هل يجوز شرب حليب الزوجة؟ وما حكم شرب حليب الزوجة لغير الضرورة؟ هذه بعض الأسئلة التي تدور في عقول الكثير من المتزوجين المسلمين، ولأن أحكام الشريعة الإسلامية التي تخص العلاقة الزوجية كثيرة، ويوجد بعض التفاصيل التي حرمها الله وبعضها المحلل، لذلك اليوم نعرض كل ما يخص هذا الأمر في موقع القمة.
هل يجوز للزوج شرب حليب الزوجة
الشريعة الإسلامية أقرت العديد من الأحكام التي يمكن أن يحتاجها المسلم في حياته سواء حياته اليومية أو التعامل مع زوجته، وتلك الأحكام تنقسم إلى 4 أجزاء الجزء الأول محبب أن تفعله الثاني محرم الثالث مكروه الرابع إباحة أن تكون مخير بين فعله وعدم فعله، لذلك:
- العلاقة الخاصة بين الزوجين تكون من أسمى العلاقات وأقدسها، ولكن يوجد بعض الأشياء التي حرمها الله عليهم.[1]
- يجب أن نعرف أن حليب المرأة طاهر برأي جميع الفقهاء.
- يكن للزوج أن يمص ثدي زوجته من أجل المتعة، وإذا نزل منها حليب في فمه وبلعه لا يوجد أي مانع.
- لذلك يمكن القول إن شرب حليب الزوجة جائز وهذا في إطار التمتع بالعلاقة الزوجية.
اقرأ أيضًا: حكم الإفطار في صيام القضاء
حكم شرب حليب الزوجة لغير الضرورة
فيما سبق قلنا أن شب اللبن في أثناء التمتع في العلاقة الزوجية جائز ولا يوجد مشكلة فيه، ولكن يجب أن تعرف ما حكم الشريعة الإسلامية إذا لم يكن هناك ضرورة لذلك، وخارج إطار العلاقة الزوجية، وآراء العلماء كانت كالآتي:
- لم يجتمع علماء الإسلام على رأي واحد في هل يجوز شرب حليب الزوجة لغير الضرورة.[2]
- قال تابعين المذهب الحنفي أنه ليس محرم وهذا في قولهم ” ولا بأس بأن يستعط الرجل بلبن المرأة ويشربه للدواء”.
- ولكن ما اتفق عليه باقي العلماء أن حكم شربه لغير الضرورة أمر مكروه تمامًا، لأنه يخالف فطرة الإنسان التي خلقه الله بها.
هل شرب حليب الزوجة يحرمها على زوجها
بعد أن عرضنا هل يجوز شرب حليب الزوجة، يجب أن نعرض هل شرب هذا الحليب يحرم الزوجة على زوجها، إذ قال الله تعالى في آية تخص الرضاعة:
{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ ۚ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ ۗ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير} [البقرة: 233].
فسرت هذه الآية أن الله يقصد المرأة التي ولدت ابنها من رحمها، وأن الرضاعة هنا لمن لم يتجاوز العامين، وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين أن رضاع الكبير لا يكون مثل الخمس رضعات مشبعات فأكثر، وأن هؤلاء الرضعات يجب أن تتم قبل مرحلة الفطام، لذلك قيام الزوج بشرب حليب زوجته لا يجعل منه ابنها، وهذا بإجماع الكثير من الفقهاء.
وكان هذا استدلال على الحديث النبوي الشريف “أنَّ أبا موسى أَتَاهُ رجلٌ فقال إنَّ امرأةً ورِمَ ثديُها فجعل يَمُصُّهُ ويَمُجُّهُ فدخل بطْنَهُ فقال لَا أُرَاها تصلُحُ له فَأَتى ابنَ مسعودٍ فسأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فقالَ لم تحرَّمْ عليْكَ إنما يحرِّمُ مِنَ الرضاعِ مَا أنبتَ اللحمَ وشدَّ العظْمَ ولا رِضاعَ بعدَ فطامٍ فقيلَ لِأَبي موسى فقال لا تسأَلُوني عن شيءٍ ما أقامَ هذَا بينَ أظهُرِنا مِنْ أَصْحَابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم” [المصدر مجمع الزوائد].
وهذا الحديث دليل كبير على أن شرب الزوج لحليب زوجته جائز ولا يعتبر إثمًا.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصيام على غير طهارة
هل يجوز شرب حليب الزوجة في رمضان
يسأل العديد من الرجال هل يجوز شرب حليب الزوجة في نهار رمضان، وهذا ما سنعرف إجابته في السطور القادمة:
- يحرم شرب لبن الزوجة في نهار رمضان وأثناء فترات الصيام.
- ذلك بسبب أن هذا يثير الشهوة لدى الزوجين، ويكون مستهل إلى الكثير من الأفعال الأخرى.
- يلتزم الزوج في التحكم في نفسه في فترة الصيام، حتى لا يقع في أي أفعال محرمة أثناء فترة الصيام.
- الصيام يجبر الإنسان على الابتعاد عن جميع الشهوات ليس فقط الأكل والشرب، مما يجعل الإنسان متحكم بشكل كامل في غرائزه الداخلية.
- لذلك أجمع العملاء على أن شرب حليب الزوجة محرمًا في رمضان.
هناك العديد من الشرائع التي تنظم العلاقات بين الناس وبين الزوجين وهذا ما يساعد الإنسان على أن يعيش حياة سعيدة وأكثر تجنبًا للمخاطر، لذلك البحث عن أحكام الإسلام التي تخص العلاقات الزوجية هو أمر مهم لدى كل مسلم.