هل يجوز للحائض دخول المسجد النبوي؟ وما هي الأمور التي يحرم عليها فعلها في حال كانت مُعتمرة؟ حيث ترغب كل أنثى مُسلمة في معرفة حدودها الشرعية أثناء فترة الحيض وذلك تجنبًا للتقصير أو التجاوز، ومن خلال موقع القمة سنقوم بمعرفة الأحكام الشرعية التي تهم المرأة في فترة حيضها.
هل يجوز للحائض دخول المسجد النبوي
كما هو معروف أن الحيض يعد من الفترات العصيبة التي تمر بها المرأة، ولذلك أسقط الله من عليها بعض العبادات المفروضة، ومُنعت من أخرى، وسنخص بالذكر في هذا الصدد أمرًا يُشكّل لبسًا على العديد من المسلمات وهو هل يجوز للحائض دخول المسجد النبوي؟[1]
حيث كانت إجابة أغلب أهل العلم في هذا الأمر أن: الحائض يجوز لها العبور من أمام المسجد -في حال ضمنت عدم إصابته بأذى الحيض- أما مكوثها داخل المسجد فذلك حرام ولا يجوز.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ} [النساء: 43].
حيث إن الآية الكريمة السابقة كانت السند الشرعي لمن أجازوا ذلك الحُكم، وذلك لاعتبارهم أن المسجد هو مكان الصلاة التي تتحدث عنها الآية، وبالتالي ينطبق عليه ما ينطبق عليها من أحكام.
“عن أم عطية نسيبة بنت كعب قالت: أُمِرْنَا أنْ نَخْرُجَ فَنُخْرِجَ الحُيَّضَ، والعَوَاتِقَ، وذَوَاتِ الخُدُورِ – قالَ ابنُ عَوْنٍ: أوِ العَوَاتِقَ ذَوَاتِ الخُدُورِ – فأمَّا الحُيَّضُ: فَيَشْهَدْنَ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ، ودَعْوَتَهُمْ ويَعْتَزِلْنَ مُصَلَّاهُمْ” [صحيح البخاري].
يُستدل أيضًا من ذلك الحديث على حُرمة دخول المسجد للحائض، حيث أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من اعتزال المُصلى أي عدم دخوله، وكان ذلك حُجّة إضافية لأهل العلم من ذلك الرأي.
هل يجوز للحائض أداء مناسك الحج والعمرة
من البديهي في إطار طرح سؤال هل يجوز للحائض دخول المسجد النبوي، أن نتطرق إلى الحكم الشرعي في الأمور التي تجوز للحائض أثناء العمرة أو الحج، حيث إن كثيرًا من النساء يأتيهن الحيض إما في أول أو منصف أو حتى أواخر المناسك.[2]
في ذلك الأمر كانت آراء الفقهاء أن الحيض -ومثله النفاس- لا يُعد من مُبطلات الحج أو العمرة، فيما عدا الطواف حيث فيه اختلف العلماء فيما بينهم.
حيث ذهب مجموعة من أهل العلم أن الطواف يحرم على الحائض، وذلك استنادًا للأحاديث النبوية الشريفة التالية:
“عن عائشة أم المؤمنين قال: قَدِمْتُ مَكَّةَ وأَنَا حَائِضٌ، ولَمْ أَطُفْ بالبَيْتِ ولَا بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ قالَتْ: فَشَكَوْتُ ذلكَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: افْعَلِي كما يَفْعَلُ الحَاجُّ غيرَ أَنْ لا تَطُوفي بالبَيْتِ حتَّى تَطْهُرِي” [صحيح البخاري].
“عن عبد الله بن عباس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنَّ النُّفَساءَ والحائضَ تغتَسلُ، وتُحرمُ، وتَقضي المَناسِكَ كلَّها، غيرَ أن لا تطوفَ بالبيتِ، حتَّى تطهُرَ” [صحيح الترمذي].
