عائلة الانصاري من اي قبيلة يعد ذلك من أكثر الأسئلة المطروحة على ألسنة العديد من الأشخاص الذين يغلب عليهم حب اقتفاء آثار العائلات، ومعرفة أصولها ورأسها الأول، ولأن شبه الجزيرة العربية ضمت في قلبها كنوزًا من تلك العائلات التي من بينها عائلة الأنصاري، سيقوم موقع القمة بالكشف عن تفاصيلها تلك للمهتمين.
عائلة الانصاري من اي قبيلة
تتميز شبه الجزيرة العربية بأنها من أكثر الأراضي التي دُبتّ عليها أقدام العديد من العائلات والقبائل من قديم الزمن الذي يصل إلى آلاف السنين، والتي لا زال شغف الكثير بها مشغول حتى يومنا هذا، بل تم تخصيص علمًا خاصً بهم لمعرفة أصلهم الحقيقي.
نخص بالذكر من سلاسل تلك العائلات عائلة الأنصاري التي ثار حولها الكثير من الجدل، ورغب الناس في معرفة إلى القبائل تنحدر أصولها، وبحسب ما ورد عن المؤرخين والعلماء أن الأنصار يرجعون إلى قبيلتيّ الأوس والخزرج.
نسب قبيلة عائلة الانصاري
في ضوء محاولة تتبّع عائلة الانصاري من اي قبيلة التي كما كشفنا أنهما الأوس والخزرج -وهما قبيلتان مختلفتان وليسا اسمين لقبيلة واحدة- من الضروري أيضًا أن نستكمل سلسلة التتبع تلك من خلال معرفة النسب.
حيث إن النسب الذي ذكره المؤرخون يعود إلى بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، من الجدير بالذكر أن البعض قال إن الأوس والخزرج منسوبون إلى أمهم حينها يكون النسب الذي اختلفوا فيه على النحو التالي:
- النسب المُحتمل الأول: قيلة بنت الأرقم بن عمرو بن جفنة بن عمرو بن عامر بن ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد.
- النسب المحتمل الثاني: قيلة بنت كاهل بن عذرة بن سعد هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن إلحاف بن قضاعة.
اقرأ أيضًا: الوايلي وش يرجع؟ ومن هو مؤسس القبيلة الذي يرجع إليها الوايلي؟
أصل عائلة الأنصاري
في إطار الحديث عن عائلة الانصاري من اي قبيلة، من الجدير بالذكر أن أصل العائلة والذي يعود إلى الأوس والخزرج كان التمركز الرئيسي في المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.
لكن بمرور الزمن وطبيعة حال كافة القبائل الذي يغلب عليه الترحال، تشّعبت سلالات القبيلة بما فيها عائلة الأنصاري خارج حدود المدينة المنورة، مثل القطيف، ووادي الدواسر.
من أكثر المناطق التي تمركزوا فيها بعد ذلك هي الأحساء التي هاجروا إليها في القرن السابع الهجري، واتخذوا منهم مُستقرًا لهم، لدرجة أن أنسابهم اختلط بالقبائل التي كانت موجودة هناك بالفعل.
فروع عائلة الأنصاري
بعد أن عرفنا عائلة الانصاري من اي قبيلة، لا بد أن نُسلط الضوء إلى فروع وسلالات عائلة الأنصاري المتعددة والتي ذكرها التاريخ، لكن نخص بالذكر منهم 5 عائلات، وذلك على النحو التالي:
1- عائلة صويغ
عائلة صويغ هي فرع من فروع عائلة الأنصاري، والتي يشعر كافة المنتمين لها بالفخر والعزة، ويرجع ذلك لكونهم من نسل الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري مالك بن سنان بن عبيد الخزرجي الأنصاري.
حيث إن الصحابي الخدري كان من أكثر الصحابة الذين نقلوا لنا الأحاديث النبوية الشريفة التي لا بد أن يكون مرّ حديثًا واحدًا على الأقل على أحدنا وهو يدرس تلك الأحاديث ليجد فيه اسم الخدري.
تنتمي عائلة صويغ إلي بني خدرة، وانتشروا في مناطق عدة في المملكة العربية السعودية مثل العسير، وحائل والرياض، وما زالوا فيها حتى الآن.
