هل يجوز عقد القران بين العيدين

هل يجوز عقد القران بين العيدين؟ وما هي شروط العقد في الإسلام؟ من الأمور التي يتساءل عنها بعض المسلمين هي الوقت الأنسب لعقد القران بين الرجل والمرأة، حيث ترددت بعض الأقاويل التي تشير إلى أن هناك أوقاتًا لا يجوز فيها عقد القران، وسوف نتفرد من خلال موقع القمة بعرض بيان هذا الأمر حسب ما ورد في كتاب الله والسنة النبوية.

هل يجوز عقد القران بين العيدين

يتساءل بعض المسلمين هل يجوز عقد القران بين العيدين أم لا والإجابة هي نعم، حيث إن عقد القران مباح في أي وقت خلال العام، ولا ضرر من عقده في رمضان أو في العيد أو فيما بين عيد الفطر أو عيد الأضحى، طالما أن شروط الزواج والنكاح وعقد القران مستوفاة بالكامل فلا ضير من ذلك.[1]

“عن عائشة رضي الله عنها قالت: تزوَّجَني النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في شوَّالٍ وبنَى بي في شوَّالٍ، فأيُّ نسائِهِ كانَ أحظَى عندَهُ منِّي، وَكانت عائشةُ تستحبُّ أن تُدْخِلَ نساءَها في شوَّالٍ” [حدثه الألباني، المصدر: صحيح ابن ماجه].

اقرأ أيضًا: هل يجوز الزنا للضرورة

الزواج في الإسلام

الزواج في اللغة هو كل شيء له قرين فكل شيئين فيما بينهما اقتران أو شكل من أشكال الارتباط يطلق عليهما زوجان والزواج يعني اقتران شيء بشيء آخر، ويقصد بالزواج أيضًا ضم الشيء للشيء لإحكام الرباط وتوثيقه فيما بينهما، أما في الشرع فهو الجمع فيما بين الرجل والمرأة بالزواج والعقد سواءً كان بدخول أو بغير دخول، ولقد تعدد آراء أئمة المذاهب الأربعة فيما يعني بالنجاح كالآتي:

1- رأي الحنفية

رأي الحنفية

ذهبت الحنفية إلى أن الزواج أو النكاح هو تمتع الرجل بالمرأة تحل له شرعًا بقصد وعمد دون وجود أي عائق يمنع الرجل من ذلك.

2- رأي المالكية

رأت المالكية أنه عقد يبيح للرجل أن يتمتع بالمرأة وفقًا لشروط وخصائص محددة وبصيغة تدل عليه.

3- رأي الشافعية

ترى الشافعية أنه عقد يتضمن للرجل إباحة وطئه للمرأة بلفظ النكاح أو التزويج وكذلك الألفاظ الأخرى الدالة على نفس المعنى.

4- رأي الحنابلة

رأى الحنابلة أنه عقد تزويج ينعقد بلفظ التزويج أو النكاح وما ترجم إلى نفس المعنى من ألفاظ.

حكم الزواج في الإسلام

لقد شرع الزواج في كتاب الله وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولقد أشار الله لذلك بوضوح في كتابه، والزواج سنة مشرعة بين البشر وكل الكائنات الحية منذ بدء الخليقة على هذا الكوكب، فقد تزوج سيدنا آدم عليه السلام بالسيدة حواء وأنجبا ذرية البشر، التي حافظت على النسل والتكاثر من خلال الزواج ولقد حث الإسلام على الزواج لأسباب متعددة، منها العفة والبعد عن كل ما يدفع إلى الزنا وأيضًا للحفاظ على نسل البشر ولزيادة عدد أمة الإسلام.

“عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كُنْتُ مع عبدِ اللَّهِ، فَلَقِيَهُ عُثْمَانُ بمِنًى، فَقالَ: يا أبَا عبدِ الرَّحْمَنِ، إنَّ لي إلَيْكَ حَاجَةً، فَخَلَوَا، فَقالَ عُثْمَانُ: هلْ لكَ يا أبَا عبدِ الرَّحْمَنِ في أنْ نُزَوِّجَكَ بكْرًا، تُذَكِّرُكَ ما كُنْتَ تَعْهَدُ؟ فَلَمَّا رَأَى عبدُ اللَّهِ أنْ ليسَ له حَاجَةٌ إلى هذا أشَارَ إلَيَّ، فَقالَ: يا عَلْقَمَةُ، فَانْتَهَيْتُ إلَيْهِ وهو يقولُ: أمَا لَئِنْ قُلْتَ ذلكَ، لقَدْ قالَ لَنَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ؛ فإنَّه له وِجَاءٌ” [حدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري].