ذلك ويتبين لنا من هذين الحديثين أمرًا واضحًا وصريحًا بأن جميع المناسك مُباحة للحائض، فيما عدا الطواف، فلا يجوز لها حتى تمام طهارتها، والتي أيضًا لاقت خلافًا بين العلماء.
حيث إن جمهور العلماء وهم المالكية والحنابلة أجمعوا على أن الطهارة شرطًا من شروط الطواف وهي سُنة، أما الحنفية ذهبت إلى أنها ليست شرطًا في حال لم تستطع المرأة الانتظار حتى أن تطهر.
من الجدير بالذكر أن الطهارة المقصودة هنا هي الاغتسال بعد انقطاع دم الحيض.
اقرأ أيضًا: كم مرة تصلي صلاة الاستخارة
ما هي العبادات التي لا يجوز أن تفعلها الحائض
في ضوء عرض إجابة هل يجوز للحائض دخول المسجد النبوي، وجب أن نتطرق إلى أصل الموضوع ونعرف ما هي العبادات التي لا يجوز للحائض أن تفعلها في حيضها، وذلك على النحو التالي:
1- المواظبة على الصلوات
إن الصلاة هي أول عبادة يتم إسقاطها من على المرأة وقت الحيض، ومن تُصلي في ذلك الوقت وهي عالمة بالحكم، تعد آثمة ووجب عليها الاستغفار والتوبة.
كما أنه لا يلزمها إعادة الصلاة بعد طهرها، حيث إن الصلاة التي تكون مفروضة عليها هي التي لم تصليها قبل الحيض، وما دخل عليها بعد الطهارة.
2- صيام الفرض والنافلة
ثاني العبادات التي أسقطها الله من على الحائض هي الصيام، سواءً كان فرضًا مثل رمضان، أو القضاء، أو النذر، أو نافلة مثل الإثنين والخميس والتطوع وغيرها.
علمًا بأن ما دام الحيض مُستمرًا حَرم على المرأة الصيام، لكن بمجرد انقطاع الدم والتأكد من الطهارة جاز لها الصيام وإن لم تكن اغتسلت بعد، بالإضافة إلى أنه يجب على قضاء الأيام التي أفطرتها في صيام الفروض.
3- مس المصحف الشريف
أجمع أهل العلم والمذاهب الأربعة على أن الحائض لا يجوز لها مس المصحف الشريف “الورقي” وذلك استنادًا إلى الآية الكريمة:
{لّا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 79]
وذلك لأنها على حدث أكبر يحيل بينها وبين الطهارة.
أما فيما يخص حكم قراءة القرآن الكريم من قِبل الحائض ففيه خلاف، حيث إن فئة من أهل العلم ترى أن الحائض ينطبق عليها نفس حكم الجنب بأنه لا يجوز لهما القراءة.
أما آخرون فقد ذهبوا إلى أن الحائض معذورة لأنها مدة الحيض على عكس الجنب الذي يمكنه الاغتسال متى أراد، وبالتالي يجوز لها قراءة القرآن، وذلك إما عن ظهر قلب، أو من وراء حائل، ومن هنا أُجيز القراءة من الهاتف.
اقرأ أيضًا: كيف تغسل الحائض رمضان
التواصل مع دار الإفتاء المصرية
جدير بالإشارة مع معرفة هل يجوز للحائض دخول المسجد النبوي أم لا، توضيح أن دار الإفتاء قد أتاحت العديد من طرق التواصل للإجابة عن أي مسألة شرعية أو بيان حكمها، وذلك من خلال أي من الطرق الآتية:
الموقع الإلكتروني | من هنا |
البريد الإلكتروني | [email protected] |
يوتيوب | من هنا |
تويتر | من هنا |
فيس بوك | من هنا |
رقم الهاتف | 0225970400 |
إن فقه المرأة والأحكام المتعلقة بها خاصةً فيما يتعلق بالحيض والنفاس مثل دخول المسجد النبوي الشريف، يجب على جميع النساء الإلمام بها حتى لا يقعن في المحظور، ولا يأثمن إن ترك فرضًا.