هل يجوز للمرأة لبس الخاتم في العمرة؟ وما هو حكم ارتداء الذهب الأبيض والبلاتين والماس للمرأة؟ حيث تتساءل العديد من النساء من المقبلات على الإحرام سواء للعمرة أو للحج بشأن جواز ارتدائها للحلي من الخواتم أو الأساور وغيرها، لذلك يعرفنا موقع القمة على التفاصيل الخاصة بهذا الموضوع في الشريعة الإسلامية.
هل يجوز للمرأة لبس الخاتم في العمرة
تكمن إجابة سؤال هل يجوز للمرأة لبس الخاتم في العمرة في نعم يجوز، حيث إنه مباح للمرأة أن تحرم وهي ترتدي أسورة من الذهب أو الخواتم وما إلى ذلك من الحلي، ولكن لا بد من ستر ذلك عن غير المحارم من الرجال، تجنبًا للفتنة بها أو طمع من كان في قلبه مرض.[1]
حيث قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في “مجموع فتاوى ابن عثيمين” (22/ 201) بأنه “لا بأس أن تلبس المرأة حال الإحرام من الذهب ما شاءت إذا لم يخرج إلى حد الإسراف حتى الخواتم والأساور في اليدين، لكن في هذه الحال تستره عن الرجال الأجانب خوفاً من وقوع الفتنة” (انتهى).
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصيام على غير طهارة
ما هو حكم ارتداء الذهب الأبيض والبلاتين والماس للمرأة
في إطار الاطلاع على إجابة سؤال هل يجوز للمرأة لبس الخاتم في العمرة، فيرجى العلم بأنه يجوز للمرأة أن ترتدي ما تشاء من الحلي سواء أكان ذهبًا أبيض أو أصفر أو حتى من الفضة أو الأحجار الثمينة أو غير ذلك من الحلي، ولكن مع مراعاة عدم الإسراف في الأمر.
حيث قال ابن قدامه في المغني “وَيُبَاحُ لِلنِّسَاءِ مِنْ حُلِيِّ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْجَوَاهِرِ كُلُّ مَا جَرَتْ عَادَتُهُنَّ بِلُبْسِهِ، مِثْلُ السِّوَارِ وَالْخَلْخَالِ وَالْقُرْطِ وَالْخَاتَمِ، وَمَا يَلْبَسْنَهُ عَلَى وُجُوهِهِنَّ، وَفِي أَعْنَاقِهِنَّ، وَأَيْدِيهِنَّ، وَأَرْجُلِهِنَّ، وَآذَانِهِنَّ وَغَيْرِهِ، فَأَمَّا مَا لَمْ تَجْرِ عَادَتُهُنَّ بِلُبْسِهِ، كَالْمِنْطَقَةِ وَشِبْهِهَا مِنْ حُلِيِّ الرِّجَالِ، فَهُوَ مُحَرَّمٌ، وَعَلَيْهَا زَكَاتُهُ، كَمَا لَوْ اتَّخَذَ الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ حُلِيَّ الْمَرْأَةِ“.
هل هناك حدود للتزين بالذهب والمجوهرات للمرأة
من الجدير بالذكر أنه لا يوجد حد للمرأة في زينتها في حال لم يكن فيه صرف أو خيلاء، حيث إن المرأة في الدين الإسلامي مباح لها أن ترتدي من حلي الذهب والفضة والمجوهرات الثمينة، وما إلى ذلك ما جرت عادتهن على لبسه من السوار والخلخال أو القرط والخاتم وغيرها.
حيث إن هذا ما ذهب إليه الجمهور، كما أن المذهب الشافعي قد قيد حلي المرأة بما يعتبر عرفًا، فإذا كان كثيرًا ويعتبر إسرافًا مثل خلخال بوزن مائتي مثقال 891 غرامًا، فهذا لا يجوز، حيث إنه في هذه الحالة ليس بزينة، حيث إنه تم إباحة الحلي للزينة ولا زينة في ذلك.
هل يجوز لبس المرأة العباءة أو الشيلة التي عليها تطريز بسيط
في إطار التعرف على هل يجوز للمرأة لبس الخاتم في العمرة، فلا بد من التعرف على حكم لبس المرأة العباءة أو الشيلة التي عليها تطريز بسيط، فمن شروط الحجاب الشرعي هو أن يكون ساترًا وغير لافت للأنظار، كما يجب أن يكون ثخينًا ولا يشف ما تحته.
بالإضافة إلى وجوب أن يكون فضفاضًا وغير ضيق يعمل على وصف تفاصيل جسد المرأة التي ترتديه، كما يجب ألا يكون مزينًا يلفت أنظار الرجال الأجانب، كما يجب ألا يكون مطيبًا بأي نوع من أنواع الطيب، وألا يكون لباس شهرة كذلك، والمقصود بالشهرة هنا هو الشهرة بين الناس نظرًا لجودته أو غلاء ثمنه أو حتى لرداءته وبساطة شأنه.
نستنتج من ذلك أن ما كان ملونًا أو مشجرًا أو حتى مزخرفًا وما إلى ذلك مما يلفت النظر أو يشد الانتباه فهو غير جائز، حيث يمكن أن يحرك الشهوة، كما يمكن أن يكون الحجاب زينة في نفسه في حال كان مزخرفًا أو مزركشًا ويلفت أنظار الرجال بأي شكل من الأشكال وفي حال كان الحجاب كذلك فتنتفي الحكمة من ارتدائه في الإسلام.
اقرأ أيضًا: هل يجوز ختم القرآن الكريم من الجوال
هل يجوز لبس الذهب المحلق للنساء
أباح الله عز وجل للمرأة المسلمة أن تتحلي بالذهب كما ذكرنا سابقًا وكافة أنواع المجوهرات المختلفة أيًا كان نوعها والحلي المحلق كذلك وغيره، حيث قال تعالى في كتابه العزيز: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} [الزخرف: 18]، مما يدل على أن الحلي من صفات النساء بشكل عام.
كما روى أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه بسند جيد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ حريرًا فجعله في يمينه، وأخذ ذهبا فجعله في شماله، ثم قال: إن هذين حرام على ذكور أمتي. زاد ابن ماجه: حل لإناثهم.
إن المرأة في الدين الإسلامي يجوز لها ارتداء الحلي كيفما تشاء نظرًا إلى أن المرأة تحب الحلي وتتصف كذلك بها، لذلك فلم يتم تحريم ارتدائها للحلي في الإحرام من الخواتم أو الأساور في حال لم تكن لافتة للأنظار ومبالغ فيها.