هل يجوز قراءة القرآن للحائض في رمضان وحكم ختمه؟ وما هو حكم مس وحمل الحائض للمصحف الشريف؟ فمع اقتراب شهر رمضان تظهر مجموعة من الأسئلة حول ما يجوز فعله خلال فترة الدورة الشهرية للمرأة، وحكم قراءتها لآيات الله تعالى، لذا عن طريق موقع القمة سنتقدم بالحديث حول هذا الأمر.
هل يجوز قراءة القرآن للحائض في رمضان وحكم ختمه؟
توجد مجموعة كثيرة من الأحكام التي تختص بالحيض، ومنها ما يتعلق بقراءة القرآن الكريم خلال فترة الدورة الشهرية، وعند السؤال حول هل يجوز قراءة القرآن للحائض في رمضان وحكم ختمه نجد أن العلماء اختلفوا في حكم قراءته للحائض؛ لذا نوضح أقوال الأئمة خلال الآتي:[1]
- لا يوجد حرج ولا بأس أن تقرأ المرأة وهي حائض أو نفساء ما تيسر لها من القرآن عن ظهر قلب وليس من المصحف الشريف؛ لأن الأدلة الشرعية دلت على هذا، ولكن اختلف العلماء على هذا الأمر.
- أخذ الحنابلة في كتاب المغني والحنفية في كتاب الاختيار والشافعية في كتاب المجموعة بتحريم قراءة القرآن على الحائض والنفساء، أي أنه لا يجوز قراءة القرآن من المصحف الشريف.
- استند الأئمة الـ 3 على حديث ضعيف رواه عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال: “لا تقرَأُ الحائضُ ولا الجنبُ شيئًا من القرآنِ” [المحدث: البخاري].
- توجه المالكية بجواز قراءة القرآن الكريم للمرأة الحائض، وإن كانت قبل الحيض على جنابة، إما إن انقطع عنها الدم حقيقة أو حكمًا المستحاضة، فلا يجوز في هذه الحالة قراءة القرآن.
- روت السيدة عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – عن نبي الله – صلى الله عليه وسلم – وقالت: “أنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ أتَقْضِي الحَائِضُ الصَّلَاةَ؟ فَقالَتْ: عَائِشَةُ أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ قدْ كُنَّ نِسَاءُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَحِضْنَ أفَأَمَرَهُنَّ أنْ يَجْزِينَ؟ قالَ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ: تَعْنِي يَقْضِينَ” (المصدر: صحيح مسلم).
- يأتي حكم ختمة القرآن الكريم للمرأة الحائض بأنه لا يوجد أدنى حرج على فعل هذا وتُحسب ختمة لها.
- يجوز للمرأة أن تقرأ القرآن الكريم وهي حائض أو نفساء بغرض الحفظ.
اقرأ أيضًا: هل يجوز ختم القرآن الكريم من الجوال
حكم مس وحمل الحائض للمصحف
في إطار الحديث حول إجابة سؤال هل يجوز قراءة القرآن للحائض في رمضان وحكم ختمه، فمن الجدير بالذكر أن هناك حكم خاص للمرأة الحائض والنفساء بخصوص مس وحمل المصحف الشريف، ويتمثل حكم هذا الفعل فيما يلي:
- يُحرم على المرأة الحائض مس المصحف الشريف أو حمله بيدها بدون وجود حائل بينهما.
- ورد في القرآن الكريم قول الله تعالى: {لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ} [سورة الواقعة: 79]، والمقصود هنا هو المصحف الشريف، فإذا كانت المرأة حائض فهذا يعني أنها غير طاهرة فلا تتمكن من مس كتاب الله.
- اتجه الأئمة الأربعة إلى إن كان مس المصحف بهدف التعلم أو التعليم، فأنه لا مانع من مس أو حمل جزء منه أو كله من قِبل المرأة الحائض.
اقرأ أيضًا: ما هو فضل من ادرك قيام ليلة القدر
آداب قراءة القرآن الكريم
تجدر الإشارة إلى أن هناك مجموعة من الآداب التي يجب الانتباه إليها جيدًا عند الشروع في تلاوة القرآن الكريم سواء في شهر رمضان المُبارك أو في أي شهر آخر، وجاءت آداب قراءته على النحو الآتي:
- وجوب استحضار النية خالصة للمولى – سبحانه وتعالى – لتلاوة القرآن الكريم.
- ينبغي أن يتم اختيار مكان مناسب وملائم لتلاوة القرآن الكريم فيه.
- عند بدء قراءة آيات الله يتم الاستعاذة من الشيطان بقول “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم”.
- تكون تلاوة القرآن الكريم من المصحف الشريف أفضل من قراءته غيبًا؛ لأن النظر إلى المصحف عبادة مُحببة إلى الله تعالى.
- يجب الابتعاد عن الضحك خلال قراءة القرآن الكريم؛ لأنه كلام الله وله احترامه وتقديره.
- لا ينبغي قطع تلاوة القرآن الكريم.
من المهم على المرأة ألا تشعر بالحزن خلال فترة الحيض لأنها لا تتمكن الصلاة أو الصيام، ويتم تعويض تلك الأيام بقيام الليل بالدعاء والذكر، وكذلك استغلال هذه الفترة في الدعاء بإلحاح شديد بما تُريده.