هل يجوز دفع كفارة الصيام للأقارب؟ وما هو أجر التصدق على الأهل المساكين؟ فيرى بعض الأشخاص الذين هم بحاجة إلى دفع كفارة عن فطر يوم من أيام رمضان أن الأهل أولى بها، وهو ما جعل هُناك حاجة إلى معرفة جواز إخراج كفارة الصيام لهم، وبُناءً على ما اجابت به دار الإفتاء في ذلك نعرض عبر موقعنا القمة هذه الإجابات وما يتطلب على المسلم القيام به في هذه الحالة كي يبتعد عما هو مكروه في الدين والمحبب بهذه القضية.
هل يجوز دفع كفارة الصيام للأقارب
كفارة الصيام تُدفع في بعض الحالات التي أشار إليها ديننا الإسلامي بشكل واضح وصريح للجميع من أجل العمل بها، وهي التي يكون عليه بالضرورة قضائها في الحال، وتكون ناتج عن فطر يوم من أيام شهر رمضان المبارك تحت أي عذر سمحت به الشريعة الإسلامية.[1]
يتوجب عليه قضاء هذه الكفارة للفقراء والمحتاجين، ولكن أجابت دار الإفتاء عمن يستفسرون عن هذا الأمر بقول إن القريب إذا يُحتسب ضمن الفقراء والمساكين فإنه أحق وأولى من الفقراء والمساكين دون القرابة.
فالقريب أولى بالبر والإحسان إليه، وذلك في حال كان يستحق الإحسان، ولكن في حال كان بغير حاجة لها، والبعيد هو من بحاجة إليها يكون عليه في ذلك تفضيل المسكين البعيد عن الغني القريب فلا كفارة لغير المحتاجين.
اقرأ أيضًا: مقدار الإطعام في كفارة الظهار
ما هي كفارة الصيام
الكفارة في الصيام لا علاقة لها بالنقود، فهي ليست نقود يتم إخراجها عن الصيام وإنما هي إطعام للمساكين، وفي هذه الحالة تُحسب بإطعام 60 مسكين، وبُناءً على ذلك فإنه إذا كان يوجد مسكين في العائلة فيكون على من يخرج الكفارة قضاء كفارته بإطعامه.
وتُحسب الوجبة التي يتم إخراجها للمسكين ككفارة عن الصيام بـ 100 جنيه للفرد، أي في حال كان الشخص غير قادر على إطعام المسكين وجبة يمكنه استبدالها بمبلغ 100 جنيه ليكون قد أتم قضاء الكفارة الواجبة عليه.
الدليل على جواز إخراج الكفارة للأقارب
من أجل أن يكون الحكم واضحًا والجواز واضح للجميع لا بُد من الاستدلال بالأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد صحة ما تم ذكره في الإجابة عن هل يجوز دفع كفارة الصيام للأقارب.
فعن سلمان بن عامر الضبي ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصدقةُ على المسكينِ صدقةٌ وعلى ذي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ صدقةٌ وصِلَةٌ” [المحدث: الشوكاني].
في هذا الحديث يتبين أحقية حصول الأقارب من المساكين على الكفارة والصدقة فهم أولى بها من البعيد المحتاج، فما يحتاج إليه الأهل وتلبيته له ثواب أعظم وأكبر ممن يحصل على كفارة البعيد، على شرط أن يكون من المحتاجين.
جزاء إخراج كفارة الصيام للأهل
يتبين من خلال الحديث النبوي الشريف الجزاء العظيم الذي يحصل عليه من أخرج الكفارة للأقارب من المحتاجين والمساكين، وتبين أن إخراجها له الثواب الأكبر لأنه يجمع بين ثوابين وهما “البر والصدقة” حيث يحصل مُخرج الكفارة أو الصدقة في هذا الوقت على ثوابين وهما ثواب صلة الرحم والبر بالأهل وثواب إخراج الصدقة.
أما في حال إخراجها للمحتاج البعيد يحصل على ثواب واحد فقط وهو الصدقة، لذا ننصح المسلم ممن هم بحاجة إلى إخراج الكفارة عن صيام رمضان أن يقدمها للأهل المحتاجين لإكفائهم الطلب والحاجة من الغير عن المحتاج البعيد.
