حكم طلب الطلاق بسبب زواج الزوج ما هو؟

حكم طلب الطلاق بسبب زواج الزوج ما هو؟ وهل يجوز طلب الطلاق بسبب الغيرة؟ حيث يوجد الكثير من الأزواج عُرضةً إلى طلب الطلاق من زوجاتهم ناتج الزواج من أخرى، وهو ما جعل دار الإفتاء تتطرق نحو توضيح أمور مهمة تتعلق بطلب الزوجة للطلاق، ومن خلال موقع القمة سنعرض هذه الأحكام التي ذُكرت في هذه الحالة، مع الاستدلال عليها بالأحاديث النبوية الشريفة وآيات من القرآن الكريم.

حكم طلب الطلاق بسبب زواج الزوج ما هو؟

عندما يتخذ الرجل القرار بالزواج فإن المرأة تتجه إلى الطلاق، مُبررة بذلك أنها لا تستطيع العيش مع رجل قد تسبب لها في الشعور بالضعف والحزن ناتج الزواج من أخرى.[1]

لكن أثبت العلماء أن زواج الرجل من ثانية لا يمنح الزوجة الأولى حقها في الطلاق منه، وذلك ما دام قد التزم بالعدل بينهما، وطلب الطلاق لمجرد الزواج من أخرى يدخلها تحت إطار الوعيد.

استدلوا في ذلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأةٍ سألت زوجها طلاقًا من غير بأسٍ، فحرامٌ عليها رائحةُ الجنةِ” [الراوي: ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، المحدث: الترمذي].

كما أن المفتي أوضح أنه لا يجوز لها رفع دعوى بالطلاق في هذه الحالة، وإن رفعته فلا يجوز للقاضي الحكم لها بالطلاق من أجل هذا السبب، وذلك لأن الزوج يحق له الزواج من أربع، ولم يفعل الفاحشة التي يستحق بها طلاق زوجته.

لكن في حال ما كان الزواج من أُخرى قد أضر؛ مثل عدم عدل الزوج بين زوجتيه بها فإن لها كُل الحق في طلب الطلاق.

اقرأ أيضًا: هل يجوز عمل عمرة لأكثر من شخص متوفى

هل يجوز الطلاق بسبب زواج الزوج ابن باز

هل يجوز الطلاق بسبب زواج الزوج ابن باز

رد الإمام ابن باز على التساؤل عن حكم طلب الطلاق بسبب زواج الزوج ما هو وأجاب موضحًا أن المرأة لها أعلم بنفسها وحالها الذي أصبحت عليه بعد أن تزوج زوجها.

فهي أعلم ما إذا قد لحقها ضرر من ذلك أو لا، فإن لم يقع عليها الضرر بسبب هذا الزواج فلا عليها بطلب الطلاق، وذلك استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف الذي استند إليه كافة الفقهاء والعلماء الذين أوضحوا رأي دار الإفتاء في هذه الحالة.

فللرجل حق نكاح زوجة واثنين وثلاث وأربع، على شرط أن يستوفي كافة الشروط التي تُحقق له هذه الرغبة، والتي يكون بها عادلًا بين جميع زوجاته، بل وقادرًا على تقديم كافة ما يحتاجون إليه من متطلبات زوجية ومادية، لأنه يقع عليه مسؤولية كافة احتياجاتهم بكامل أشكالها.

حكم رفض الزوجة زواج زوجها

أشهر القضايا التي لا يحل للمرأة الحكم بها هي منع الزوج من الزواج بأخرى، وذلك فقط من أجل الرغبة في الاستمتاع به بمفردها، وكذلك ينتج هذا الأمر عن مشاعر الغيرة التي تولد في قلب المرأة وحبها القوي لزوجها، لذا يتساءل الرجال عن حكم رفض الزوجة زواج زوجها بأخرى.

ذهب أهل العلم في ذلك إلى أن الشرع أحلَّ للرجل الزواج بأخرى، وذلك تبين بوضوح في قوله تعالى: (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً) [سورة النساء، الآية 5].

