هل يجوز قول حسبي الله ونعم الوكيل على الأم

هل يجوز قول حسبي الله ونعم الوكيل على الأم؟ وما هو فضل قول حسبي الله نعم الوكيل؟ أغلبنا يعتقد أن جملة حسبي الله ونعم الوكيل دعاءً بالهلاك وانتقام الله من شخص معين وغالبًا ما تقال عند التعرض لظلم كبير، ولكن عندما يكون هذا الظلم من الأم التي أوصانا الله ببرها مهما فعلت هل سيكون حلالًا أن ندعو عليها بهذا الدعاء، هذا ما سنعرفه بالتفصيل عبر موقع القمة.

هل يجوز قول حسبي الله ونعم الوكيل على الأم

لا يمكننا إنكار حقيقة أنه توجد نماذج كثيرة سيئة للأمهات اللواتي يقمن بظلم أولادهن، ولأن لكل إنسان طاقة تحمل إذا فاقت حدها انقلبت مشاعر الإنسان وثارت كالبركان الخامد الذي قرر الثورة والانفجار فجأة، وهنا يتساءل البعض هل يجوز قول حسبي الله ونعم الوكيل على الأم؟[1]

الإجابة هي نعم يجوز لأن هذا الذكر أو هذا الدعاء يستحب قوله عند التعرض لخوف أو ظلم أو مكروه، ولكن لا يستحب أن يقال للأم أو الأب في وجهيهما بشكل مباشر مهما كانت درجة الظلم الذي ألحقوه بأولادهم، وذلك كضرب من ضروب التأدب حيث أوصانا الله تعالى باحترام الوالدين وبرهما وطاعتهما ما لم يدعوانا للشرك والكفر به.

يمكن أن نقول حسبي الله ونعم الوكيل نتيجة ظلم أحد الوالدين ولكن سرًا كمناجاة بيننا وبين الله، لأن الجهر بذلك أمامهم سيؤدي إلى سخطهم وغضبهم ولقد حذرنا الله من غضبهم وحزنهم منا حتى وإن كنا على حق وجعل في طاعتهما طاعة مباشرة له وسببًا كبيرًا وشرطًا أساسيًا لدخول الجنة، والدليل على ذلك ما ورد في هذا الحديث الشريف:

“عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رِضى اللَّهِ في رِضى الوالِدَينِ، وسَخَطُ اللَّهِ في سَخَطِ الوالدينِ” [حدثه بن حبان، المصدر: بلوغ المرام].

ذكر حسبي الله ونعم الوكيل

ذكر حسبي الله ونعم الوكيل

إن قول حسبي الله ونعم الوكيل ليس فقط مجرد دعاءً على الظالم، وإنما هو ذكر يقوله المسلم المؤمن بربه إيمانًا قويًا، فهو بقول هذا الذكر يعلن أن الله هو حسبه ووكيله في كل شيء وعليه يلقي حمله ويوكل إلى الله حل المشكلات والأزمات التي يمر بها، وكله يقين بأن الله وحده كافيًا له عن كل البشر وكل قوة في الدنيا لكي يبلغه مقصده بأمن وسلام.

جملة حسبي الله ونعم الوكيل واحدة من الدلائل على اليقين وحسن الظن بالله تعالى، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا ما يقوله كلما غلبه أمر ما وفيها تحصن العبد بربه وعدم خشية أي شيء أو أي شخص في الحياة اطمئنانًا لأن الله حاضر وشاهد ومطلع عليه في كل وقت وحين.

قال تعالى: (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) [آل عمران: 172 – 174].

اقرأ أيضًا: هل يجوز للزوج شرب مني زوجته

فضل قول حسبي الله ونعم الوكيل

في إطار الإجابة عن سؤال هل يجوز قول حسبي الله ونعم الوكيل على الأم، سنتعرف أكثر إلى فضل هذا الذكر العظيم، حيث ورد ذكره في أحد الأحاديث النبوية الصحيحة، وهو:

“عن بن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ، قالَهَا إبْرَاهِيمُ عليه السَّلَامُ حِينَ أُلْقِيَ في النَّارِ، وقالَهَا مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حِينَ قالوا: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173]” [حدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري].

إن دل هذا الحديث الشريف على شيء فيدل على مدى أهمية هذا الذكر والدعاء، وأن فضله لم ينتهِ ولم يتوقف عند هذا الحد، ونستعرض فيما يلي فضله للمسلم:

  • تعد من أعظم الأدعية في الإسلام لهجة وفضلًا ومنزلة.
  • فيها كسب لرضا الله تعالى.
  • إقرار العبد بضعفه وفقره لله تعالى والاكتفاء به عن جميع الموجودات والمخلوقات.
  • تفويض أمور العبد لربه.
  • جلب الرزق والبركة.
  • التوكل على الله والاعتماد عليه في دحر الظلم والخوف والشرور.
  • الاعتصام بحبل الله تعالى والركون إليه.
  • دفع السوء والأعداء وكفاية الهم والغم والخطر والخوف عن الإنسان.
  • حفظ الله ورعايته.
  • تيسير أمور العبد الدينية والدنيوية.
  • الفوز بالسعادة في الدنيا والآخرة.
  • بث الرعب والخوف في قلوب الأعداء عند سماعهم هذا الدعاء ليقينهم بأن الله قوي شديد العقاب ولا يرضى بظلم أبدًا.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الوضوء في الحمام

كيفية تعامل الأبناء مع ظلم والديهم

بعد أن عرفنا هل يجوز قول حسبي الله ونعم الوكيل على الأم إذا ظلمت أولادها، يجب أن نعرف كيف يمكننا مواجهة الموقف والتعامل مع ظلم الوالدين بالطريقة الصحيحة لكيلا يغضب الله علينا، وفي النقاط التالية نوضح بإيجاز كيفية مواجهة ظلم وعقوق الأهل لأبنائهم:

  • محاولة النقاش بهدوء أكثر من مرة لتقريب وجهات النظر.
  • تمالك الأعصاب وعدم الغضب والثورة.
  • عدم رفع الصوت أو التعدي بالقول أو الفعل على الأب أو الأم.
  • الرد بإحسان والتجاوز عن الإساءة واحتسابها في ميزان حسناتنا.
  • محاولة تجنب الأمر الذي يثير حفيظة الوالدين ويدفعهما إلى الظلم.
  • توكيل الله تعالى لكي يكون نصيرًا للحق والإيمان بأنه هو نعم الوكيل.
  • عدم الدعاء على الأهل لأن في ذلك إغضابًا لله.
  • عدم رد الظلم بظلم.
  • التوقف عن الجدال لأنه يزيد من الأمور سوءًا.
  • الدعاء للوالدين بالهداية.

لا يليق بمسلم أو مسلمة من الآباء والأمهات أن يوقعوا الظلم على أولادهم حتى يصل بهم الحال للدعاء عليهم رغمًا عنهم، فكما يوجد عقوق أبناء لأهلهم يدخلون النار بسببه يوجد أيضًا عقوق من الآباء لأولادهم يجازيهم الله عليها بالنار.

Scroll to Top