هل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات؟ وما هو حكم العقيقة؟ نظرًا إلى أن العقيقة من الأمور التي حثت عليها السنة النبوية، فيتساءل الكثير حول جواز تأخير العقيقة، ولذا سنهتم اليوم من خلال موقع القمة على عرض الإجابة عن هذا السؤال وتوضيح حكم العقيقة إلى جانب بعض الأحكام الأخرى المٌتعلقة بالعقيقة .
هل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات
العقيقة هي الذبيحة التي يتم ذبحها عن المولود عند استطاعة صاحبها فعلها، فيُخرج للذكر ذبيحتين وللأنثى ذبيحة واحدة، ومن الأفضل أن تُذبح في اليوم السابع، وقد روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن يتم ذبحها في أربعة عشر وإحدى وعشرين، ولكن الأفضل هو الذبح في اليوم السابع، وفي حالة ألا يتيسر ذلك فلا بأس، حيث عن لا يوجد لها حد محدود بعد السابع.[1]
بالتالي تكون الإجابة عن سؤال هل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات؛ أنه جائز، حيث عن العقيقة من السنن وليست الفرائض، ومن أراد أن يذبح عن نفسه أو غيره أو الأولاد سواء ذكر وأنثى؛ فيجوز ذلك حتى ولو بعد مُدة، حيث عن العقيقة من الأمور المُشرعة حتى ولو بعد سنوات.
الجدير بالذكر أنه لم يشترط إعلام الآخرين بأن ما يتم توزيعه عليهم او إجماعهم عليه عقيقة، وتكفي النية فقط بكون ما يتم فعله عقيقة.
يأكل من العقيقة الأقارب والجيران ويتم توزيعها على الفقراء أو يأكل بعضها ويتم توزيع بعضها أو يتم بها صناعة وليمة ويدعو عليها كل ما تم ذكره.
اقرأ أيضًا: العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود في اليوم السابع من مولده
ما هو حكم العقيقة
العقيقة هي سنة مؤكدة وذلك تبعًا لمذهب الشافعية أو الحنابلة، وقول طائفة من السلف وهو اختيار ابن باز وابن عثيمين، والأدلة من السنة النبوية كما يلي:
- عن بُرَيدةَ رضيَ اللهُ عنه، قال: “كُنَّا في الجاهِليَّةِ إذا وُلِدَ لأحدِنا غُلامٌ ذَبَح شاةً ولَطَخَ رأسَـه بدَمِهـا، فلمَّا جاءَ اللهُ بالإسـلامِ كُنَّا نَذبَحُ شاةً ونَحلِقُ رأسَه ونَلْطَخُه بزَعْفَرانٍ”
- عن سَلْمانَ بنِ عامرٍ رضيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: “مع الغُلامِ عَقيقةٌ، فأَهْرِيقوا عنه دَمًا، وأَمِيطوا عنه الأَذَى” صحيح الترمذي.
- عن أُمِّ كُرْزٍ رضي الله عنها، أنَّها سألْتَ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عنِ العَقيقةِ، فقال: “عنِ الغلامِ شاتانِ، وعنِ الأُنثَى واحدةٌ، ولا يَضرُّكُم ذُكْرانًا كُنَّ أَمْ إناثًا” حديث صحيح.
كما جاء في مسألة العقيقة أيضًا أنها ذبيحة سرور لم تكن واجبة كالنقعية أو الوليمة.
حكم العقيقة عن الطفل لو مات بعد السابع
بعد الإجابة عن سؤال هل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات، سنوضح ما إذا كان يجوز ذبح العقيقة عن الطفل لو مات بعد السابع أم لا، وتكون إجابته أن يُشرع ذبح العقيقة لو مات المولود بعد السابع، حيث إن هذا هو مذهب الشافعية على الأصح، وتم اختيار من قبل ابن باز وابن حزم وابن عثيمين واللجنة الدائمة.
الدليل من السنة أن عن سلمان بن عامر الضبي قال:
“.. مع الغُلامِ عقيقةٌ، فأَهْريقوا عنه دَمًا، وأَمِيطوا عنه الأذَى” صحيح الترمذي
وهذا الحديث يدل بعمومه على أن يتم ذبح العقيقة بخروج المولود ولم يتم التفرقة بين موته وعدم موته سواء كان قبل السابع أو بعده.
