هل يجوز قول رضي الله عنه لغير الصحابة؟ ولماذا نقول رضي الله عنه بعد اسم صحابي؟ الكثير من المسلمين لا يعرفون لماذا نقول رضي الله عنه بعض أسماء الصحابة وهل يمكن أن نقول ذلك بعد أسماء غيرهم، اليوم سنوضح كل الأحكام التي تخص هذا الموضوع عبر موقع القمة.
هل يجوز قول رضي الله عنه لغير الصحابة
إذا كان سؤالك هل يجوز قول رضي الله عنه لغير الصحابة فالإجابة بشكل واضح هي نعم، حيث إن رضي الله عنه ما هي إلا دعاء للمذكور، وهذا الدعاء تعود الناس على استخدامه لصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك بهدم الدعاء والتكريم لهم.[1]
وهذا الدعاء يجوز أن يدعو به المسلم لأخيه المسلم، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز: {جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ}ْ [سورة البينة: آية 8].
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصيام على غير طهارة
آراء العلماء حول إجازة صيغة التراضي لغير الصحابة
هناك اختلاف كبير بين العلماء ردًا على سؤال هل يجوز قول رضي الله عنه لغير الصحابة وكل فريق له رأي حول الجواز من عدمه، وهناك فريق آخر تركها إلى نية القائل، لذلك في السطور القادمة نتعرف على تلك الآراء بالتفصيل:
الفريق الأول: جواز الترضي والترحم على الصحابة وغيرهم
العلماء الذين يتبعون هذا الفريق يرون أن صيغة الدعاء بالترضي لا تكون حكر على الصحابة فقط، بالإضافة أنه يمكن أن نقول رحمه الله على النطق باسم صحابي، إلى جانب آخر يمكن القول رضي الله عنه بعد ذكر اسم أي مسلم، ويرجع الفريق هذا الاستدلال إلى أنه لم يذكر في القرآن أو السنة النبوية ما يقول غير ذلك، أو يخصص دعاء رضي الله عنه إلى الصحابة وحدهم.
يقول الإمام يحيى بن شرف النووي أن صيغة الدعاء بالترضي على الصحابة أو الترحم عليهم هي عبادة مستحبة، ليست أكثر من ذلك ووافق الإمام النفراوي المالكي على هذا الرأي، وهذا قد ذكر في كتابه “الفواكه الدواني”.
الفريق الثاني: استحباب الترضي للصحابة الترضي لغيرهم
هذا الفريق يؤيد رأى أنه يستحب تخصيص الترضي للصحابة فقط، على الجانب الأخر الترحم على أي مسلم أخر، ولكنه ليس حرمًا أو يأثم المسلم إذا ترضى على مسلم آخر غير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الفريق الثالث: نحكم على الاستحباب من عدمه من خلال نية القائل
ترى هذه المجموعة أن الترضي من عدمه يكون من خلال نية القائل، حيث يجوز لأى مسلم الدعاء برضى الله سبحانه وتعالى عليه، ولكن يختلف هذا إذا كان الرضى بهدف الإخبار، إذ اجتمعوا أن هذا لا يجوز، وهذا من خلال قول الله تعالى:
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [سورة التوبة آية 100]، بالإضافة إلى ذلك أكد الله هذا القول في آية أخرى وهي: {لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [سورة الفتح: آية رقم 18].
لذلك استند العلماء إلى تلك الآيتين من القرآن الكريم بحرمة قول –رضي الله عنه- سوى للصحابة بهدف الإخبار، ومن يطلق عليهم الصحابة هم المهاجرون والأنصار، وهم من بايعوا الرسول تحت الشجرة، حيث إن الأسلوب الخبري في القرآن الكريم يفيد الثبوت والتقرير، لذلك إذا كنت تقول خبرًا لا يجب الترحم سوى على الصحابة فقط.
اقرأ أيضًا: هل يجوز إطعام ستين مسكين بدل صيام شهرين
هل يجوز قول رضي الله عنه لغير الصحابة عند ابن باز
قال الشيخ ابن باز أنه لا يوجد إثم على المسلم إذا قال على أي مسلم رضى الله عنه سواء كان من الصحابة أو غيرهم، وأن هذا ما هو إلا دعاء بالرضا عن المذكورين لله سبحانه وتعالى، ولكن صرح أيضًا أنه هذا ليس مشاع بين جميع علماء المسلمين، حيث يعود بعض العلماء إلى قوله تعالي {جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} [سورة البينة: الآية 8].
يمكنك البحث وزيادة المعرفة بآراء العلماء في هذه النقطة، فالمسلم يثاب على بحثه ومعرفته بأحكام دينه، لذلك الله أنزل لكل موقف قد يقابله المسلم أحكام ومعايير وحثنا على البحث والتدبر.