هل يجوز الصيام للمستمني وما حكمه في الشريعة الإسلامية؟ وما حكم المستنمي في الشريعة الإسلامية؟ في رمضان يجب أن نبتعد عن المشبوهات والتأويل والشك ونتقرب أكثر إلى الله، لأن شهر رمضان له فضيلة كبيرة علينا، ويطهر الخطايا والذنوب، ومن تلك الأفعال هي ممارسة الاستنماء ونتكلم عن كل تفاصيلها في موقع القمة.
هل يجوز الصيام للمستمني وما حكمه في الشريعة الإسلامية؟
الاستنماء هو خروج المني عن قصد ولكن بدون عملية الجماع، ويعتبر علماء المسلمين أن هذا فعل غير مألوف، ليس متوافق مع الفطرة السليمة، يعتبر الإنسان الغريزة الجنسية شيء جليل، لذلك يجب أن يتبع فيها بعض القواعد للحفاظ عليها، بالإضافة إلى ذلك وجود العديد من الأضرار النفسية والصحية بالنسبة للمرأة والرجل.[1]
ممارسة الأستنماء بشكل عام لا تجوز وفقًا للشريعة الإسلامية، بالتأكيد حدوثه في وقت الصيام يبطله، وذلك لأن الأفعال تكون أشد كرهًا وفحشاء في وقت الصيام، إلى جانب ذلك فهي أشد رحمانية، والاستنماء هي عملية إعتداء على النفس وعمل شهواني، ونهى الله عنها في آيات كثيرة مثل {َالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} [سورة المؤمنون: أيه: 5].
في حالة إذا كان الإنسان لا يعرف أنه حرامًا فلا عقاب عليه، وعليه أن يكمل صيامه لأن صيامه صحيح وليس كفرًا، لكن يتوجب عليه التوبة إلى الله والنية الصالحة إلى أنه لن يكرر هذا الفعل مرة أخرى، ويكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة.
بناء على سؤال هل يجوز الصيام للمستمني وما حكمه في الشريعة الإسلامية، إذا كان الاستنماء بغرض إبطال الصوم، فهنا على المسلم كفارة اليوم والقضاء أي تعويض اليوم وإطعام مسكين، وأكد علماء المسلمين أنه لا يجب تأخير الكفارة أو التعويض حتى مجيء رمضان التالي، يجب على المسلم أن يبري ذمته.
اختلاف وقت الاستنماء
هناك بعض الاختلافات عن إجابة سؤال هل يجوز الصيام للمستمني وما حكمه في الشريعة الإسلامية، إذا كان قصد السائل هو الإستنماء في الليل ثم الصيام في نهار رمضان، يجب أن نؤكد أن الاستنماء حرام سواء كان في الليل أو النهار وسواء كان في رمضان أو غير رمضان، لكن إذا مارس الاستنماء فى الليل قبل قيام الفجر، فعليه التوبة والإستغفار، لكن هذا لا يبطل صيامه، كل ما عليه والاغتسال ثم الصيام.
اقرأ أيضًا: هل يجوز كشف الشعر في النظرة الشرعية
حكم خروج المني دون قصد
إذا كان خروج المني ليس مقصود سواء استخدم يده أو أي شيء أخر، في هذه المسألة لا يوجد على الشخص أثم، وعليه إكمال صيامه بشكل طبيعي، في حالات أخرى يمكن للشخص أن يمارس الإستنماء بغير قصد الإنزال، وأنه ليس معتاد على هذه الممارسة، فهنا يجب عليه القضاء دون الكفارة.
يجب أن نعرض أن مجرد التفكير في الاستنماء لا يبطل الصيام، ولكن في هذه الحالة يجب أن تكثر ن الإستغفار وذكر الله لكي تبتعد عن وسوسة الشيطان، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ تَجَاوَزَ لِأُمَّتي عَمَّا حَدَّثَتْ به أَنْفُسَهَا، ما لَمْ تَعْمَلْ، أَوْ تَكَلَّمْ بهِ.” الراوي أبو هريرة [المصدر: صحيح مسلم]، وذلك يدل على أن مجرد التفكير في شيء ما لا يعني أنه حدث أو إننا نعاقب عليه.
التخلص من عادة الاستنماء
هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد الشخص على عدم الإستنماء وتهذيبًا للنفس، يمكن أن يفعل ذلك أيضًا إذا كان معتادًا عليها في جميع الأوقات ليس في رمضان فقط، حتى لا يرتكب المعاصي أو لا يكون قادر على السيطرة على نفسه، والأفعال هي:
- تجنب الاختلاء بالنفس لفترة طويلة من الزمن، حتى لا يكون هناك فرصة لعمل هذا الفعل أو لسماع وسوسة الشيطان.
- غض البصر عن جميع الأفعال التي يمكن أن تثير شهواته، مع ذكر الله دائمًا.
- الاقتران بالأصدقاء الصالحين التي تسهم في استقامة الشخص وتحسين أفعاله.
- الصوم هو أسلوب جيد للبعد عن كل هذه المحرمات لأنه يهذب النفس.
اقرأ أيضًا: هل يجوز لبس الشراب في العمرة للنساء
وجوب التوبة
رحمة الله تفوق أي شيء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ التَّائبُ من الذَّنبِ كمن لا ذنبَ له“ رواه عبد الله بن مسعود [المصدر: الترغيب والترهيب]، وهذا الحديث يدل على أن من تاب عن فعل ما كمن لم يرتكب هذا الفعل من الأساس، والله يبدل تلك السيئات بالحسنات، إذا كره العبد ذنبه.
أفضل وسيلة تساعد المرء على التخلص من فعل محرم، يجب أن يفكر في الله دائمًا ويستشعر وجود الله في كل أفعاله، وتتذكر أن الله يرى كل شيء ويعلم ما في باطن النفوس، لذلك يجب عليك الإكثار من الأعمال الصالحة مثل الصلاة والصيام.
يجب أن يكون شهر رمضان شهر الأعمال الصالحة واتقاء الله، بالإضافة إلى كبح الشهوات سواء كانت شهوة الفهم أو الشهوة الجنسية، بالإضافة إلى البعد عن كل المحرمات الأخرى.