هل يجوز الصيام على غير طهارة؟ وما هي الجنابة؟ فمع اقتراب شهر رمضان المُبارك تزداد تساؤلات الأشخاص من رجال ونساء، ويُعد السؤال حول الصيام على غير طهارة من أكثرهم تداولًا، حيث إن كل شخص يحرص على تأدية الصيام واحتساب الأجر عند الله؛ لهذا من خلال موقع القمة سنعرض تفاصيل حكم الصيام في تلك الحالة.
هل يجوز الصيام على غير طهارة
يرغب جميع المسلمين في استغلال فرصة اقتراب شهر الصيام وهو شهر رمضان الكريم في العبادات والتقرب من المولى – عز وجل –، وبناءً على هذا تكثر الأسئلة بخصوص جواز الصيام، ومن ضمنهم سؤال هل يجوز الصيام على غير طهارة، فجاءت الإجابة على النحو الآتي:[1]
- نعم يجوز، فأشار أهل العلم أنه لا يوجد تأثير على الصيام.
- أكد الأئمة الأربعة على أنه من جامع في الليل وأخر الاغتسال لبعد طلوع الفجر فلا يوجد حرج في صيامه.
- لو طهرت المرأة من الحيض وصامت قبل الغُسل فصيامها صحيح، فالصيام يفسد عند الجماع في النهار أي في أوقات الصيام، وأيضًا الحيض في النهار.
- من الواجب أن يسرع المرء في التطهر سواء من الجنابة أو المرأة من دم الدورة الشهرية؛ وذلك لمنع تضييع الصلوات عليه.
- جاء في القرآن الكريم قول الله سبحانه وتعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ …}
- {…فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [البقرة: 187].
اقرأ أيضَا: هل يجوز الصيام على جنابه في غير رمضان
ما هي الجنابة
بعد الإجابة عن سؤال هل يجوز الصيام على غير طهارة، فلا بد من توضيح معنى لفظ الجنابة، فهو من الألفاظ التي وردت في السُنة النبوية الشريفة وكذلك القرآن، ويُعبر عن عدم الطهارة، سواء للرجال أو النساء والذي يتم عند وقوع بعض الأحداث التي ينتج عنها عدم الطهارة، ومنها:
- إذا قام الرجل بمعاشرة زوجته.
- في حال كان الرجل نائمًا واستيقظ ووجد نفسه قد احتلم.
- إذا نزل دم الدورة الشهرية، أو في حالة النفاس، أو إذا كانت المرأة في حالة وضع الطفل.
- في هذه الأمور يُطلق على المرء جُنب، وتعتبر الطهارة من بين الأمور الأساسية التي لا بد منها لكل فرد مسلم.
اقرأ أيضًا: ما هي مبطلات الصيام السبعة
أهمية الطهارة بالنسبة للرجل والمرأة
بعد الوصول إلى إجابة سؤال هل يجوز الصيام على غير طهارة، فمن المهم توضيح أن الطهارة ركن مهم بالنسبة للرجل والمرأة المسلمين، فهي ركن من أركان الإسلام كالصلاة، وتكمن أهميتها فيما يلي:
- يستطيع المسلم من أداء الفروض بشكل صحيح وهو طاهر.
- التمتع بممارسة العديد من العبادات مثل: قراءة القرآن والصلاة.
- إن الطهارة هي وقوع الماء على جسد المرء.
- قد نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا كان المرء على جنابة ألا يأكل، فهذا يورث الفقر.
- تمنح الطهارة الجسم حيويته وتشعره بالنشاط من جديد، وهذا أهم شيء في ديننا.
- تعتبر الطهارة نصف الإيمان، وهذا بالاستناد على العديد من الأحاديث النبوية الشريفة وآيات الله – سبحانه وتعالى –.
- روى أبو مالك الأشعري – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ المِيزانَ، وسُبْحانَ اللهِ والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ -أَوْ تَمْلأُ- ما بيْنَ السَّمَواتِ والأرْضِ، والصَّلاةُ نُورٌ، والصَّدَقَةُ بُرْهانٌ، والصَّبْرُ ضِياءٌ، والْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ، أوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُها، أوْ مُوبِقُها” (المصدر: صحيح مسلم).
- جاء في كتاب الله – سبحانه وتعالى – قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [سورة المائدة: 6].
إن الطهارة تُعد ركن أساسي من أركان الإسلام، ولكن يصح الصيام دون طهارة ومن المُستحب الإسراع في الاغتسال؛ لأن الصلاة تحتاج إلى الطهارة كشرط أساسي لصحتها، ولا يوجد إثم على من صام وهو على جنابة.