كما أن حكم الزواج يختلف من شخص لآخر باختلاف حالته، وفيما يلي نتعرف إلى بيان هذه الأحكام:

1- حكم الوجوب

الزواج واجب على كل شخص رغب في النساء واشتهاهن لدرجة أنه بات يخاف على نفسه من الوقوع بالزنا، ولكن يجب الحرص على التحقق من قدرته على الزواج.

2- حكم الندب

يندب الزواج على كل من أراد منه أن ينجب ويكون له نسلًا وذرية، ولقد أجمع جمهور العلماء على أن الزواج مستحب على الرجال والنساء وعدم وجوبه على كل منهما، واستدلوا لإثبات صحة ذلك بما ورد في كتاب الله تعالى:

(إِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا) [سورة النساء، الآية رقم 3]

3- حكم الإباحة

يحكم على الزواج بالإباحة في حق الشخص الذي لا يرغب في النساء هذا إلى جانب أنه لا يخاف من ارتكاب الزنا.

4- حكم التحريم

يحرم على الشخص بتحريم الزواج إذا تبين أن زواجه سيلحق ضررًا أكيدًا بالزوجة مثل المصاب بمرض معدٍ ولا علاج له.

5- حكم الكراهة

يكره الزواج لمن لا يرغب في النساء ولا يخشى الوقوع في الزنا ويخاف أن يلحق أي ضرر أو أذى بالمرأة مثل الضرب.

شروط عقد الزواج في الإسلام

في إطار الإجابة عن سؤال هل يجوز عقد القران بين العيدين سنتعرف فيما يلي إلى شروط عقد الزواج في الإسلام:

1- شروط صيغة العقد

يشترط في صيغة عقد الزواج الإيجاب والقبول ونوضح ذلك فيما يلي:

  • أن تكون الألفاظ دالة على الزواج مثل أنكحت أو زوجت وغيرها.
  • أن تدل الصيغة على الدوام والتنجيز وليس على التأقيت والاستقبال.
  • أن يكون الإيجاب والقبول بين جميع الأطراف ورفض أحد الأطراف يعني عدم صحة الزيجة.

“عن عائشة رضي الله عنها قال: أيُّما امرأةٍ نَكَحَت بغيرِ إذنِ مَواليها ، فنِكاحُها باطلٌ ، ثلاثَ مرَّاتٍ فإن دخلَ بِها فالمَهْرُ لَها بما أصابَ منها ، فإن تشاجَروا فالسُّلطانُ وليُّ مَن لا وليَّ لَهُ” [حدثه الألباني، المصدر: صحيح أبي داوود].

  • أن يتصل القبول بالإيجاب وهذا يتم باتحاد مجلس العقد.
  • ألا يرجع الموجب عن إيجابه في العقد قبل قبول الآخر.

2- شروط العاقدين

هناك شروطًا يجب أن تستوفى بالنسبة إلى العاقدين وهي:

  • تمتع العاقدين بالأهلية التامة.
  • أن يكون لهما الحق في إبرام العقد.
  • أن يتم التأكد من رضا الطرفين واختيارهما.
  • أن يسمع كل منهما حديث الطرف الآخر.
  • أن يكون كل واحد من الزوجان معلومًا ومعروفًا.
  • ألا يكون بين الزوجين سببًا يحرم الزواج.

3- شروط الصحة

شروط الصحة هي ما يتوقف عليها صحة عقد الزواج وهي:

  • حل المرأة للزواج من الشخص الذي يريد الزواج بها.
  • الإشهاد على عقد الزواج.

4- شروط اللزوم

لزوم العقد يعن ألا يكون لأحد العاقدين أو غيرهما الحق في فسخه، والشروط تتلخص فيما يلي:

  • أن يكون الأب أو الجد أو الولي المزوج لفاقدي الأهلية مثل المجنون أو ناقص الأهلية مثل الصغير.
  • أن يكون الزوج كفءً للزوجة.
  • أن يكوم مهر المخطوبة مثل مهر مثيلاتها.
  • أن يخلو الزوج من عيب الجب والعنة.

اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة العيد منفردا

5- شروط النفاذ

شروط النفاذ هي الشروط التي يجب أن تتوفر في العقد الصحيح وهي:

  • أن يكون العاقدين الذين توليا عملية إنشاء العقد مكتملي الأهلية.
  • أن يكون كل من العاقدين ذوي صفة.

تؤكد لنا الإجابة عن سؤال هل يجوز عقد القران بين العيدين على أن الزواج في الإسلام ميسر تمامًا ولا يشترط وقتًا معينًا يتزوج فيه المسلمين بل في ذلك مجال واسع لهم حيث أباح الله لهم الزواج بأي وقت.

Scroll to Top