تعريف الشرك وأنواعه

تعريف الشرك وأنواعه من أهم ما يجب التعرف عليه، ويرجع ذلك إلى أنه أخطر الكبائر عند الله سبحانه وتعالى وأعظمها في حياة كل مسلم، لذا يجب معرفة ما هو الشرك ليدرك المسلمون مخاطر الاقتراب منه، ومن خلال موقع القمة يمكن معرفة أهم المعلومات عن الشرك وأنواعه.

تعريف الشرك

إن الشرك في اللغة هو اتخاذ الشريك والند، حيث يكون ذلك عندما نجعل أحدًا شريكًا للآخر، سواء كان الناس أو غيرهم، ومنه الشركة.[1]

حيث إن الشركة هي التي تقوم على مشاركة مجموعة من الأشخاص في ملك عقار واحد أو مؤسسة واحدة، حيث يقال أشرك بينهما أي جعلهما اثنين أو أشرك في أمر غيره أي جعل ذلك الأمر لاثنين.

في صدد التعرف على تعريف الشرك وأنواعه يأتي تعريف الشرك في الاصطلاح على أنه اتخاذ شريك أو ند مع الله سبحانه وتعالى في كونه ربًا خالقًا ومتصرفًا في الكون، أو في عبادة أحدٍ معه من البشر أو الكائنات أو حتى في الصفات والأسماء.

يأتي ذلك عند إضافة ما لم يسم به نفسه من الأسماء ولم يتصف به من الصفات، أو أن يُعطى صفة من صفات الله أو اسمًا من أسمائه لأحد من خلق الله، وذلك كفعل اليهود والنصارى وغيرهم من أصحاب الأديان السماوية.

اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة العيد منفردا

أنواع الشرك

أنواع الشرك

في إطار استكمال التعرف على تعريف الشرك وأنواعه، ينقسم الشرك إلى نوعين رئيسيين وهما الشرك الأكبر والشرك الأصغر، كما يقسم كل نوع منهما حسب درجة الشرك وطبيعته، فالشرك هو عبادة غير الله والذي هو عكس الإيمان والتوحيد.

الشرك الأكبر

يعد هذا النوع من أخطر أنواع الشرك، ويرجع ذلك لما يترتب عليه من نتيجة يمكن أن توصل المرء إلى النار والعياذ بالله، لذا ينقسم هذا النوع من الشرك إلى عدة أنواع حسب طبيعة الشرك الذي يندرج تحته، لذا تأتي أنواع الشرك الأكبر في:

1- الشرك في الربوبية

يأتي استكمال تعريف الشرك وأنواعه في معرفة أول نوع من أنواع الشرك الأكبر وهو الشرك في الربوبية، حيث يعتقد المرء بأن هناك شريكًا لله سبحانه وتعالى يتصرف في الكون وفي خلق الله، وفي الإنشاء والتدبير والإيجاد.

لذا فإننا نمتثل بذلك من خلال فرعون الذي ادعى ذلك لنفسه والذي جاء في قول الله تعالى حيث قال {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ} [سورة النازعات الآية 24]، وجاء أمر الله في إغراقه دليلًا على كذب ادعاءه، فكيف لرب يعجز عن إنقاذ نفسه من الغرق؟

حيث إنه لم يستطع إدراك ما ينتظره يتفاداه ويبعد الشر عن نفسه، ومن باب أولى أن يعجز عن إنقاذ غيره وأن يبعد الخطر عنهم، ومن كان هذا حاله فإنه لا يمكنه أن يكون ربًا متصرفًا في شئون الخلق.

2- الشرك في الألوهية

من ضمن تعريف الشرك وأنواعه يأتي الشرك في الألوهية الذي يندرج تحت بند الشرك الأكبر، وهو تصريف المرء لعبادته أو شيئًا منها لغير الله سبحانه وتعالى، فيجعل في تلك العبادة تقربًا من هذا الشريك.

