ما هو حكم مخاصمة الزوجة لزوجها؟ وما هي آداب الخصام بين الزوجين؟ حيث حدد الدين الإسلامي عدة ضوابط لا بد أن يتبعها الزوج والزوجة حتى يحصلوا على حياة مليئة بالراحة والسعادة، فالزواج علاقة مبنية على المودة والرحمة والتفاهم في كل وقت وإن كان في وقت الخصام أيضًا، لذلك من خلال موقع القمة نتعرف على حكم ذلك الخصام.
حكم مخاصمة الزوجة لزوجها
من الممكن أن يختلف حكم مخاصمة الزوجة لزوجها وفقًا لحالة الخصام، حيث إن المعاشرة التي تتم بين الزوج والزوجة يجب أن تتم بالبر والود والتقوى، لذلك فإن حكم مخاصمة الزوجة لزوجها يعد أمر مشروع وجائز في الدين الإسلامي، وذلك في حال كان السبب في هذا الهجر هو الغضب من الزوج بسبب قيامه بأمر ما أغضبها.[1]
على الرغم من أن حكم مخاصمة الزوجة للزوج واحدًا من الأمور المشروعة في الدين الإسلامي بشكل عام، إلا أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد حرم مخاصمة الزوجة لزوجها لأكثر من ثلاثة أيام، حيث قال صلى الله عليه وسلم:
“ لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيالٍ، يَلْتَقِيانِ فيُعْرِضُ هذا ويُعْرِضُ هذا، وخَيْرُهُما الذي يَبْدَأُ بالسَّلامِ ” (صحيح مسلم).
بالإضافة إلى أن الإسلام قد شرع حكم مخاصة الزوجة لزوجها في حالة كان هذا الخصام من أجل تأديبه أو غضبها منه بسبب سبه لها على سبيل المثال، كما يجب أن يكون هذا الخصام للزوج يعمل على التقليل والحد من المشكلة التي بينهما ويزيد من فرص الصلح وتهدئة الأمور وليس العكس.
أما في حال خاصمت الزوجة زوجها من دون سبب حقيقي، أو في حال وجود سبب ولكن من الممكن أن يؤدي هذا الخصام إلى تفاقم المشكلة أكثر أو كبرها فيكون حينها حكم مخاصمة الزوجة لزوجها غير مشروع ولا جائز.
اقرأ أيضًا: ما حكم نفور الزوجة من زوجها؟
ما المقصود بمخاصمة الزوجة لزوجها
في إطار التعرف على حكم مخاصمة الزوجة لزوجها في الدين الإسلامي والشرع، لا بد من الاطلاع على المقصود من خصام الزوجة لزوجها، حيث إن المقصود بالخصام هو أن تقوم الزوجة بترك زوجها وإذا تحدث معها أو وجه إليها الكلام لا ترد عليه ولا تحدثه.
بالإضافة إلى أن المقصود من هذا الخصام ألا تتناول الطعام معه على مائدة واحدة، وألا تشرب معه، وعدم التعامل معه في الأمور العادية في الحياة اليومية، ولكن لا يشتمل الخصام في الدين الإسلامي هجره في الفراش، حيث إنه أمر غير جائز أو مشروع.
فمن الجدير بالذكر أن هجر الزوجة للزوج في الفراش هو واحد من الكبائر التي حرمها الله عز وجل، وعن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال:
“إِذَا بَاتَتِ المَرْأَةُ، هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا، لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ” (صحيح مسلم)
كما أن الله سبحانه وتعالى قد حرم هذا الأمر في حال كان الزوج مستقيمًا ويتقي الله عز وجل في كل ما يفعل بالمودة والرحمة.
كما يقوم بإعطاء كافة حقوقها الشرعية لها كاملةً، ولا يقصر تجاهها في الفراش أو يهجرها، أما إذا كان الزوج شخص غير مستقيم ويهجر زوجته في الفراش، أو يقصر في إحدى حقوقها أو يظلمها بأي شكل من الأشكال فمن حق الزوجة حينها أن تهجره في الفراش وأن تمنعه هي الأخرى من حقوقة الشرعية.
ماذا يجب أن يفعل الزوج عند مخاصمة الزوجة له
إن الدين الإسلامي يحث كلا الزوجين على الصبر والتعامل بالمودة والرحمة، ولهذا فلا بد أن يقوم الزوج بالصبر على زوجته إذا خاصمته، كما يجب ألا يسيء معاملتها مهما اشتد بينهما الخصام، بل ويجب عليه في مثل هذا الوقت أن يتناقش مع زوجته ويحاول أن يتفهمها ويتبين سبب الخصام.
حيث قال تعالى في كتابه الحكيم:
{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت:34]
بالإضافة إلى ضرورة البحث عن حل لسبب المشكلة بينهما إلى ما شرعه الدين الإسلامي من الأساليب التي تجعل لهما ثوابًا كبيرًا عن الله عز وجل.
اقرأ أيضًا: إهانة الزوجة لزوجها نهاية للحياة الأسرية
ما هي آداب الخصام بين الزوجين؟
إن الزواج في الدين الإسلامي آية ربانية وسنة نبوية كذلك، كما أنه فطرة إنسانية وضرورة اجتماعية أيضًا، ومن أجل إنجاح الزواج يجب إتمامه وفق منهج قويم وتخطيط سليم، ومن الجدير بالذكر أن الخصام من أحد الأساليب المتعارف عليها من أجل معالجة بعض السلبيات عند الأطراف الأخرى.
مع العلم بأن الخصام له آداب لا يجب تجاهلها أو نسيانها حتى لا يتم تطبيق الخصام بشكل خطأ، حيث جعل الناس مدته غير محددة وآدابه غير واضحة كذلك، لذلك من خلال الرجوع إلى الهدي النبوي نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“لا تَباغَضُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا، ولا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ” (صحيح البخاري).
إن الزواج أسمى وأرقى العلاقات الإنسانية التي تشتمل على العديد من الضوابط والحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة، فلا بد من مراعاة هذه الضوابط الموضوعة من قبل الشريعة الإسلامية في حالة الخصام أو الهجر بين الزوجين.