لمن تدفع كفارة الصيام
تُدفع كفارة الصيام إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها، وتقدم لمن يستحقونها بحسب ما نص عليه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهم:
- المساكين، فقد خصهم الله بالكفارة لإطعامهم، ولا يتم الدفع لغيرهم، والأولوية تُحقق للمساكين من الأهل ومن ثم من سواهم.
- يجب أن يكونوا مسلمين، لأن الكفارة لا تخرج لكافر ذمي.
- يجب أن يكونوا أحرار، فلا حق للعبد أخذها.
- يكون إخراجها لمن يأكلوا الطعام أي لا يجوز إخراجها للأطفال.
- التوزيع يجب أن يكون على 10 مساكين، أي لا يجوز أن يُطعم ما يستحقه العشر مساكين إلى مسكين واحد، فهو بذلك لا يأخذ الجزاء.
الفرق بين الكفارة والفدية
كيلا يختلط الأمر على الكثير بشأن حكم الكفارة والفدية على المساكين والأهل مما قد سبق ذكره في الرد على هل يجوز دفع كفارة الصيام للأقارب نوضح الفرق بين الكفارة والفدية، وذلك لأن لكلٍ منهم السبب الذي تبعته.
فالكفارة تكون لمن يفطر في رمضان دون وجود العذر الشرعي الذي يبيح له هذا الفطر، أما الفدية فهي ما يتم قضائه لمن يعجز عن الصوم في رمضان سواءً لسبب مستحكم ودائم أو لمرض أو شيء مؤقت، ويكون عذر شرعي يبيح له الفطر مقابل الفدية.
حكم دفع كفارة الصيام على دفعات
يحتاج البعض ممن عليهم دفع الكفارة عن الصيام إلى معرفة ما إذا كان مُتاح لهم إمكانية دفع الكفارة على دفعات أم من الواجب أن يتم دفعها على مرة واحدة، والجدير بالذكر أن دفعها على دفعات لا حرج به على المسلم المؤدي للكفارة، وفلا مشكلة من إطعام عدد معين من المساكين وبعد ذلك يتم استكمال أداء الكفارة بإطعام عدد من المساكين الآخرين.
فلا يوجد شيء إلزامي يُحتم ضرورة دفع الكفارة على مرة واحدة، ولا مشكلة في الاستكمال في حال كان من يدفع الكفارة بحاجة إلى ذلك.
أنواع كفارة الصيام
يوجد أكثر من نوع يمكن من خلاله تأدية كفارة الصيام، وعلى من يؤدي الكفارة حرية الاختيار بحسب النوع الأنسب له، ومن خلال النقاط التالية سنوضح الثلاثة أنواع:
- عتق رقبة مؤمن.
- الصيام شهرين متتابعين.
- إطعام 60 مسكين.
على من سيؤدي الكفارة اختيار الطريقة الأنسب له في أدائها وإتمامها، وفي حال اختبار إطعام المسكين يجب انتقاء وجبتين مشبعتين لأداء الكفارة على أن يكون له العتق أولًا وفي حال العجز عن ذلك يكون عليه الصيام وإن عجز عليه الانتقال إلى الإطعام، وهنا يكون الانتقاء بالعجز.
اقرأ أيضًا: نية قضاء الصيام للحائض
ما هي كفارة الجماع في الصيام
إذا جامع الزوج زوجته في الصيام عليه دفع الكفارة في ذلك، ويكون بعتق الرقبة أولًا وإن لم يستطع فالصيام وإن لم يستطع فالإطعام، فلا اختلاف بين سبب وراء الكفارة في أنواعها، ويكون على المسلم الغير مؤدي لكفارته أدائها بالشكل الصحيح لها.
في الإجابة عن هل يجوز دفع كفارة الصيام للأقارب تبينت الكثير من الأحكام عن دفع الكفارة في الصيام، وهي ما يتضح من خلالها ما على المسلم القيام به في هذه الحالة، ومن الواجب الالتزام بها والسير على ترتيب أنواع الكفارة باختيار الطريقة الواجب إتمامها بها قبل التوجه إلى الأهل لقضاء كفارته.