعض الأمور التي تعينه على بلاء الدنيا ومشقات الحياة، ومن هذه الأمور عبادة الدعاء، حيث يقوم العبد بالوقوف بي يدي الله في ذُل وانكسار يتوسل، ويتضرع ربه لينوله مراده أو يعاونه على حل مشكلته، فما يكون من الله سبحانه وتعالى إلا العطف، والرحمة، واستجابة الدعاء طالما في الخير، ومن خلال النقاط التالية نوضح متى يستجاب الدعاء بسرعة؟[1]
خصص الله بعض الأوقات التي تتميز بنفحات ربانية وبركة من عند الله فيستجاب بها الدعاء بشكل سريع، مع العلم أن الله سميع قريب مجيب في كل وقت وأي مكان، وتتمثل هذه الأوقات فيما يلي:
- الدعاء بين الأذان والإقامة.
- عند السجود في الصلاة.
- عند صلاة الجمعة.
- الدعاء في جوف الليل.
- بعد الصلوات المكتوبة
- الدعاء في السفر
- عند ليلة القدر.
- الدعاء بظهر الغيب.
- دعاء يوم عرفة.
- الدعاء بين التشهد وقبل السلام
- آخر نهار الجمعة بعد صلاة العصر.
دلائل على مواطن استجابة الدعاء
خص الله بعض الأوقات بفضل عظيم لأنه كريم ويجازي عن العمل القليل الأجر العظيم، لذا فإن الرد على متى يستجاب الدعاء بسرعة؟ هو الإلحاح بالدعاء في الأوقات التي خصصها الله لدعاء، والتي جاء من الدرر السنية ما يؤكد على أن الدعاء بها مستجاب كما يتضح تاليًا:
- “الدعاءُ لا يُردُّ بين الأذانِ والإقامةِ” [المصدر سنن الترمذي – الراوي: أنس بن مالك].[2]
- “يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له” [المصدر صحيح البخاري – الراوي: أبوهريرة].
- “أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ” [المصدر صحيح مسلم – الراوي: أبو هريرة].
- ” أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا” [المصدر صحيح البخاري – الراوي: أبو هريرة].
- “مَن تَعارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وسُبْحَانَ اللَّهِ، ولَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أوْ دَعَا؛ اسْتُجِيبَ له، فإنْ تَوَضَّأَ وصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ” [صحيح البخاري – الراوي: عبادة بن صامت].
اقرأ أيضًا: دعاء اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين مزخرف تويتر بالتشكيل والصور
فضل الدعاء
في إطار الرد على سؤال متى يستجاب الدعاء بسرعة؟ فإنه من الضروري أن نوضح فضل هذه العبادة، والتي أكد الله سبحانه وتعالى على أهميتها من خلال العديد من الآيات القرآنية، كما ذكر النبي في بعض الأحاديث عظم أجرها ويتضح ذلك مما يلي:
- إن الله سبحانه وتعالى أكد في كتابه العزيز أنه لا يحتاج وساطة بينه وبين عباده، وأن العبد الذي يريد أن يديم الصلة بينه وبين ربه يقوم بدعائه في الليل والنهار في الرخاء والشدة، فكما قال سبحانه وتعالى في القرآن الكريم:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [سورة البقرة: 186].
- إن الدعاء من أسباب النصر والعزة إذ إنه في كل موقف من القصص القرآنية كانت كفة الحق مستضعفة، وتغير حالها بفضل الدعاء مثلما حدث في قصة داود وجالوت، وغيرها من قصص الأنبياء مثل نبي الله نوح حين دعا على المفسدين، فنصره الله وإرسل للظالمين طوفان دمرهم تدميرًا.
- يؤكد الله على أنه سينصر المظلوم الذي يلجأ إليه ويجيب المضطر إذا دعاه، وفي القرآن الكريم كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ} [سورة النمل:62].
- إن الدعاء يفتح أبواب الرحمة في وجه العبد الصالح الذي يتقي الله، فقد ورد في حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ما يلي:
“من فُتح له منكم بابُ الدُّعاءِ فُتِحتْ له أبوابُ الرَّحمةِ وما سُئل اللهُ شيئًا –يعني أحبَّ إليه من أن يُسألَ العافيةَ وقال قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنَّ الدُّعاءَ ينفعُ ممَّا نزل وممَّا لم ينزِلْ فعليكم عبادَ اللهِ بالدُّعاءِ” [المصدر الترغيب والترهيب – الراوي عبد الله بن عمر].
- في حديث آخر يؤكد الرسول صلى الله عليه وسلم أن أجر الدعاء لا يذهب سدى أبدًا، إذ إن الله يحقق به مسألة الشخص في الدنيا أو يحط بها سيئات أو يفادي بها القدر كما يلي:
” ما مِن مسلمٍ يدعو اللهَ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رحِمٍ إلا أعطاه اللهُ بها إحدَى ثلاثٍ: إما أن تُعجَّلَ له دعوتُه في الدنيا، وإما أن يدَّخِرَها له في الآخرةِ، وإما أن يصرفَ عنه من السوءِ مثلُها قالوا: يا رسولَ اللهِ إذا نكثرُ؟ قال: اللهُ أكثرُ” [مجموع فتاوى ابن باز].
آداب الدعاء
بعد أن ذكرنا متى يستجاب الدعاء بسرعة فمن الضروري أن نوضح آداب الدعاء، والتي تساعد على استجابة الدعوة بشكل أفضل، وهي كما يتضح من النقاط التالية:
- يلزم أن يقوم المسلم باستقبال القبلة ويفضل أن يكون على وضوء.
- أن يبدأ الدعاء بالثناء على الله وحمده سبحانه وتعالى ثم الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم.
- اختيار الأيام والأوقات المعروف عنها استجابة الدعاء.
- خفض الصوت والتذلل لله عز وجل.
- البعد عن التكلف في الدعاء واستخدام عبارات السجع والمبالغة.
اقرأ أيضًا: أفضل دعاء لأمي المتوفية في رمضان مستجاب إن شاء الله
شروط الدعاء
في إطار الحديث عن متى يستجاب الدعاء بسرعة فمن اللازم توضيح أن للدعاء مجموعة من الشروط التي يلزم الانتباه لها، وهي كما يلي:
- التوبة لله بنية خالصة وتطهير القلب من كل السوء.
- استحضار القلب لأن الله لا يقبل الدعاء من قلوب لاهية.
- الشعور بالافتقار لله سبحانه وتعالى.
- العزم بحيث لا يقول المرء يا الله ارزقني كذا إن شئت.
- عدم استعجال الإجابة وذلك لأن الله يعلم الخير لنا أكثر منا وأجر الدعاء لن يضيع.
- يجب أن يكون دعاء المرء كله بالخير فلا يدعو على أحد ولا يدعو بقطيعة رحم.
- يلزم أن يكون ما يدخل في جوف المرء حلال تمامًا لا شبهة فيه.
يسأل الناس عن أفضل أوقات لاستجابة الدعاء من أجل ترديدها للحصول على محبة الله عز وجل والشعور بقربه، فلا شيء يفوق لذة الوقوف بين يدي الله والدعاء له في توكل ويقين.