حيث يأتي مثال على ذلك عبادة الأصنام والأوثان واللجوء إلى القبور والتوسل بأصحابها، لذا يجب على من آمن بالله أن يعزز إيمانه وإسلامه وأن يثبته بأن يصرف جميع عبادته ويجعلها متوجهة لما يرضي الله ويقربه منه.

حيث يتم ذلك من خلال التقرب إلى الله بالصلاة وإفرادها له، والصيام مع تخليصه لله، والحج والزكاة وغير ذلك من العبادات، فالله لم يدع بينه وبين أحد من عباده حاجزًا يمنعهم من الالتجاء إليه وقت الحاجة مباشرةً.

لذا لا يجب التوسل إلى صاحب قبر أو مقام حتى يوصله إلى الله وذلك مهما بلغ صاحب هذا القبر مبلغًا من العلم والورع والتقوى، وذلك لقول الله في كتابه الكريم {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [سورة الأنعام الآية 162: 163].

3- الشرك في الأسماء والصفات

يأتي من خلال تعريف الشرك وأنواعه تعريف الشرك في الأسماء والصفات الذي يتفرع من الشرك الأكبر، والذي يعد اعتقاد المرء أن هناك من البشر أو الخلق من يتصف بصفات الله عز وجل، أو واحدة من تلك الصفات، حيث إن اتصاف الشخص بتلك الصفة هو مثل اتصاف الله بها.

حيث إنه مثل من يعلم الغيب من أحد الخلق مثل الله عز وجل، أو أن هناك من الخلق من له القدرة على فعل أي شيء، ولا يقف شيء في وجهه.

الشرك الأصغر

في إطار الحديث عن تعريف الشرك وأنواعه، يأتي ثاني نوع من أنواع الشرك وهو الشرك الأصغر الذي يعد أقل من النوع الأول من حيث الدرجة حيث إن الأول يخرج عن الملة ويوجب العقوبة على من يعتقد بشيء منه.

أما هذا النوع فهو شرك أدنى حيث إنه يوجب صاحبه الذنب ويتم اعتباره من أهل المعاصي، لكن لا يتم إخراجه عن الملة، ويرجع ذلك لقول الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا} [سورة النساء الآية 48].

لذا إذا تاب العبد من هذا الذنب قبل وفاته فإن الله يغفر له إن شاء، لكن إذا مات ولقى ربه غير تائب من ذلك الذنب فإن الله إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذبه على قدر ذلك الذنب، ومن ثم يدخله الجنة إن شاء الله وتأتي أهم أنواع الشرك الأصغر في:

1- الحلف بغير الله

يلجأ بعض المسلمين عن غير عمد أو اعتقاد بمنزلة المحلوف به إلى الحلف بغير الله من الخلق أو المخلوقات أو الجمادات، حيث إن الله لا يريد بذلك تعظيم المحلوف به لإيصاله إلى درجات الكمال حتى يبلغ منزلة الله عز وجل في الجلال والعظمة.

حيث يرجع ذلك إلى اعتباره من الشرك الأكبر الذي يدخل في النوع الأول من الشرك، لكنه يريد بحلفه إعطاء اليمين صبغة أقوى ظنًا منه أن الناس ربما يصدقونه بذلك.

اقرأ أيضًا: هل يجوز للحائض دخول المسجد النبوي

2- الرياء في الدين

الرياء يقصد به قيام العبد بالطاعات والعبادات عرض الدنيا، بغرض تحصيل جاه عند ذي سلطان أو نيل منزلة أو درجة وظيفية عند من هو أكبر شأنًا، وقد نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن الرياء في النصوص الدينية وجاء النهي عنه في القرآن الكريم أيضًا.

إن الشرك بالله تعالى أعظم ذنب يمكن اقترافه، حيث إن الشرك من الكبائر التي لا يغفرها الله تعالى، ومن ثم فإنه محبط للأعمال الصالحة، لذا لا يجب اللجوء إلا لله سبحانه وتعالى، فهو الملجأ والمنجى.

Scroll to Top