2- عائلة الجامع
ثاني فرع من عائلة الأنصاري هو عائلة الجامع، والتي تعتبر من العائلات الكبيرة عددًا، والذي يرجع نسبهم إلى الجد الأكبر عثمان بن محمد بن أحمد الجامع الذي يعود إلى سلالة عبيد بن عبد ربه.
تتميز عائلة الجامع بأنها من عائلات الأنصاري التي لم تقتصر على التواجد في أرض المملكة العربية السعودية فقط، بل تخطوا حدودها ليصلوا إلى البحرين، ومدينة الزبير في العراق.
3- عائلة النجار
ننتقل إلى الفرع الثالث من عائلة الأنصاري وهي عائلة النجار، والتي يعد أفرادها من نسل الجد الأكبر عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن النجار، وهم من بني النجار.
4- عائلة عبد القادر
الفرع الرابع لعائلة الأنصاري هي عائلة بعد القادر والتي تعد من أكبر عائلاتها من ناحية العدد، بالنسبة لنسبهم فحسب ما ذكره المؤرخون أن الجد الأكبر هو الشيخ والعالم عبد القادر بن محمد بن أحمد بن علي، وهو من نسل الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري.
أما بالنسبة إلى المناطق المتمركزة فيها، فهي من العائلات التي اختار بعد أفرادها أن ينزحوا من منطقة الأحساء، أن يقطنوا في منطقة المبرز وهي ليست بعيدة بل تقع في غرب الأحساء.
5- عائلتي هارون وعبد الرحيم
الفروع الأخيرة التي نذكرها من سلالة عائلة الأنصاري هما عائلتا هارون وعيد الرحيم، واللذان يعتبران من أكابر العائلة، كما تميزا أفرادهما بالتشعّب في العديد من البلدان العربية التي على رأسها المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى بعض دول الخليج مثل الإمارات والبحرين.
عائلة الأنصاري في عهد الرسول
لا يمكن بأي شكلٍ من الأشكال أن نتحدث عن عائلة الانصاري من اي قبيلة، دون أن نتطرق إلى دورها العظيم الذي لن ينتهي وصفه ولن ينضب إلى يوم الدين، وذلك مع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
فمن لم ينتبه حتى الآن إلى أن الأنصاري هم أنفسهم أهل الأنصار الذي قاموا بدعم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقت الهجرة من مكة إلى المدينة المنورة في دورٍ ديني عظيم، يستحق أن يُدرّس.
حيث إنه في نفس الوقت الذي قام فيه كفار مكة بطرد أهلها من المؤمنين، فتح لهم الأنصار بلدهم وبيوتهم بل شاركوهم في أموالهم، لأن المهاجرين جاءوا بلا مال الذي نهبه الكفار منهم.
فكانوا لهم دارًا بعد الدار وأهلًا بعد الأهل، والأجمل من كل ذلك أن كل تلك الأفعال كانت بطيب خواطر ونفوسٍ سعيدة بأنها تقوم بعملٍ تأمل أن تلقى الله به، المولى الذي بشرهم بقبول أعمالهم وكرّمهم وجعل منهم نموذج يُحتذى به في كتابه العزيز.
{وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9].
اقرأ أيضًا: الحازمي وش يرجعون ..أصل قبيلة الحازمي من وين
الأنصار في السنة النبوية
في إطار الحديث عن سلسلة الأعمال العظيمة الذي قام بها الأنصار وذُكرت بسببها في القرآن الكريم، فمن الجدير بالعلم أنه مذكورة في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، والتي عبّر فيها النبي الكريم عنه حبه وامتنانه لهم، مثل الأحاديث الآتية:
- “عن مالك بن ربيعة أبو أسيد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خَيْرُ الأنْصارِ، أوْ قالَ: خَيْرُ دُورِ الأنْصارِ، بَنُو النَّجَّارِ، وبَنُو عبدِ الأشْهَلِ، وبَنُو الحارِثِ، وبَنُو ساعِدَةَ” [رواه البخاري].
- “عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَوْلَا الهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأنْصَارِ، ولو سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَتِ الأنْصَارُ وَادِيًا – أَوْ شِعْبًا – لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأنْصَارِ، – أَوْ شِعْبَ الأنْصَارِ -” [رواه البخاري].
عائلة الانصاري من اي قبيلة من الطبيعي أن يهتم بالسعي وراء معرفته العديد من الناس، نظرًا لكونهم من العائلات التي لها أثرًا كبيرًا وعظيمًا في التاريخ سيظل صداه منتشرًا بمرور الزمن.