هي الآية التي توضح إباحة الله سبحانه وتعالى للرجال الزواج من 4 نساء، وهو أمر حسن يقوم به الرجل المسلم، ويكون سببًا من خلاله بتعفف المرأة عن كل قبيح، ويُعد واحدًا من الأمور التي كان لله سبحانه وتعالى حِكمة بها كغيرها، حيث يعف بها المسلمات ويمنعهن من الوقوع بالخطأ، والتقليل من العنوسة وغيرها من المُشكلات المُجتمعية.

لذا لا ينبغي للزوجة طلب الطلاق أو منع الزوج من الزواج بأخرى، فقد يكون هذا الزواج أصلح لها، ولا يحق لها الطلاق منه إلا في حال قد قصَّر في حقها وجعلها عالقة ولم يحافظ على علاقته بها ولم يحافظ عليها، بل نهب حقها الشرعي أو مال إلى الأخرى عنها.

هل يجوز طلب الطلاق بسبب الغيرة

قد تشعر المرأة بسبب الزواج من الأخرى بغيرة قاتلة تأخذ بها إلى أمراض نفسية وغيرها من الأمور، وأحلَّ العلماء في هذه الحالة طلب الطلاق، استنادً إلى الحالة النفسية السيئة والضرر النفسي الذي يقع عليها بسبب زواجه.

فتكون في هذه الحالة بوضع يُرثى له، لذا يُتاح لها طلب الطلاق، وعلى الزوج تلبية رغبتها كيلا يتسبب لها في الضرر النفسي، لأن الزوج لا يحق لها أن يتسبب في أذى زوجته، سواءً كان الأذى نفسي أو جسماني.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الزنا للضرورة

شروط تعدد الزوجات

إذا التزم الرجل بالشروط التي وضعها الله وأشار إليها النبي في سنته الكريمة بتعدد الزوجات فلا عليها من طلب الطلاق، لأنها بذلك تكون آثمة، ومن خلال توضيح حكم طلب الطلاق بسبب زواج الزوج ما هو سنعرض هذه الشروط الواجب الالتزام بها:

  • ألا بتجاوز الزوج 4 زوجات.
  • أن يكون لديه القدرة المادية التي يُلبي بها احتياج الجميع، وذلك استنادً إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: دَخَلْتُ مع عَلْقَمَةَ، والأسْوَدِ علَى عبدِ اللَّهِ، فَقالَ عبدُ اللَّهِ: كُنَّا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَبَابًا لا نَجِدُ شيئًا، فَقالَ لَنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أغَضُّ لِلْبَصَرِ وأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ فإنَّه له وِجَاءٌ” [الراوي: عبد الله بن مسعود، المحدث: البخاري].
  • أن يكون على قدر كبير من العدل بين الجميع، وذلك كيلا يشعل نار الغيرة بينهن، وذلك وفقًا لما ذُكِر في قوله تعالى: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا) [سورة النساء، الآية 3].
  • كذلك حذر الله سبحانه وتعالى التحذير الشديد من عدم العدل بينهم في قوله تعالى: (وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا) [سورة النساء، الآية 129].
  • عدم الانشغال بهن عن فروض الله ـ عزَّ وجلَّ ـ وأن يكون قادرًا على حماية نفسه من ذلك ولا يُقصر في أي حق من حقوق الله في العبادة.
  • أن يكون لديه القدرة البدنية التي تتيح له القدرة على جماعهن، وإشباعهن جنسيًا؛ مما يبعدهن عن ارتكاب المعاصي؛ وهذا حتى لا يفتح أبوابًا لطرح أسئلةٍ مثل حكم طلب الطلاق بسبب زواج الزوج ما هو.
  • ألا يكون الزواج من قريبات الزوجة من الدرجة الأولى، وذلك استنادً إلى الحديث الشريف عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يُجْمَعُ بيْنَ المَرْأَةِ وعَمَّتِها، ولا بيْنَ المَرْأَةِ وخالَتِها” [المحدث: البخاري].

من حكم الله سبحانه وتعالى سماحه بتعدد الزوجات للرجل ليعف النساء من الوقوع في المعاصي أو الزنا، وتحصين الرجل من الوقوع في الخطأ كذلك، ويجب على الزوج التخفيف عن زوجته ما تشعر به من نقص وحزن ناتج زواجه من أخرى بالمعروف والكلام الطيب الذي يُحسن من أحوالها.

Scroll to Top