حديث من صام رمضان والصيغ المختلفة له نجمعها لكم فيما يلي، حيث إن حديث من صام رمضان واحد من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تعمل على بيان فضل شهر رمضان الكريم وفضل صيامه وكافة متممات الصيام، لكن يجب العلم بوجود أكثر من حديث صحيح عن النبي يبدأ بقول “حديث من صام رمضان” وهذا ما نتعرف عليه من خلال موقع القمة.
حديث من صام رمضان والصيغ المختلفة له
من الجدير بالذكر أن هناك أكثر من حديث شريف عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويبدأ بقوله “حديث من صام رمضان” ونتعرف من خلال ما يلي على كل منهم:
1- الحديث الأول
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال “مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ” (صحيح البخاري).[1]
حيث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرنا من خلال الحديث الشريف السابق ببشرى عظيمة ولها أثر كبير على قلب المؤمن ونفسه، حيث إن من وفقه الله عز وجل لصيام شهر رمضان إيمانًا واحتسابًا والمراد من ذلك هو وجه الله وحده من دون مُراءات البشر، على ما هو منصوص عليه في الشرع الإسلامي الصحيح فإن صيامه محتسب الأجر على الله تعالى.
حيث إن المرجو من الله عز وجل هو أن يغفر له ما تقدم من ذنبه، وبعدها يشير رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى توضيح فضل ليلة القدر، كما أن من يقوم في هذه الليلة بالصلاة وتلاوة القرآن الكريم فقط لوجه الله تعالى يغفر الله له ما تقدم من ذنبه.
بالإضافة إلى أن الفقهاء قد أشادوا بأن هذه الذنوب التي قال عنها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هي الذنوب غير المتعلقة بحقوق العباد، حيث إنها لا يمكن أن تسقط إلا من خلال ردها أو من خلال إعفاء أصحابها.
كما أن الفعل غفر قد ورد في صيغة الماضي أما المغفرة فتكون في المستقبل، مما يدل على أن هذا الفضل من الله عز وجل على عباده متيقن الثبوت وحاصل بالثبوت، ومن القضايا التي يحتوي عليها الحديث ما يلي:
- الحث على صيام رمضان.
- الحث على قيام ليلة القدر وتحريها.
- احتساب الأعمال عند عملها.
- الحث على الإخلاص لله تعالى في الأعمال.
اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام عرفة بدون قضاء رمضان
2- حديث من صام رمضان الثاني
في إطار التعرف على حديث من صام رمضان والصيغ المختلفة له، يرجى العلم بأن حديث من صام رمضان قد ورد بصيغة أخرى نفس السابقة ولكنه زيادة عليه بالنسبة إلى فضل قيام ليلة القدر “وفي روايةٍ صحيحةٍ وما تأخَّرَ” حيث إن هذا ما أرده الهيثمي المكي في كتابه الزواجر 1/197.
حيث إن في ذلك زيادة لفضل ليلة القدر وعلى أن قيامها يغفر للمؤمن المتأخر والمتقدم من الذنوب، وفي لفظ آخر لنفس الحديث قال “مَن قامَ شَهْرَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا” (صحيح النسائي)، حيث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا اللفظ يؤكد على قيام ليل رمضان إلى جانب الصيام وأن هذا يغفر للمؤمن ما تأخر وتقدم من ذنبه.
3- حديث من صام رمضان الثالث
عن أبو أيوب الأنصاري أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال “مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ” (صحيح مسلم)، حيث إن صيام شهر رمضان الكريم هو فرض عين على كل مسلم ومسلمة بالغ وعاقل مكلف وقادر ولكن يجب أن تكون النساء خالية من الحيض والنفاس.
كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضيف عليهم أيام نافلة من كل شهر، وفي هذا الحديث الشريف رشدنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى صيام الستة أيام من شهر شوال حيث إن هذا يعادل صيام الدهر كله، حيث قال الفقهاء في تحديد هذه الأيام الست أنه لا فرق بين صيامهم بشكل متتالي أو صيامهم بشكل متفرق في كل شهر شوال.
إن تفسير هذا الحديث في القرآن الكريم في قوله عز وجل {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160]، حيث إن شهر رمضان الكريم إلى جانب الست من شهر شوال يتممان السنة، حيث إن شهر رمضان الكريم يساوي عشرة أشهر والستة تتم الشهران التاليان.
لذلك يبين لنا هذا الحديث الشريف أن الفريضة مقدمة عن النافلة ولكنهما مع بعض يزيدان أجر المسلم ثم يرفعان قدره، كما وردت رواية أخرى خاصة بنفس الحديث عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي قد قال “مَن صام رمضانَ وستًّا مِن شوَّالٍ فقد صام السَّنةَ” (صحيح اين حبان).
4- حديث من صام رمضان الرابع
عن أبو سعيد الخدري أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال “من صام رمضانَ وعرف حدودَه وتحفَّظ ممَّا ينبغي له أن يتحفَّظَ كفَّر ما قبله” (الترغيب والترهيب)، بين لنا الرسول الكريم في هذا الحديث الشريف فضل صيام شهر رمضان الكريم.
بالإضافة إلى أن الصائم يجب أن يتبع بقية الأوامر والنواهي الواردة في الشريعة الإسلامية، حيث إن ذلك يكفر لما سبق من كافة ذنوب المسلم في حق نفسه كما وضحنا في السابق بأن الذنوب في حق العباد لا تسقط إلا في حال تم ردها فقط.
اقرأ أيضًا: دعاء نية الصيام في غير رمضان
5- حديث من صام رمضان الخامس
روى الترمذي بإسناد صحيح عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “مَن صام رمضانَ، وصلَّى الصلواتِ، وحجَّ البيتَ -قال: ولا أدري ذكَر الزكاةَ أم لا- كان حقًّا على اللهِ أن يغفِرَ له إن هاجَر في سبيلِ اللهِ أو مكَث بأرضِه التي وُلِد بها، قال معاذٌ: ألا أخبرُ الناسَ بهذا يا رسولَ اللهِ؟ قال: دَعِ الناسَ يعملون، فإنَّ في الجنةِ مئةَ درجةٍ، ما بين كلِّ درجتَينِ مثلُ ما بين السماءِ والأرضِ، والفردوسُ أعلى الجنةِ وأوسطُها، وفوقَها عرشُ الرحمنِ، ومنها تفجرُ أنهارَ الجنةِ، فإذا سألتُمُ اللهَ فسَلوه الفردوسَ” (أخرجه الترمذي).
يتبين من هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بين لنا فضل أداء الفروض، بالإضافة إلى بيان أن الجنة فيها درجات ومن أعلاها الفردوس.
إن حديث من صام رمضان بالصيغ المختلفة له هو واحد من أهم الأحاديث الواردة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي تتحدث عن فضل الصيام وفضائل شهر رمضان الكريم بشكل عام.