أفضل أنواع الصدقة الجارية للميت من أهم ما يجب على ذويه معرفته، ومن نعم الله تعالى على عباده المؤمنين أن جعل لهم أبوابًا للخير تكون لهم في حياتهم ويجري ثوابها بعد الممات، لذا يساهم موقع القمة في معرفة أهم وأبرز أنواع الصدقة الجارية للمتوفى.
أفضل أنواع الصدقة الجارية للميت
إن الصدقات الجارية هي الصدقات التي يستمر ثوابها بعد الموت، وهي الصدقات التي حُبس أصلها، وأُجريت منفعتها، لذا تعددت طرق الصدقة للميت والتي وردت في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة والتي جاءت في:
- إنفاق الأموال لمساعدة طلبة العلم.
- بناء دار للأيتام أو المسنين أو الأرامل.
- بناء مسجد أو الدخول بجزء من المال في البناء أو في أعمال داخل المسجد، مثل سجادة للصلاة داخل المسجد، أو شراء أشياء يحتاج المُصلون إليها.
- المساعدة في حفر بئر ماء نظيف للأحياء الفقيرة التي لا يوجد بها ماء.
اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة العيد منفردا
ما ينتفع به للميت
في إطار استكمال التعرف على أفضل أنواع الصدقة الجارية للميت، هناك العديد من الأفعال التي تكون خير ما يمكن أن ينتفع به الميت بعد موته والتي تتمثل في:
1- الدعاء للميت بالاستغفار
من أفضل أنواع الصدقة الجارية للميت هي الدعاء للمتوفى بقلب خالص يصل له، حيث إنه من أبسط وأحسن أنواع الصدقة الجارية للميت هي الدعاء له بالاستغفار في هذه الأوقات التي يكون في أشد الحاجة إليها.
حيث ورد عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “استَغْفِروا لأخيكُمْ، واسأَلوا لهُ بالتَّثبيتِ؛ فإنَّهُ الآن يُسْأَلُ” [صحيح أبي داوود].
2- علم ينتفع به
من ضمن أفضل أنواع الصدقة الجارية للميت هي صدقة العلم، حيث إنه إذا علمت أحدًا علمًا نافعًا ينفعه وينفع غيره به، كان له أجرًا عظيمًا وتصل له إن كان ينوي بها الصدقة، ويرجع ذلك إلى أهمية العلم والعلماء الذين هم ورثة الأنبياء.
المقصود بالعلم النافع هو ما يعلم الناس أمور دينهم ودنياهم؛ ويعرفهم بالله سبحانه وتعالى ويهديهم إلى سبيل النجاة، ويكونوا قادرين على التفرقة بين حلال الله وحرامه، والهدى والضلال، ويجعلهم قادرين على الكسب الحلال الطيب.
3- مساعدة ذوي الرحم
في إطار استكمال معرفة أفضل أنواع الصدقة الجارية للميت، نجد أن مُساعدة الأهل وذوي الأرحام تُعد أبرز الطُرق؛ فإيصال الثواب للمتوفى شيء لا يمكن أن يختلف عليه أحد، وبالأخص إن كانت صادرة لأقارب المتوفى، فيكون فضل أجرها أكبر وثوابها واسع.
4- ولد صالح يدعو له
إن الأبناء هم الفروع التي تمتد من جذور آبائهم، لذا إذا كان للأب ولدًا صالحًا أو بنت أحسن تربيتها في حياته، فإنه سوف يجني ثمرة صلاحهما بعد موته من خلال دعائهما له، وكلما كان الولد أصلح كانت استجابة دعائه أرجى.
لذا فإن الولد الصالح خير الهبة والنعمة من الله سبحانه وتعالى التي يرزق بها الله في الدنيا والآخرة، حيث قال الله تعالى {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [سورة الطور: الآية 21].
5- الكلمة الطيبة
أوضح الله عز وجل لنا أهمية القول الطيب واستمرار أثره العظيم للمُتوفى بعد وفاته، حيث إنها من أفضل أنواع الصدقة الجارية للميت، كما حذر الله سبحانه وتعالى من خطورة قول الكلمة السيئة ومن أثرها في النفوس ومن ضرورة تجنبها.
حيث يرجع ذلك إلى قول {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ} [سورة إبراهيم من الآية 24 إلى الآية 26].
كما أن مثلنا الأعلى هو رسول الله فإنه لم يكن سليط اللسان بل كان لينًا هينًا، إذا جاء له أحد يواجههُ بوجه بشوش ويسبق بالسلام وحسن القول، كما إننا تعلمنا منه حسن التخاطب.
الأعمال الصالحة التي لا ينقطع أجرها
في إطار استكمال عرض أفضل أنواع الصدقة الجارية للميت، يمكن عرض أهم الأعمال الصالحة التي لا يمكن أن ينقطع أجرها بعد الموت والتي تتمثل في:
1- شق جداول الماء وحفر الآبار
من ضمن أفضل أنواع الصدقة الجارية للميت هي شق المسلم لجداول الماء وهذا لتسهيل وصولها إلى الناس، فيشربون منها وتشرب ماشيتهم ويسقون زرعهم، حيث إن الماء من أهم مقومات الحياة، لذا فإن من يساعد على إيصاله للناس ينال أجرًا عظيمًا في حياته، ويستمر ثوابه بعد مماته.
كما أن هذا العمل يندرج منها صورًا عديدة تتمثل في مد الماء عبر الأنابيب إلى أماكن حاجة الناس أو مكان معيشتهم، أو وضع برادات الماء في المساجد وغيرها من الصور.
أما فضل من حفر بئرًا يرجع إلى كونه نافعًا لكل من البشر، ومن أهم مميزاته استمرار أجره، حيث ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“ بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ، اشْتَدَّ عليه العَطَشُ، فَوَجَدَ بئْرًا فَنَزَلَ فيها، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فإذا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فقالَ الرَّجُلُ: لقَدْ بَلَغَ هذا الكَلْبَ مِنَ العَطَشِ مِثْلُ الذي كانَ بَلَغَ بي، فَنَزَلَ البِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أمْسَكَهُ بفِيهِ، فَسَقَى الكَلْبَ فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وإنَّ لنا في البَهائِمِ أجْرًا؟ فقالَ: نَعَمْ، في كُلِّ ذاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ” [حديث صحيح].
2- غرس النخل
إن غرس النخل أو زرع الزرع وجعله في متناول أيدي الناس يأكلون منه متى أرادوا من الصدقات الجارية، حيث إنه من المعروف أن النخلة شجرة معمرة تبقى بعد موت زارعها، ويستمر أجره كلما أكل منها الناس والطير والدواب.
اقرأ أيضًا: هل يجوز خروج المطلقة في العدة
3- توزيع المصاحف
من أفضل أنواع الصدقات الجارية للميت هي طباعة المصاحف ووقفها في المساجد وأماكن العلم، حيث إنها من ضمن الأمور التي يستمر أجرها بعد الموت، وينال صاحبها الأجر كلما رتل أو تدبر فيه قارئ.
إن الصدقة الجارية عن الميت هي التي ينتفع بها في قبره ويصل له أجرها، سواء كان المتصدق من أقاربه أو أصحابه، ومن صورها بناء المستشفيات والوقف وبناء المنازل للمحتاجين.