هل يجوز الزنا للضرورة؟ وما هي أدلة حرمانية الزنا؟ فالزنا كبيرة من الكبائر وعلى الرغم من ذلك إلا أن ما زال هناك عدد من الأشخاص يرغبون في معرفة ما إذا كان مُباح لهم أم لا حال كان هناك ضرورة قصوى تحتم عليهم الاتجاه إليه، ولذا من خلال موقع القمة سنعرض ما إذا كان الزنا مُباح أم لا.
هل يجوز الزنا للضرورة
الزنا من الكبائر التي يمكن أن يرتكبها الإنسان سواءً في حق نفسه أو من ارتكبه معه، ويتوجب على من يرتكب هذه الكبيرة التوبة والاستغفار باستمرار عما بدر منه، والتقرب إلى الله بالامتناع عن كافة المحرمات، فهو فاحشة شنيعة لا مُبرر لها، ولا صد لمن يقول إنه حلال تحت ظرف معين.[1]
لا يجوز للمسلم ارتكاب الزنا مهما كانت الضرورة التي تبدو له، لذا حثنا الله في كتابه العزيز على الزواج لكي يكفي الإنسان نفسه من فعل المحرمات.
كما حثنا الرسول الكريم على التخلص من الزنا بالزواج، وإن لم يستطع المسلم الزواج فعليه الصيام، وذلك ظهر في قول الحديث الشريف:
“كُنَّا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أغَضُّ لِلْبَصَرِ، وأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ” [الراوي: عبد الله بن مسعود، المحدث: البخاري].
كما أن هناك الكثير من الآيات القرآنية التي ذُكرت في كتاب الله العزيز والتي ظهر بها النهي التام عن فعل المحرمات وارتكاب كبيرة من الكبائر وهي الزنا.
اقرأ أيضًا: ما حكم التقبيل من الفم لغير المتزوجين؟
دلائل من القرآن الكريم على حرمانية الزنا
القرآن الكريم هو ما نستدل به على كل ما نرغب في معرفة حكمه الشرعي، وقد تبين من خلال الكثير من الدلائل أن الزنا أهم ما يجب على المسلم الابتعاد عنه لأن الله حرمه تحت أي ظرف، وفيما يلي سنوضح هذه الدلائل كاملة:
- قال تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) [سورة الإسراء: الآية 32].
- قال تعالى: (وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ۚ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم ۚ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۚ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ۚ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ ۚ وَأَن تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [سورة النساء: الآية 25].
- قال تعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانً) [سورة الفرقان: الآيات 68 ـ 69].
عقوبة الزنا في الإسلام
الزنا لا يُباح لغير المتزوجين في الإسلام، فهو من الأمور التي حرمها الشرع تحت أي مُبرر، ومهما كان الموقف الذي دفعهم إلى ذلك لا يُباح لهم ارتكاب هذه الكبيرة، وعقابهم في الإسلام الجلد 100 جلدة وفقًا لما ذُكر في القرآن الكريم.
فهي العقوبة التي لا رأفة بها لحالهم، والتي لا تساهل بها من قِبل المؤمنين المهتمين بتنفيذ أحكام الله وما دل عليه القرآن وما أشارت إليه السنة النبوية الشريفة، وهذا الحُكم سارٍ على الزاني مع المُسلمة أو غير المسلمة، فلا خلاف في الحُكم مهما اختلفت الأديان، ولكن لا بُد من استحضار 4 شهود على الواقعة من أجل تنفيذ إقامة الحد.
شروط إقامة عقوبة الزنا
توجد بعض الشروط الواجب وقوعها من أجل إثبات حادثة الزنا وبُناءً عليه يُقام الحد، وفي الإسلام تم ذِكر هذه الشروط وتحديدها بالشكل الذي يجعل إقامة الحد أمر لا رجعة به، وفي الرد على هل يجوز الزنا للضرورة سنوضح هذه الشروط كاملة:
- لا بُد من حدوث الإيلاج من الرجل إلى المرأة.
- وجود 4 شهود على الحادثة، حيث يجب عليهم الشهادة بحدوث الزنا بين الرجل والمرأة وأنهم قد شاهدوا ذلك بأنفسهم أو الاعتراف من الرجل أو المرأة بوقوع الزنا بينهم.
- نفي شبهة الحادثة، فغير مسموح بوقوع شبهة في هذه الحالة لوقوع الحدث، ولا بُد أن يكون الأمر على يقين لإيقاع الحد بالزاني والزانية.
اقرأ أيضًا: هل يجوز ممارسة العادة عند الضرورة في رمضان
ما هي درجات الزنا في الإسلام
الزنا درجات، وهذا لا ينفي الإجابة الموضحة في الرد على سؤال هل يجوز الزنا للضرورة بقدر توضيح درجات الزنا التي يرتكبها المسلم وأنواعه، وهي:
- زنا الأجانب: وهو الزنا الذي يحدث من الرجل إلى امرأة أجنبية عنه، ولا يختلف الأمر ما بين متزوجة وغير متزوجة، ولكن العقاب يكون أشد مع المتزوجة.
- زنا المحارم: وهو الأعظم، ويكون الزنا مع الأقارب والنساء من المحارم اللواتي لا يحللن للرجل معاشرتهم كالأم، الأخت، أخت الزوجة، الخالة وغيرهم.
- زنا في البلد الحرام: وهنا يكون ارتكاب الذنب في أرض طاهرة ومقدسة، فهو ما يزيد من عقوبة الذنب وحرمته.
- الزنا بزوجة العالم أو أن يقع بزوجة المجاهد: ويكون هنا الذنب عظيم، وذلك لأن المجاهد والعالم أخلصوا نفسهم في سبيل الله.
- الزنا بين الجيران: ويكون بامرأة من رجال الجيران أو غير متزوجة، وذلك ناتج عن وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بالجار.
الزنا مرفوض تمامًا في الإسلام بل وفي اليهودية والمسيحية ولا يوجد من الأديان ما يبيحه، وهو ما لا يجعل له أي ضرورة أو مُبرر يغفر ارتكاب هذا الذنب العظيم، لذا لا يجوز لأي الشخص ارتكابه تحت أي مُسمى.