هل يجوز ممارسة العادة مرة في الشهر للبنات؟ وما هو حكم ممارسة مثل هذه العادة في الدين الإسلامي؟ حيث إن العادة السرية هي واحدة من أكثر الأمور الشائكة والتي لا تتمكن العديد من الألسنة من التطرق إليها من شدة الخجل، لذلك ومن خلال موقع القمة نتعرف على التفاصيل اللازمة.
هل يجوز ممارسة العادة مرة في الشهر للبنات
قبل التطرق إلى عرض إجابة سؤال هل يجوز ممارسة العادة مرة في الشهر للبنات، فلا بد أن نشير في بداية الأمر إلى أن الدين الإسلامي قد قام بوضع العديد من الحدود للفتاة من أجل أن تلتزم بها حتى يكتمل إسلامها بشكل صحيح، وحتى تتمتع بالصفات الصالحة التي تؤهلها لإدارة بيتًا مسلمًا وأن تصبح أمًا تنشيء أجيالًا.[1]
قال تعالى في كتابه العزيز: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].
حيث إن الفتاة المسلمة يجب أن تكون ملمة بكافة الجوانب التي يفرضها عليها دينها، والتي من أهمها أن تحفظ فرجها مما يعني ألا تترك لنفسها المجال لحدوث أي ممارسات حميمية طالما لم تتزوج، حيث إن العادة السرية من أحد الأمور التي حرمها الله سبحانه وتعالى.
إذ قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُون (7)} [المؤمنون: 5 – 6].
وفي الآية السابعة من سورة المؤمنون دليل على أن من يرتكب هذا الفعل الشنيع من العادون، لذلك في هذا تصريح بعدم إجازة أمر ممارسة العادة سواء للإناث أو الذكور.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية الصحابي النعمان بن البشير “سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: وأَهْوَى النُّعْمانُ بإصْبَعَيْهِ إلى أُذُنَيْهِ، إنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ، وإنَّ الحَرامَ بَيِّنٌ، وبيْنَهُما مُشْتَبِهاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ في الشُّبُهاتِ وقَعَ في الحَرامِ، كالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أنْ يَرْتَعَ فِيهِ، ألا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألا وإنَّ حِمَى اللهِ مَحارِمُهُ، ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ” (صحيح مسلم).
اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام القضاء متقطع
كيفية الابتعاد عن ممارسة العادة للبنات
وفقًا لما تم ذكره في الفقرة السابقة فإن العادة السرية من الأمور التي تم تحريمها في الدين الإسلامي لا محالة، ولكن ماذا إذا مارستها الفتاة مرة واحدة فقط في الشهر فيأتي هنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال في رواية جابر بن عبد الله “ما أسكرَ كثيرُهُ فقليلُهُ حرامٌ” (الأباطيل والمناكير)، حيث يدل هذا الحديث على أنه ما يحرم كثيره فيحرم قليله أيضًا ولا يتم النظر حينها إلى عدد المرات.[2]
لذلك فإن العادة السرية من الأمور التي تتسبب في العديد من الأضرار للفتاة سواء أكانت تقوم بممارستها بشكل مستمر أو على فترات متباعدة، لذلك فمن الضروري التعرف على الطريقة الصحيحة التي تتمكن الفتاة من خلالها من الإقلاع عن ممارسة العادة السرية، والتي تتمثل فيما يلي:
1- الابتعاد عن المثيرات الحميمية
يجب أن تبتعد الفتاة عن كافة المثيرات الحميمية التي تؤدي إلى ممارسة العادة السرية، مثل مشاهدة الأفلام التي تشتمل على بعض اللقطات غير اللائقة، كما يجب أن تتذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديثه الشريف “العينُ تَزني، والقلبُ يَزني؛ فزِنَا العينِ النظرُ، وزِنا القلبِ التمَنِّي، والفرجُ يُصدِّقُ ما هنالِك أو يُكذِّبُه” (تخريج المسند لشعيب).
لذلك وجب على الفتاة أن تغض بصرها وتبتعد عن كافة العوامل التي تعمل على إثارتها من الناحية الجنسية أو الحميمية، كما يجب أن تدعو الله سبحانه وتعالى بأن يمن عليها بالزواج الحلال والطيب، حتى تسعد في الدارين حيث قال تعالى في كتابه العزيز:
{وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا ۖ وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ۚ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور: 33].
2- التقرب إلى الله عز وجل
فعن أبي هريرة قال “يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا، تَقَرَّبْتُ منه باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً. وفي روايةٍ: بهذا الإسْنادِ، ولَمْ يَذْكُرْ: وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا، تَقَرَّبْتُ منه باعًا” (صحيح مسلم).
لذلك في إطار التعرف على إجابة سؤال هل يجوز ممارسة العادة مرة في الشهر للبنات، فيجب أن تعلم الفتاة أنه من الأفضل لها بدلًا من قيامها بممارسة هذه العادة السيئة المحرمة، هو أن تتقرب من الله عز وجل وأن تكثر كذلك من الدعاء بأن يمن الله عليها بالستر والعفة، حيث إن المرأة بحاجة دائمة إلى مساندة الله عز وجل لها حتى لا تقع في الذنوب البغيضة.
3- التعرف على أضرار العادة السرية للبنات
واحدة من أهم الأمور التي من شأنها أن تجعل الفتاة تبتعد عن العادة السرية السيئة هي أن تطلع على الأضرار المتعددة لتلك العادة البغيضة، والتي تتمثل فيما يلي:
- كثرة التشتيت الذهني، حيث إن ممارسة العادة السرية من الأمور التي تعمل على عدم قدرة الفتاة على التركيز لكونها تؤثر بشكل كبير على الأعصاب، بالإضافة إلى التوتر.
- الشعور المستمر بالكسل والخمول، حيث تؤثر العادة على الأعصاب بشكل كبير.
- عدم قدرة الفتاة على الاستمتاع الحميمي مع زوجها بعد الزواج.
- شعور الفتاة بالنقص لكونها تمارس هذه العادة بدلًا من انتظار الاستمتاع من خلال شرع الله تعالى.
اقرأ أيضًا: هل يجوز قراءة القرآن للحائض في رمضان وحكم ختمه
4- ممارسة بعض الأنشطة
يعتبر وقت الفراغ الكبير أحد أهم العوامل التي تؤدي إلى ممارسة الفتاة للعادة السرية، لذلك فمن الضروري أن تهتم الفتاة بشغل أوقات فراغها ببعض الأمور المفيدة والتي من أهمها ممارسة الرياضة والقيام بالأنشطة التي تفيد الجسم، كما يمكن أن تنمي بعض المهارات لديها أو تتعلم أي من المجالات الجديدة في حياتها.
يجب على الفتاة أن تتعرف على كل ما يخص العادة السرية وأحكامها الفقهية في الدين الإسلامي وفي الكتاب والسنة النبوية الشريفة، مع الاطلاع على العوامل المساعدة على الإقلاع عنها كذلك.