هل يجوز للحائض قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؟ وما حكم قراءتها من الهاتف؟ فهناك عدد من السيدات ملتزمات بقراءتها يوم الجمعة وهو أمر مستحب، ولكن هل يجوز قراءتها في فترة الحيض، هذا ما يسبب لهن الحيرة، وبُناءً عليه نعرض من خلال موقع القمة ما جاء به جمهور أهل العلم بتوضيح آرائهم في ذلك الأمر.
هل يجوز للحائض قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
قراءة سورة الكهف يوم الجمعة من العادات التي يلتزم بها المسلمون، وهو ما جعل عدد كبير من السيدات يلتزمن بقراءتها في يوم الجمعة، ولكن في فترة الحيض يواجهن مشكلة عدم إتاحة فرصة الإمساك بالمصحف، لأنه الكتاب الذي لا يمسه إلا المطهرون، والحيض ينفي طهارة المسلمة، لذا يكون من الصعب عليه قراءتها، وبالتالي تخالف ما اعتادت عليه طوال حياتها.[1]
إذن من هنا يتبين أنه لا يجوز للحائض قراءة سورة الكهف من المصحف كباقي الأيام، لأنها لا يجوز لها لمس المصحف في فترة الحيض، لذا يمكن الاستعانة بالبدائل وهي القراءة عن ظهر قلب أو القراءة من الهاتف.
اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام القضاء متقطع
حكم قراءة الحائض سورة الكهف من الهاتف
يُستحب للحائض المحافظة على العادات الدينية التي كانت تلتزم بها في غير الحيض من ذِكر وقراءة قرآن دون الصلاة والصيام، ولكن قراءة القرآن يجب ألا تكون من المصحف.[2]
أي يجوز لها قراءة القرآن الكريم من الحاسوب أو من الهاتف، ويمكن لها سماعه وترديده، فجميعها بدائل مباحة لها، وبذلك يكون حكم قراءة سورة الكهف من الهاتف جائزة للحائض، وهو الرأي الذي اجتمع عليه جمهور أهل العلم مؤكدين أنه لا يوجد أي أحاديث أو أمور في الدين تمنع المرأة من قراءة القرآن فترة الحيض ببدائل أخرى لمس المصحف.
حكم قراءة الحائض سورة الكهف عن ظهر قلب
ليس الهاتف هو الحل الوحيد في هذه الحالة، بل إذا كانت ممن أنعم الله عليهم بحفظ سورة الكهف فيمكن لها الاستغناء عن الهاتف، والاستغناء عن الإمساك بالمصحف في هذه الحالة والاكتفاء بقراءتها عن ظهر قلب.
حيث يجوز للمرأة قراءة القرآن الكريم وقول الأذكار عن ظهر قلب في فترة الحيض، ويجوز لها ذِكر الله تعالى دون أي مشكلة في ذلك، فهي لم تمس المصحف، ولم يمنعها الله أو النبي صلى الله عليه وسلم في أي حديث من أحاديثه الشريفة من الاستمتاع بذلك أو أداء واجباتها الدينية بهذا الشكل.
حكم قراءة الحائض القرآن عند جمهور الفقهاء
الحكم عند جمهور الفقهاء كان غير جائز، فقد كان الرد على هل يجوز للحائض قراءة سورة الكهف يوم الجمعة بعدم الجواز، وهو ما اختلفوا عن غيرهم من العلماء.
فكان الحكم بالمنع ناتجًا عن وضع الحائض في مكانة الجنب، وهو أمر غير صحيح، فالحائض لا تُشبه الجنب على الإطلاق، ولكنهم استدلوا في ذلك بأن كلاهما يحتاج إلى الغسل، لذا كان التشبيه يبدو لهم قويًا.
لكن هناك مجموعة من أهل العلم قالوا إنه لا دليل على أن الحائض جنب، ولا دليل على منعها من قراءة القرآن عن ظهر قلب، وكانوا مذهب المالكي كما ذُكر ذلك في رواية عن ابن تيمية.
استدلوا في ذلك بأنه لا وجود ما يمنعها من قراءة القرآن، والحيض قد تطول مدته على عكس الجنب الذي فور حاجته إلى قراءة القرآن يغتسل ويقرأ، وهو ما يفوت عليها الأجر، أو يجعلها عرضة لنسيان القرآن حال كانت تتعلمه أو تعلمه لأي شخص.
