حكم بقاء الزوجة مع زوجها الزاني من الأحكام التي يجب توضيحها تبعًا للشريعة الإسلامية وذلك حتى نضمن وقوع المسلم والمسلمة في أي فعل محرم، حيث تعد الزنا كبيرة من كبائر الله، كما أنها من السبع الموبقات، لذا يساهم موقع القمة في معرفة ما حكم بقاء الزوجة مع زوجها الذي زنى.
حكم بقاء الزوجة مع زوجها الزاني
يمكن معرفة حكم بقاء الزوجة مع زوجها الذي زنى بأن الله سبحانه وتعالى لا يحرمه، كما أنه من حق الزوجة طلب الطلاق، ومن الواجب عليها إعطاء النصيحة والتحذير من عقاب الله الشديد، حيث إن الزنا من الكبائر التي حذر الله منها حالها كحال الشرك بالله والعياذ بالله.[1]
حيث قال الله سبحانه وتعالى:
{الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [سورة النور: الآية 3].
كما أنه إذا استجاب الزوج لنصيحة الزوجة وابتعد عن الزنا وفعل الفواحش وتاب إلى الله دون رجعة توبة نصوحة واتجه إلى الأعمال الصالحة وتقرب من الله سبحانه وتعالى، فإن الله يقبل توبته.
حيث يرجع ذلك إلى قول الله تعالى:
{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [سورة الفرقان: الآية 68].
أما إذا لم يستجب الزوج الزاني لنصيحة الزوجة، يمكن للزوجة طلب الطلاق منه وإذا رفض يقوم القاضي بتطليق الزوجة منه للضرر، حيث إنه لا يوجد خير في العيش مع زوج زاني لا يراعي زوجته ولا يراعي ما حرمه الله سبحانه وتعالى عليه.
اقرأ أيضًا: دعاء الاستغفار والتوبة من الزنا والكبائر مكتوب ومعرفة شروط التوبة
ما هو الزنا
في إطار التعرف على حكم بقاء الزوجة مع زوجها الزاني، يمكن تعريف الزنا في اللغة بأنها إتيان الرجل المسلم للمرأة بدون عقد شرعي، كما يعرف أيضًا عند الفقهاء بأنها من فعل الفواحش في القبل أو الدبر، حيث إنه من أعظم الذنوب والكبائر التي حرمها الله سبحانه وتعالى.
حيث أتى الدليل على ذلك قول الله سبحانه وتعالى:
{وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [سورة الإسراء: الآية 32].
شروط ثبوت حد الزنا
في إطار استكمال التعرف على حكم بقاء الزوجة مع زوجها الزاني، هناك بعض الشروط التي تم تحديدها لإثبات حد الزنا، وتتمثل تلك الشروط في:
- البلوغ حيث يجب أن يكون من زنى بامرأة أن يكون رجلًا بالغًا عاقلًا ومختارًا وعلى علم بما حرمه الله عز وجل، كما أن إثبات الزنا عليه يمكن أن يتحقق من خلال الاعتراف بالفعل أو الشهادة.
- يجب أن يكون عدد الشهداء أربعة وأن يكونوا جميعهم عقلاء وبالغين وأن يكونوا مسلمين ويشهدون في مجلس واحد.
اقرأ أيضًا: ما حكم الزنا قبل الزواج؟
حكم الزاني المتزوج
من خلال التعرف على حكم بقاء الزوجة مع زوجها الزاني، يمكن التعرف على حكم الزاني المتزوج، حيث يتوقف هذا على ما إذا كان الزاني محصنًا أم غير محصن، فالزاني المتزوج المحصن هو الذي وطء زوجته في قبلها بالنكاح الصحيح وكان بالغًا وعاقلًا وحرًا.
حيث يتضح من خلال الآتي أن الإحصان يأتي على هيئة شروط تتمثل في:
- الوطء في القبل.
- الوطء بنكاح صحيح.
- العقل لكل من الزوج والزوجة.
- البلوغ والحرية لكل من الزوج والزوجة.
لذا إذا تحقق أي من الشروط المذكورة في الزاني المتزوج فإنه حينها يكون محصنًا ويكون الحكم عليه الرجم بالحجارة حتى الموت، حيث إن حكم الرجم هذا كان ثابتًا بالأفعال والأقوال عند الرسول عليه الصلاة والسلام.
حيث قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه:
” أنَّ رَجُلًا من أسلَمَ جاء إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاعترَفَ بالزِّنا، فأعرَضَ عنه، ثُمَّ اعترَفَ، فأعرَضَ عنه، حتى شَهِدَ على نَفْسِه أربعَ مَرَّاتٍ، فقال له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أبكَ جُنونٌ؟ قال: لا، قال: أُحصِنتَ؟ قال: نَعم، فأمَرَ به النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فرُجِمَ بالمُصلَّى، فلمَّا أذلَقَتْه الحِجارةُ فَرَّ، فأُدرِكَ فرُجِمَ حتى مات، فقال له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خيرًا، ولم يُصَلِّ عليه“.
أما إذا كان الزاني غير محصن فإن الحكم عليه 100 جلدة ويتم تغريبه لمدة سنة كاملة سواء كان رجلًا أو امرأة، لكن لا يتم تغريب المرأة إلا إذا كان لها محرم حيث إنه إذا تواجد لها محرم يتم حبسها في بلدها لمدة سنة.
اقرأ أيضًا: أفضل دعاء للتوبة عن الزنا والابتعاد عنه
أضرار الزنا
ساهم التعرف على حكم بقاء الزوجة مع زوجها الزاني في معرفة الحكمة من تحريم الزنا، حيث إن الله سبحانه وتعالى لا يحرم شيء إلا وكان له حكمة من ذلك، فجعل الله الزنا من الكبائر العظيمة لما لها من أضرار كبيرة تتمثل في:
- يمكن أن يسبب الزنا في حدوث خلط في الأنساب، حيث إنه يمكن أن يؤدي إلى انتساب الأبناء لغير أبيهم، وتوزيع الإرث لمن ليس من حقه.
- انتشار الفاحشة والأوبئة والرذيلة بين الناس، والذي يؤدي إلى خوف الرجل من أن يأمن لأهل بيته سواء كانت الزوجة أو الابنة أو الأخت، وأن تموت الغيرة في القلوب واختفاء الطهر والحياء.
- حدوث تنازع وقتال بين الناس بسبب هذه المنكرة التي يمكن أن تؤدي إلى انتشار الفتن والحروب.
- الابتعاد عن الله سبحانه وتعالى، وانتشار المعاصي والفسق بين الناس في المجتمع والذي يؤدي إلى الكفر وما بعد الكفر ذنب.
- العقاب العظيم الذي يقع على الفرد من الله سبحانه وتعالى في الدنيا والآخرة.
إن الزنا جريمة شنعاء وهو كبيرة من الكبائر التي حرمها الله سبحانه وتعالى، حيث يجب علينا اتخاذ الموعظة والنظر إلى تحذير الله لنا من مجرد الاقتراب منه أو التفكير فيه.