لماذا سميت ليلة القدر؟ وما هو فضل ليلة القدر؟ إن ليلة القدر من أعظم الليالي في شهر رمضان فهي ذات فضل عظيم، ولقد عظم من شأنها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن هل تساءلت يومًا عن سبب تسميتها بهذا الاسم؟ وكثرة هذه التساؤلات سنقوم من خلال موقع القمة على عرض أسباب تسميتها بليلة القدر.
لماذا سميت ليلة القدر
إن ليلة القدر خيرًا من ألف شهر ولها العديد من الفضائل التي يتوجب على كافة المسلمين العلم بها وإقامة شعائرها لكي يحظوا بفضلها وثوابها العظيم، ولعلك تساءلت لماذا سميت ليلة القدر؟ وتكمن الإجابة على هذا السؤال ما يلي:
أن سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم يعود إلى أن هذه الليلة ذات قدر وشرف عظيم عند الله سبحانه وتعالى، حيث اختصها بالمنزلة العالية من بين ليالي شهر رمضان، وشهور السنة بأكملها.
لماذا سميت ليلة القدر كتاب الموسوعة الفقهية
أجاب كتاب الموسوعة الفقهية والدرر السنية عن سؤال لماذا سميت ليلة القدر بهذا الاسم؟ حيث قامت بتعريف ليلة القدر، وإثبات وجودها، وسوف نتناول كل منهم على حدة:
1- تعريف ليلة القدر
إن ليلة القدر مركبة من كلمتين هما ليلة وكلمة القدر، وتعني كلمة ليلة في اللغة الفترة الزمنية الممتدة ما بين غروب الشمس إلى طلوع الفجر، ويقابلها النهار، ويتساوى المعنى اللغوي هنا مع المعنى اللغوي ولا يخرج عنها.
أما بالنسبة لكلمة القدر، فهي تعني في اللغة الشرف والوقار وعلو المنزلة، وقد جاء في معانيها الأخرى الحكم والقضاء والتضييق، وهنا اختلف العملاء في المراد بكلمة ليلة القدر على عدة أقوال نذكرها فيما يلي:
- منهم من قال يقصد بها التشريف والتعظيم، واستدلوا على ذلك من قول الله سبحانه وتعالى: {وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [سورة الأنعام: 91]، حيث رأي علماء هذا الرأي أن ليلة القدر هي ليلة ذات قدر وشرف، نظرًا لنزول القرآن فيها، ومن يحي شعائرها يصبح ذا قدر وشرف.
- البعض الآخر من العلماء رأوا أن القدر تعنى التضييق، واستدلوا على ذلك من قول الله سبحانه وتعالى: {وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} [سورة الطلاق: 7]، ومعنى التضييق هنا يعني إخفاؤها عن العلم، وأن الأرض تضيق فيها عن الملائكة.
- في حين رأى آخرين أن القدْر بمعنى كلمة القدَر بفتح الدال تعنى الحكم والقضاء والفصل في الأمور، واستدلوا على ذلك الرأي وقالوا إن ليلة القدر سميت بذلك لأن الملائكة تكتب في تلك الليلة والأرزاق والآجال وغيرها من الأمور التي سوف تحدث في تلك السنة بأمر من الله سبحانه وتعالى.
ولقد جاء الدليل على الرأي الأخير وهو المرجح أكثر من قول الله سبحانه وتعالى:
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} [سورة الدخان: 3 – 5].
اقرأ أيضًا: ليلة القدر فضلها وخصائصها
إثبات وجود ليلة القدر
في ضوء معرفة إجابة لماذا سميت ليلة القدر؟ نجد أن هناك بعض الأسئلة مثل: هل ليلة القدر موجودة أم رفعت؟ وهو ما يجدر بنا إثبات وجود ليلة القدر من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، حيث جاء الرد في كتاب الموسوعة الفقهية والدرر السنية على هذا السؤال.
أجابت الموسوعة الفقهية أن ليلة القدر موجودة ولم ترفع، وهي باقية إلى يوم القيامة ولا يوجد صحة للأقوال التي تدل على أن ليلة القدر قد ترفع في أي سنة فهذا غير صحيح وليس له أي دليل من كتاب الله أو من السنة النبوية.
وتم الاستدلال على ذلك من السنة النبوية حيث جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” [صحيح البخاري].
كما جاء عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
“ تَحرُّوا ليلةَ القَدْر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ ” [صحيح البخاري].
اقرأ أيضًا: دعاء ليلة القدر مستجاب.. ردده الآن واغتنم ثواب الأيام المباركة
فضل ليلة القدر
تعد ليلة القدر من الليالي التي رفع الله من شأنها فهي ذات شأن رفيع وقدر عظيم، كذلك عظم رسول الله صلى الله عليه وسلم من شأنها، وذكر فضلها في كتاب الله سبحانه وتعالى، ويتمثل فضل ليلة القدر فيما يلي:
- نزل القرآن الكريم في ليلة القدر، فقد قال الله تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [سورة القدر: 1].
- ليلة القدر هي ليلة مباركة، حيث قال الله تعالى عنها: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [سورة الدخان: 3].
- العبادة في ليلة القدر أفضل من ألف شهر عند الله، حيث قال الله سبحانه وتعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر} [سورة القدر: 3].
- يقوم الله سبحانه وتعالي في ليلة القدر بتقدير كل ما هو كائن في السنة فيكتب فيها كل الأحياء والأموات، والناجون والهالكون، والسعداء والأشقياء، والعزيز والذليل، وكل ما أراده الله سبحانه وتعالي أن يحدث في السنة المقبلة حيث قال الله سبحانه وتعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} [سورة الدخان: 4 – 5].
- ينزل جبريل في ليلة القدر والملائكة على الأرض بالخير والبركة والمغفرة والرحمة على المسلمين: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} [سورة القدر: 4].
- ليلة القدر هي ليلة سلام فهي تخلو من الشر والأذى، كما يكثر فيها الطاعات وأعمال الخير والبر، وتكثر فيها السلامة من العذاب، حيث قال الله سبحانه وتعالي عن تلك الليلة: {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [سورة القدر: 5].
إن ليلة القدر خيرًا من ألف أشهر فهي من أفضل الأيام ليس في شهر رمضان فقط بل أيضًا في أيام السنة بأكملها، ولذلك يجب على المسلمين أن يقومون شعائر هذا اليوم حتى لا يحرموا من ثواب هذا اليوم العظيم.