لكن فيما يخص قراءتها من المصحف فهو مُحرم لقوله تعالى: (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) [سورة الواقعة: الآية 79].
بُناءً على معنى هذه الآية وناتج عدم الطهارة التي تكون عليها المرأة في فترة الحيض فلا يجوز لها مس المصحف، ولكن يجوز لها قراءته من الهاتف أو عن ظهر قلب.
حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
البعض يرى أنه لا حاجة إلى الالتزام بقراءتها، بل وبالفعل ليس الجميع يلتزمون بقراءة سورة الكهف يوم الجمعة، وبُناءً عليه نوضح الحديث الشريف الذي يحث الجميع على قراءة سورة الكهف هذا اليوم لما بها من ثواب كبير.
“من قرأ سورةَ (الكهفِ) في يومِ الجمعةِ أضاء له من النورِ ما بين الجمُعَتَين” [الراوي: أبو سعيد الخدري، المحدث: الألباني].
قراءة القرآن الكريم بشكل عام لها فضل كبير على من يلتزم بها، ولكن الله سبحانه وتعالى خص بعض الآيات المعينة التي في حال قراءتها بأوقات محددة يكون لها الفضل الكبير على صاحبها، ويكون لها الثواب الأعظم عند الله.
من بين هذه الآيات والسور سورة الكهف، فهي من أفضل السور التي يمكن قراءتها يوم الجمعة، فهذا النور المقصود ما بين الجمعتين هو النور الذي يقذفه الله سبحانه وتعالى في قلب ونظر وبصيرة القارئ، وهو النور الذي يصعد مع الأعمال إلى السماء تشاهده الملائكة، وقد يكون السبب في سطوع النور له في الآخرة، ويدوم هذا النور بين الجمعتين، وهو ما يدل في الحديث على الترغيب بقراءة سورة الكهف يوم الجمعة.
وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
لمن يلتزم بقراءة سورة الكهف يوم الجمعة عليه الالتزام بقراءتها في الوقت المُحدد لها، وهو ما نوضحه بموجب الرد على هل يجوز للحائض قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.
حيث يجب قراءتها بداية من غروب شمس يوم الخميس وحتى غروب شمس يوم الجمعة، فهو الوقت المناسب الذي يتم به القراءة وأخذ الثواب من خلاله، وفي قراءتها فضل عظيم، حيث تحمي من يقرأها من فتنة الدجال، وبالأخص من يحفظ العشر الأواخر منها، وتضيئ لقارئها ما بين الجمعتين.
حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة دون وضوء
أجابت دار الإفتاء على عدد من التساؤلات التي تخص قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، وكان من بينها جواز القراءة دون وضوء، وقد كانت الإجابة موضحة لجواز القراءة بالفعل على شرط عدم لمس المصحف الشريف.
أي يمكن القراءة من أي وسيلة أخرى مثل الهاتف أو عن ظهر قلب، وذلك لأن من يلمس المصحف عليه أن يكون طاهرًا، لذا يجب الوضوء قبل لمسه، ويمكن استبدال ذلك بالاستعانة بشخص آخر يفتح المصحف على الصفحة التي تود قراءتها والبدء في قراءتها دون لمسه.
اقرأ أيضًا: هل يجوز شرب الماء بعد الأذان الأول
حكم قراءة سورة الكهف بدون حجاب
قراءة القرآن الكريم بشكل عام لا تستدعي ارتداء الحجاب، فقط تحتاج إلى ستر العورة، لذا للمرأة التي تقرأ سورة الكهف يوم الجمعة عليها الالتزام باللبس المحتشم محافظة على شكلها وهيئتها أمام كلمات الله العظيمة، فالمصحف كتاب شريف يحتاج ممن يلمسه إلى الطهارة والالتزام، لذا يجب ارتداء الملابس المحتشمة دون الحاجة إلى الحجاب.
في الرد على سؤال هل يجوز للحائض قراءة سورة الكهف يوم الجمعة تطرقنا نحو عرض المزيد من الأحكام التي تتعلق بقراءتها في هذا اليوم، والتي يتبين منها ما على المرأة الالتزام به في هذه الحالة، وما يتوجب عليها القيام به وما غير ذلك.