متى تبدأ ليلة القدر؟ ومتى تنتهي؟ أقترب شهر رمضان وهو شهر خير وبركة ومغفرة فهو الذي أنزل فيه القرآن وفيه ليلة القدر التي هي أفضل من ألف شهر من التعبد والصلاة ولذلك تكثر التساؤلات حول موعد ليلة القدر، ومن خلال موقع القمة سوف نوضح لكم كل ما يتعلق بليلة القدر ونتعرف على موعد بدايتها ونهايتها.
متى تبدأ ليلة القدر
لا شك في أن ليلة القدر هي من أكثر الليالي المميزة والتي تعد إحدى ليالي شهر رمضان الكريم، ولكثرة فضائل تلك الليلة نجد الكثير من التساؤلات عن متى تبدأ ليلة القدر؟ ولنذكر أنه لم يتم تحديد موعد ليلة القدر بشكل محدد في أي من القرآن أو السنة.
لكن وفقًا لما جاء في السنة عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن ليلة القدر تكون في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، وأنها تكون إحدى الليالي الوترية، بمعنى أنها قد ليلة الحادي والعشرين أو الثالث والعشرين أو الخامس والعشرين أو السابع والعشرين أو التاسع والعشرين.
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
” تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ” [صحيح البخاري].
وهذه هي الأيام التي أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بأن يرتقبوا فيها ليلة القدر، وللتعرف أكثر على متى تبدأ ليلة القدر، يجدر بنا القول إن ليلة القدر تبدأ من غروب الشمس حتى مطلع الفجر في الليالي الفردية من الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان.
اقرأ أيضًا: متى ليلة القدر تاريخ ليلة القدر في رمضان
علامات بداية ليلة القدر
في ضوء معرفة متى تبدأ ليلة القدر يجدر بنا القول إن هناك بعض الإشارات والدلائل والعلامات التي ذُكرت في الأحاديث النبوية الشريفة والتي تدل على بداية ليلة القدر، حيث أمرنا رسولنا الحبيب أن نتحرى ليلتها وأن نقيم ليلتها إيمانًا واحتسابًا.
ولقد حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليالي الوترية من العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، كما ذكر الرسول صلي الله عليه وسلم لليلة القدر علامات تدل عليها، ومن أبرز هذه العلامات ما يلي:
1- العلامة الأولى لليلة القدر
تعد العلامة الأولى التي تدل على ليلة القدر بمثابة المنشط على إحياء تلك الليلة الفاضلة ومن أهم العلامات التي تدل عليها ما يلي:
- أنها ليلة سمحة وطيبة، معتدلة الجو ليس فيها حر أو برد يؤذي، وتكون الشمس فيها ضعيفة الضوء وسهل النظر إليها دون أن تؤذي البصر، وأن يكون لون قرص الشمس يميل إلى الحمرة أكثر من الصفار.
- عن عبد الله بن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ” [صحيح الجامع].
2- العلامة الثانية لليلة القدر
- أن الشمس سوف تطلع في صبيحتها صافية، وليس لها شعاع.
- عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: “ أخبَرَنا رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّها تطلُعُ يومَئذٍ لا شُعاعَ لها“ [صحيح مسلم].
- عن أبي بن كعب قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن دلالة ليلة القدر: “ وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ في صَبِيحَةِ يَومِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا” [صحيح مسلم].
فضل ليلة القدر
إن ليلة القدر لها شأن كبير وقدر عظيم، ولقد عظم من شأنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر فضلها في الكثير من آيات كتاب الله تعالى، ويتمثل فضل ليلة القدر فيما يلي:
- نزل القرآن الكريم في ليلة القدر، فقد قال الله تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [سورة القدر: 1].
- ليلة القدر هي ليلة مباركة، حيث قال الله تعالى عنها: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [سورة الدخان: 3].
- العبادة في ليلة القدر أفضل من ألف شهر عند الله، حيث قال الله سبحانه وتعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر} [سورة القدر: 3].
- يقوم الله سبحانه وتعالي بتقدير كل ما هو كائن في السنة فيكتب فيها كل الأحياء والأموات، والناجون والهالكون، والسعداء والأشقياء، والعزيز والذليل، وكل ما أراده الله سبحانه وتعالي في السنة المقبلة حيث قال الله سبحانه وتعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} [سورة الدخان: 4 – 5].
- ينزل جبريل في ليلة القدر والملائكة على الأرض بالخير والبركة والمغفرة والرحمة على المسلمين: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} [سورة القدر: 4].
- ليلة القدر هي ليلة سلام حيث تخلو من الشر والأذى، وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر، وتكثر فيها السلامة من العذاب، حيث قال الله سبحانه وتعالي عن تلك الليلة: {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [سورة القدر: 5].
اقرأ أيضًا: ماذا كان يفطر الرسول صلى الله عليه وسلم
ما هي خير الأعمال في ليلة القدر
إن ليلة القدر أعظم الليالي التي يسأل كافة المسلمون الله أن يبلغهم ليلة القدر لما لها من فضل عظيم، ولقد وصانا الرسول صلى الله عليه وسلم ببعض الأعمال التي يجدر بنا أن نتبع سنته ونقوم بها حتى ننال الفضل والثواب العظيم في تلك الليلة المباركة، ومن أفضل تلك الأعمال ما يلي:
1- القيام
إن قيام الليل في ليلة القدر هي من أحب الأعمال التي يجب أن يشرع المسلم بالقيام بها فيكثر من أداء الصلاة في تلك الليلة المباركة، ولقد جاء الدليل على ذلك من السنة النبوية، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ومن قامَ ليلةَ القَدرِ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقَدَّمَ مِن ذَنبِه” [صحيح الترمذي].
2- الاعتكاف
يعد الاعتكاف في ليلة القدر من السنن النبوية التي كان يقوم بها الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كان يعتكف في العشر الأواخر من شهر رمضان، التماسًا في ليلة القدر.
ولقد جاء الدليل من السنة على ذلك في قول أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“من كان اعتكَفَ معي، فلْيعتكِفِ العَشرَ الأواخِرَ، وقد أُريتُ هذه الليلةَ ثم أُنسِيتُها، وقد رأيتُني أسجُدُ في ماءٍ وطِينٍ مِن صَبيحَتِها فالتَمِسوها في العَشرِ الأواخِرِ، والتَمِسوها في كُلِّ وِترٍ“ [صحيح البخاري].
3- الدعاء
من المستحب في ليلة القدر أن يشرع المسلم في الدعاء والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وجاء الدليل على ذلك من السنة النبوية عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت:
“قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ إنْ عَلِمْتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القَدرِ، ما أقولُ فيها؟ قال: قُولي: اللَّهُمَّ، إنِكَّ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فاعْفُ عَنِّي” [أعلام الموقعين].
اقرأ أيضًا: هل الاحتلام يفسد الصيام
4- العمل الصالح
يجب أن يكثر المسلمون في ليلة القدر من الأعمال الصالحة من زكاة والقيام وتلاوة للقرآن وغيرها من الأعمال الصالحة التي تقربنا من الله سبحانه وتعالى، وذلك لقول الله سبحانه وتعالى:
{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [سورة القدر: 3].
إن ليلة القدر خير من ألف شهر ولذلك فبالرغم من أنه لم يتم تحديد يوم محدد للية القدر إلا أن الحكمة في ذلك أن يقوم المسلمين بفعل الكثير من الأعمال الصالحة في العشر الأواخر من رمضان وذلك لالتماس ليلة القدر، نسأل الله أن يبلغنا وإياكم ليلة القدر.