ما هو أخر وقت للعقيقة
لا يوجد حد لأخر وقت للعقيقة، وهذا تبعًا للمذهب الشافعي والحنبلي ولقول طائفة من السلف، وقام باختياره ابن حزم وابن القيم بالإضافة لابن باز، وأفتت اللجنة الدائمة أن المقصود يحدث بذبح العقيقة في أي وقت وإن فات وقت الاستحباب المشار له سابقًا (اليوم السابع).
هل يُحسب يوم الولادة من الأيام السبعة
يتم طرح تساؤل من قبل البعض حول ما إذا كان يتم احتساب يوم الولادة من الأيام السبعة المُشار لها سالفًا أم لا، وقد وجِد في مذهب الشافعية والحنابلة والمالكية وقول جمهور العلماء أنه يتم حساب يوم الولادة من الأيام السبعة، والدليل على هذه القول من السنة النبوية هو ما جاء في الحديث الشريف عن سَمُرةَ بنِ جُندَبٍ رضي الله عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:
“كلُّ غُلامٍ رَهينةٌ بعَقيقتِه؛ تُذبَحُ عنه يومَ سابِعِه، ويُحلَقُ، ويُسمَّى” صحيح أبو داود.
اقرأ أيضًا: أدعية للتهنئة على المولود الجديد في العقيقة مستجابة
حكم اجتماع العقيقة مع الأضحية في وقت واحد
في حال اجتماع العقيقة والأضحية في وقت واحد فإنَّ لا يجوز ذبيحة واحدة، وذلك تبعًا لمذهب المالكية والشافعية بالإضافة إلى رواية الحنابلة، وهذا هو قول قتادة واختاره ابن عثيمين، وذلك للأسباب الآتية:
- لأن كل منهما يتم ذبحه لأسباب مختلفة، ولا يُمكن الذبح عن واحدة منهما كدم المتعة أو دم الفدية.
- لأن كلًا منهما سنة مقصودة.
حكم الاشتراك في عقيقة من الأبل والبقر
لا يٌمكن الاشتراك في العقيقة من قبل أكثر من اثنين، حتى وإن كانت مثل الإبل أو البقر، وهو مذهب المالكية والحنابلة وتم اختياره من قبل ابن القيم أو ابن عثيمين، والأدلة من السنة النبوية تأتي على النحو التالي:
- عن سَلْمانَ بنِ عامرٍ الضَّبِّيِّ رضي الله عنه، قال: سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: “مع الغلامِ عَقيقةٌ..” إلى أخر الحديث المذكور سالفًا.
- عن الحَسنِ، عن سَمُرةَ، قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “الغُلامُ مُرتَهَنٌ بعَقيقتِه، يُذبَحُ عنه يومَ السَّابعِ، ويُسمَّى، ويُحلَقُ رأسُه“.
كيفية توزيع لحم العقيقة
أهل العلم يأكل ثلثًا ويتصدق بثلث ويهدي ثلثًا، ولكن ليس عليه دليل والأولى في هذا أن يأكل منها أو يتصدق أو يهدي وليس في هذا حدود، والعقيقة عن المولود، والعقيقة عبادة مُستحبة يلزم فيها النية، وليس شرطًا أن يتم الإفصاح عن أنها عقيقة لمن يتم إطعامهم بها أو توزيعها عليهم، ولكن يجب أن يستحضر الإنسان نيته وهو يفعل ذلك.
الجدير بالذكر أن لا فارق بين أن تكون الذبيحة ذكر او أنثى، فيجوز ذبح أيًا منهما، كما أن يُمكن أن يعق عن المولود العم أو الخال أو الأم ولكن الأب هو الأفضل في فعل ذلك حيث إنه المسؤول الأول.
اقرأ أيضًا: ماذا يقال للمولود الجديد في أذنه
حكم العقيقة للتوأم
أما بالنسبة لحكم العقيقة في التوأم فتكون كل واحدة عن ثنتين، التوأم إذا كانوا ذكورًا ولدين، أما إذا كان ذكرًا وأنثى فثلاث، ثنتين عن الذكر، وواحدة عن الأنثى، وإن كان التوأم أنثيين؛ يكفي ذبيحتان عن كل واحدة.
العقيقة من السنة النبوية وهي من الأمور المُستحبة، وعلى المرء أن يقوم بها ف اليوم السابع من ولادة الطفل بقيمة ذبيحتين للذكر وذبيحة واحدة للأنثى، وعلى من تأخر في فعلها أن يطلع على الحكم وما إذا كان يجوز ذبحها بعد سنوات أم لا.