ما اسم الخط أو الرسم الذي يكتب به القرآن الكريم؟ وهل يؤثر نوع الخط في طريقة قراءة القرآن الكريم؟ على الرغم من أن الكثير من الناس ممن لا يعرفون بأمر الخطوط العربية، لا ينتبهون إلى نوع الخط القرآني الذي اُختير من قِبل أحد الصحابة الأجلاء، وهذا ما سنوضحه من خلال موقع القمة.
ما اسم الخط أو الرسم الذي يكتب به القرآن الكريم
عند فتح المصحف الشريف والانتباه إلى طريقة كتابة كلمات الآيات الكريمة ومقارنتها مع أي مكتوب آخر، نجد أن هناك اختلاف بينهما، ويرجع ذلك إلى أن نوع الخط الذي تم استخدامه في الكتابة مُختلف في كلتا الحالتين.[1]
في هذا الصدد فإن الخط المُستخدم في كتابة القرآن الكريم في المصاحف هو الخط أو الرسم العثماني، والذي سُمي بذلك الاسم نسبة إلى الصحابي الجليل عثمان بن عفان، الذي جُمع القرآن في عهده.
اقرأ أيضًا: انتشار الإسلام في مختلف العهود
قواعد الخط العثماني
بعد معرفة إجابة ما اسم الخط أو الرسم الذي يُكتب به القرآن الكريم، والذي كما ذكرنا أنه الخط العثماني، من الجدير بالذكر أن مثله كباقي الخطوط لها عدة قواعد أو سمات تميزه عن غيره من تلك الخطوط الأخرى.
علمًا بأن الخط العثماني يتكون من 6 قواعد أساسية والتي نذكرها على النحو التالي بشكلٍ من التوضيح البسيط:
1– قاعدة الزيادة
الزيادة هي إضافة حرف -من حيث الرسم لا القراءة أو اللفظ- ويتم التعبير عنها في الرسم العثماني للقرآن الكريم على شكل صفر مستدير، ويكون موضعه على أحرف العلة وهي الواو، والألف والياء، وكأمثلة عليها ما يلي:
- {سَأُوْرِيكُمۡ} [الأنبياء: 37].
- {مِاْئَةَ} [البقرة: 259].
- {نَّبَإِيْ} [الأنعام: 34].
2– قاعدة الحذف
يتم الحذف في الرسم العثماني للقرآن الكريم -رسمًا فقط وليس لفظًا- لحروف العلّة، والنون، واللازم، مثل ما يلي:
- {فَأۡوُۥٓاْ} [الكهف: 16].
- {سَمَّٰعُونَ} [المائدة: 41].
- {ٱلۡحَوَارِيِّۧنَ} [المائدة: 111].
- {تَأۡمَ۬نَّا} [يوسف: 11].
- {ٱلَّيۡلِ} [البقرة: 164].
3– قاعدة البدل أو الإبدال
قاعدة البدل في الخط العثماني هي إبدال أحد الأحرف بأخر، وهو غير مُحدد بحروفٍ بعينها، وذلك مثل ما يلي:
- {لَنَسۡفَعَۢا} [العلق: 15]. وفيها تم إبدال نون التوكيد بألف.
- {ٱلصَّلَوٰةَ} [البقرة: 3]. حيث تم إبدال الألف بواو.
4– قاعدة الهمز
قاعدة الهمز متخصصة في رسم الهمزات بالطرق المختلفة طبقًا لأسس معينة، ومن أمثلتها التي وردت في القرآن الكريم بالخط العثماني نذكر التالي:
- {يَئِسَ} [المائدة: 3].
- {ٱمۡرُؤٌاْ} [النساء: 176].
5– قاعدتي الوصل والفصل
بشرحٍ مُبسط لآخر قواعد الرسم العثماني المُستخدم في كتابة القرآن الكريم، وهما الوصل والفصل حيث يتم من خلالها وصل كلمتين من المفترض أنهم متصلتان، أو العكس كما هو في الفصل.
اقرأ أيضًا: كم عدد الملوك الذين حكموا المملكة العربية السعودية
الحكم الشرعي لاستخدام الخط العثماني في المصحف
لا بد من معرفة الحكم الشرعي فيما يخص استخدام الرسم العثماني كخط مُعتمد لكتابة القرآن في المصاحف الشريفة، وذلك كمعلومة إضافية تابعة لطرح استفسار ما اسم الخط أو الرسم الذي يكتب به القرآن الكريم.
في ذلك ذهب جمهور أهل العلم ومن بينهم المالكية، أن الرسم العثماني هو أمر توقيفي، أي بما إنه منقول عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان ذلك بمثابة ضرورة الالتزام به، حتى أنه لا يجوز فعل خلافه.
نستكمل آراء المذاهب والفقهاء الذين رأى بعضهم أن الخط العثماني للقرآن الكريم ليس توقيفي، ولا يمكن اعتبار مخالفته لا تجوز دون دليلًا من القرآن أو السنة، حيث كونه الخط الذي استخدمه الصحابة ليس كافيًا لإطلاق ذلك الحكم.
أما الفئة الأخيرة كان رأيها محايدًا بين الرأيين السابقين، إذ إنها ذهبت إلى أن الرسم العثماني ليس توقيفي ولا يلزم استخدامه دون غيره، لكن في حال كان ذلك فيُفضل أن يكون واضحًا للعامة، نظرًا لأن العوامّ قد يصعب عليهم فهم قواعده.
من الآراء السابقة يتضح لنا بصورة جلية أن الرأي هو المعمول به في الأغلب هو الأول، وذلك من المصاحف الشريفة التي لا تكاد تخلو إحداها من الرسم العثماني، فقلما وربما نَدر استخدام خطًا آخر غير العثماني.
عندما قام الصحابي الجليل عثمان بن عفان بجمع المصحف الشريف بالخط العثماني، قام بتوزيعه على المناطق والأمصار المختلفة، وذلك حتى يتعلم ساكنيها كيفية القراءة بذلك الخط.